الأم، لحياة بدون آلم




 أبانوب صفوت - تبدأ حياتنا جميعاً بصرخات قوية منها لا تُريدنا أن نسمعها ، صرخات قد تستمر حتى إذا خرجنا من الحياة عن طريقها ، حتى لا تتركنا نصرخ لوحدنا ، إذا كانت قد تركنا نُغادر الرحم رغماً عنه ومن قبلها رغبةً منا ، فـ بديلها لذلك أفضل وهو إشعارنا بالرحمة ، إنها الآم.

نَكبُر ، وبعد أربعة أعوام تُغار الحياة من معاملتها لنا ، فـ تُقرر ابعادنا عنها لـ بضعة ساعات بـ حُجة شبه مُقنعة وهي التعليم ، وفي الاختبار الأول يصبح البكاء هو طريقنا للحصة الأولى التي نتعلمها خارج البيت ، وبعد الحصة الثالثة تحديداً وبقليل من الطعام تتذكر به اٌمهاتنا راحتنا ، يُفارقنا الشعور بـ الفُراق.

بعدها يزيد عمرنا قليلاً ونعتمد على نفسنا كثيراً ، التعليم في هذه الفترة يصبح مُقعناً بصورة تامة ، والدليل أننا نسعى إليه بهدف أحلامه هي أما ارتداء معطف الطبيب الأبيض أو خوذة المهندس صفراء اللون ، نحاول ونحاول بـ تشجيع منها وقبل أن نشكو من الصداع الذي سببه كثرة المعلومات التي نُريد الاحتفاظ بها في عقولنا ، يطرق الباب وفي يده كوب من القهوة ، إنه أذكى إحساس في الأمومة.

ثًم ، يحدث النجاح بطريقة أو آخري ، لـ نذهب بعده للعمل في وقت أو آخر ، كلاهما يُنهي اليوم بـ إرهاق شديد يتطلب العيش بكل أريحية في ما تبقى من اليوم حتى يأتي وقت النوم ، هذا ما توفره لنا الآم ، خدمات فندقية مجانية وبـ أعلى النجوم تنتظر انتهاء ساعات العمل ، لـ تًثبت لك أن ساعات مساعدة والدتك لك ستكون شريكة كل أوقاتك حتى أن وجدت شريكة حياتك.

تتزوج وتكون أُسرتك الخاصة ولكن دور الأم وأن باتت عجوزاً لا ينتهي ، فـ ذلك يُقدم خدمة آخري لك إذا كُنت تقدر كل ما فعلته لك طيلة حياتها ونشاطها ، هذا يجب وأن يساعدك في أن تتعلم منها كيف تُعامل زوجتك بـ عقلانية في نفس الوقت الذي تُعامل فيه أطفالك بـ كُل رِفق ، تقدير الآم في هذا العمر يُجنبنا مشاكلنا الزوجية بطريقة غير مباشرة ، الجنة تحت أقدام الأمهات ، لذا الحياة في وجودها أكثر من مُجرد جنة ، مع الآم الحياة بدون آلم


 للمزيد من المقالات الخاصة .. اضغط هنا

تابعنا على الفيسبوك:


  

تابعنا على تويتر: