تريد أن تنجح في بلدك؟ اكذب مثل إسماعيل أدهم




محمد عواد - كل شاب في عالمنا العربي أقابله يشكو نفس المشكلة ، قلة الفرصة واحترام الأجنبي وتفضيله بل ربما تأليهه بعض الأحيان .. كل الشباب يشكون الطلب منهم بشكل دائم الخبرة الكبيرة ولا يتم الاهتمام لقيمته الحقيقية التي يستطيع إضافتها لمكان عمله أو مكان فرصته.

كنت اقرأ للكاتب المصري الرائع الراحل رجاء النقاش وأعجبتني قصة دونها لشخص اسمه إسماعيل أدهم ، هو شاب لم يكن متعلماً لكنه كان يقرأ كثيراً وزرع في نفسه ثقافة كبيرة ثم لبس مثل الأجانب في أربعينات القرن الماضي أي الفترة التي عاش فيها ... ثم ادعى أنه "مستشرق" مطلقاً لحية كثيفة فتهافتت عليه الصحف والمجلات تطلب مقالاته وأبحاثه لتنشرها له وأصر على موقفه بأنه مستشرق حتى انتحر في النهاية لأنه لم يحتمل أن يعيش في كذبة طوال حياته.

إسماعيل أدهم في بداية حياته تم رفضه ورفض فكره فهو شخص تافه حسب وجهة نظر البعض ، ويكفي لرفض فكره أنه ابن البلد ومن دون شهادة ، لكن ما إن تحول إلى غربي حتى تم استقباله والتهليل له فهو المثقف العالم الخبير الذي يحبه كل من يقرأ له والشهادات ليست المعيار !!... من يفكر هذا يحتاج للاطلاع على نتائج أي دراسة أجريت بخصوص من يفضل المستقبل العربي إعلامياً ،لعلموا هؤلاء أصحاب عقدة الخواجة السفلية أن الناس لا تهتم لما يكتبه المستوردون ولا يصدقونهم وأن الأموال التي تدفع لهم مجرد حرق بالنار واستعراض وذلك حتى في مجال كرة القدم.

أنا نفسي عشت قصة غريبة مع بعض وسائلنا الإعلامية المحلية ، كنت أحاول أن أحصل على فرصة بالكتابة لدى بعض الصحف ولكن "لأن الموضوع عادة وليس دائماً يتوقف على العلاقات لا على المستوى" كان الرفض قبل العرض وعندما خرجت للعمل مع مؤسسة "غربية" أصبحت محترماً ومرحباً به .. لكن على الأقل لم أكذب ولكن تبقى المرارة أن من تمت الموافقة عليه ليس أنت وإنما اسم الجهة التي تعمل لها وبالتالي اضطررت للرفض وأكملت طريقي بعيداً عن أصحاب العقول الضحلة هذه.

طبعاً من يقرأ لي يعرف أنني لا أدعوه للكذب مثل مستشرقنا الوهمي ، فنهاية الكذب في قصة إسماعيل كانت الانتحار وأنا أريد الجميع حياً ولكن الدعوة هي لأن نعترف بالواقع لعل وعسى قرأ مسؤول هذا الكلام ومنح الفرصة للشباب العربي المثقف في وسائل الإعلام أو ربما جاءت لفكرة لقارىء ليصنع جسراً يجتاز فيه هذه العقدة الكامنة في عقول وقلوب بعض المسؤولين.

 للمزيد من مقالات محمد عواد .. اضغط هنا 

 

 تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:






تابعنا على الفيسبوك:



  

تابعنا على تويتر: