‏إظهار الرسائل ذات التسميات أفكار ومساهمات الزوار. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أفكار ومساهمات الزوار. إظهار كافة الرسائل

شخبطة على الورق



أماني محمد - عارفين يعنى ايه شخبطة .. يعنى رسومات كدة وخطوط  ملخبطة .. ومحدش بيفهمها غير اللى رسمها .. فيه اللى بيرسم قلب عشان بيدور على الحب .. وفيه اللى بيرسم اسمه عشان بيحاول يحب نفسه .. وفى اللى بيشخبط بجد برسومات كروكى وخطوط فوق بعض .. متفتكرش انه بيلعب .. بس خليك متأكد ان جواه  ملعب .. بتلعب فيه افكار كتير محيراه ومغلباه وهو مش عارف يطلعها من جواه .. وفيه اللى من شخبطته عرف يوصل لحقيقته .. فحول شخبطته لكلمة .. كتب عن نفسه .. عن حياته ودنيته .. عن طريقه وسكته .. وعن حلمه وامنيته .. عن هدفه وفكرته .. وعن دينه وملته .. فيه اللى اتكلم عن حبه .. وفيه اللى اتكلم عن غلبه  .. فيه اللى اتكلم عن وطنه .. وفيه اللى اتكلم عن غربته .. وفيه بقى اللى حولها لرسمة .. فرسم ضحكته .. وفيه اللى نزل على الورقة دمعته ..  

ثقافة السعادة


د.تارا ابراهيم – باريس - يختلف مفهوم السعادة من شخص الى آخر ومن مجتمع الى آخر بل حتى من حضارة الى أخرى هنالك أفكارتسمح بالسعادة وأخرى تعرقل الوصول اليها لاسباب معنوية أو دينية أو اجتماعية ..الخ ومهما كانت الاسباب فنحن لسنا سواسية امام السعادة وكل له شروطه للشعور بها فهي كما يقال نسبية، وهي أمر سايكولوجي بحت.

أنا لست مختصة في مفهوم السعادة كالفلاسفة الذين يتفلسفون في ماهيتها ولا طبيبة نفسانية كي أشخص أسباب التعاسة بل مراقبة عن كثب للمجتمع الفرنسي ومحللة لكل ما يحدث على ساحته، ففي مجتمع رأسمالي تعد السعادة عملية حسابية، فمن أجل أن يصبح الفرنسي سعيدا عليه أن يقوم بعملية حسابية متغيراتها هي الصحة والدخل المالي والعلاقات الاجتماعية ولكنهم لايستطيعون ادخال العامل الوراثي في هذه العملية بسسب تعقيداته على الرغم من دوره الفعال.

من البدهي ان فرنسا تحتل المرتبة الاولى اوربا في تناول المهدئات والعقاقير ضد القلق والتوتر، إلا ان نظرية الجماعة تلعب دورا كبيرا على معنويات الشعب، فمثلا عندما نسأل فرنسيا : هل الفرنسيون سعداء ؟ يكون الجواب كلا ، ولكن ان سالته: هل انت شخصيا سعيد ؟ سيكون جوابه نعم. الأمر متناقض وصعب التحليل.

وللحصول على السعادة في مجتمع مادي يجنح افراده الى الانفراد والتقوقع ، يجب البحث عنها بكل الوسائل ، لكن الحصول عليها ليس بالامر اليسيرأوالمجاني ، فالسعادة مكلفة ماديا كما لـ باقي ضرورات الحياة، هناك نواد صغيرة للرقص هدفها جلب السعادة للناس الراغبين في الحصول عليها، ومدربة الرقص تسمى "مسهلة الأمور" وليس مدربة رقص، كي تسهل لهم الشعور بالانفتاح على السعادة وعدم الانغلاق .

وهنالك أيضا ما يسمى بمدربة السعادة التي لها عيادتها الخاصة كالطبيب المعالج، تستقبل الناس وتحاول أن تمنحهم فكرة ايجابية عن انفسهم ومالديهم من مواصفات جيدة دون الالتفات الى الماضي، علما ان جلسة واحدة تكلفهم (60 ) يورو أو اكثر ، الأمر الذي لايعتبرمكلفا للاشخاص الباحثين عن السعادة.

يتجاوزالامرذلك لافتتاح قناة خاصة تسمى قناة السعادة هي قناة لاتعرض الاخبار ولا تتطرق الى المشكلات والهموم، بل هدفها الوحيد هو كيفية إدخال السرور واسعاد الناس عن طريق برامجها التي تشعرهم بالراحة والامان، علما ان هذه القناة مشفرة يجب دفع المال لمشاهدتها ، ورغم ذلك هنالك 6 ملايين فرنسي مشتركون بها ومتابعون لها .

ناهيك عن المكتبات التي تخصص جناحا واسعا للكتب التي تتحدث عن السعادة: السعادة في الطبخ، السعادة مع الاطفال، كيف تصبح سعيدا في يوم وليلة ؟ الخ من عناوين تجذب الناس لشرائها، علما ان (470 ) مليون يورو صرفت على الوسائل التي تجلب السعادة في عام 2012 محققة بذلك ارباحا كبيرة للمكتبات التي تحتل كتب السعادة المرتبة الثالثة في مبيعاتها بعد الكتب العامة والكتب الشبابية.

يذكر أن اسعد الناس في العالم يعيشون في دولة نصف ايام السنة فيها ممطرة وغائمة، وساعات نهاراتها قصيرة جدا، والناس فيها أعمارهم لا تطول كثيرا ، الا وهي دولة الدانمارك. حيث أوضح مركز دراسة السعادة فيها ان السريكمن في الأوضاع الأمنية الهادئة التي يتمتع بها الناس، والحرية، فكل فرد حر في اختيار اسلوب حياته وقراراته، إنه مجتمع مقوماته الثقة بالنفس وبالاخرين، فضلا عن المردود المالي الذي يعتبر جيدا، واخيرا متانة العلاقات الاجتماعية التي هى مهمة ايضا. أما الفرنسيون فهم في المرتبة الـ (25) من حيث الشعوربالسعادة عالميا حسب تصنيف الامم المتحدة. ولله في خلقه شؤون.

هذه إحدى مساهمات الزوار، ساهم معنا .. اضغط هنا


تورشيللي مخترع البارومتر


عبدالله علي المسيّان  - لو استعرضت أهم علماء الفيزياء والرياضيات عبر التاريخ. جاليلو ونيوتن وأينشتاين ستجد ان أعمارهم طويلة إلى حد ما. عاشوا سنوات طويلة.

المتوسط العمري لهم سبعين سنة. أي ان امتداد حياتهم لعمر طويل نسبياً اسهم في تحقيقهم لإنجازات أفادت البشرية جمعاء. اما إيفانجيلستا تورشيللي يعتبر ربما أصغر فيزيائي ورياضياتي يحقق إنجازات علمية في عمر قصير.

فتورشيللي الذي عاش 39 سنة فقط استطاع مثلاً ان يخترع جهاز البارومتر. والبارومتر مقياس الضغط الجوي وهو جهاز لقياس الضغط الجوي. تستخدمه مراكز الأرصاد الجوية البارومتر لمعرفة التغيرات في ضغط الهواء.

وكثيرا ما تعني هذه التغيرات أن الطقس سيتغير. ويمكن استخدام البارومتر أيضا لقياس الارتفاعات المختلفة حيث يقل الضغط الجوي كلما زاد الارتفاع.

صحيح أن اختراع تورشيللي للبارومتر كان اختراعاً أولياً. نسخة اولية للاختراع. بمعنى أن العلماء الذين جاءوا بعده ادخلوا تعديلات على شكل وطريقة عمل البارومتر.

بارومتر العصر الحديث مختلف عن بارومتر تورشيللي. بارومتر تورشيللي يقيس الضغط بالزئبق.

بارومتر العصر الحديث يقيس الضغط الجوي بوحدة تسمى البار والتي بدورها تنقسم إلى ألف مليبار. ومع هذه الاختلافات بين البارومتر القديم والحديث يبقى اختراع تورشيللي اختراعاً عظيماً والعلماء الذين اتوا بعده لم يأتوا باختراع جديد إنما طوروا اختراعه وهذا مايحسب له.

وهذا شيء طبيعي. الاختراعات تتطور ولكن الفضل يعود لصاحب الاختراع. هل شكل السيارة أو الطائرة أو القطار الآن مماثل لأشكالها أول ما اخترعت. لاطبعاً فقد كانت بدائية جداً. ولكنها تطورت مع السنين والفضل الاولي يعود لمخترعيها الأوائل.

لم تنتهِ إنجازات تورشيللي عند هذا الحد. فاستطاع صقل العدسات لتلسكوبه الخاص وأدخل تطويرات على التلسكوبات والمجاهر (الميكروسكوبات).

ولأن انجازاته وتجاربه العلمية استرعت انتباه العالم الشهير جاليليو فلذا عينه جاليلو مساعدا شخصيا له في فلورنسا في منتصف القرن السابع عشر. ثم خلفه أستاذا للرياضيات والفلسفة في جامعة فلورنسا.

ولأن عمره إذا قيس بأعمار علماء الفيزياء العظام يعتبر قصير نسبياً فقد مات تورشيللي دون أن يتوصل الى ايجاد (الفراغ التام.. والكامل).



السلبية لا تخلق موظفا جيدا !


أنس أبو عيسى - من أبرز المشكلات التي تعاني منها الشركات في الوطن العربي هي السلبية واللامبالاة، من بعض الموظفين والتي ينقلونها كالعدوى إلى الموظفين الجدد، مما يولد بيئة عمال طاردة للإبداع والابتكار ، مليئة بالإهمال والفوضى، يشعرك زملائك فيها أن صاحب الشركة هو العدو، وأنه يستغلك كما الحال معهم، ولا أدري إن كانت بيئة العمل سلبية فماهي الإنتاجية التي من الممكن أن نتوقعها، وكيف ستتطور الشركات والأفراد إن فقدنا الإيجابية، ولمواجهة السلبية في أعمالنا إليك بعض النصائح:

كن أنت صاحب العمل :

يجب أولا أن نتحمل المسؤولية، وأن نفكر أننا أيضا قد نصبح أصحاب شركات في المستقبل، وبالتأكيد نريد أن نزيد من الإنتاجية، ليزيد الربح، ونريد بيئة عمل مثالية مبدعة، فاحرص أن تكون مثالا للإيجابية والنشاط في عملك، حتى ينعكس ذلك على شخصيتك وعلى المحيطين بك.

فكر بنفسك ودعك من الآخرين :

يجب عليك أن تكون إيجابيا، وأن لا تلتفت للمحبطين الذين يحاولون منعك من الوصول إلى أعلى مستويات الإنتاجية، وحاول الابتعاد عن مخالطتهم إذا شعرت بقوة تأثيرهم عليك، فالسلبية من السهل أن نتأثر بها، وتذكر بأنها قد تنهي مشوارك الوظيفي، فانتبه وفكر بنفسك أولا فأنت أهم من الآخرين.

الأمانة الأخلاقية :

عندما قام صاحب العمل بتوظيفك، فسواءً شئت أم أبيت فقد اشترى جزءا من وقتك اليومي، فعليك أن تبذل كل مجهود ممكن، بالإضافة إلى التفكير بتطوير الشركة، وكيفية الحفاظ عليها، وكيفية التأثير على الآخرين ودعوتهم لزيادة إنتاجيتهم، وأن يحافظوا على وقت وممتلكات الشركة.

لا تكثر الشكوى :

يكثر العديد من الموظفين الشكوى والتذمر من مدرائهم سواءا أمام عملائهم أو أمام زملائهم، دون أي محاولة منهم لتغيير واقعهم، سواءً عبر إعطاء اقتراحات عملية لتطوير العمل أو نصائح لمدرائهم، أو حتى تقديم استقالاتهم والبحث عن وظائف مناسبة لهم، بل يكتفون بنشر البلبلة والسلبية، مما يعيقهم عن تقديم أداءٍ أفضل في العمل، وفي النهاية تذكر أن في كل عمل سلبيات، وهناك أيضا إيجابيات تستحق منك ذكرها والثناء عليها. 



أيام طفولتي !


أماني محمد - أشتاق اليك كثيرا وكأنى فقط قد سمعت عنك ولم اعشك يوما .. وأحن اليك حنينا يغمر قلبى وعقلى فيوقظ تلك الذكريات الأتية من ايام كانت البراءة روحها والضحكات نغماتها واللعب والمرح هما هدفها .. اياما لم نشغل فيها لشىء بالا .. ولم نعرف فيها شيئا يسمى احتمالا .. لم نعرف فيها معنى المشكلات .. ولم نحسب اى حسابات .

 ايام قليلة ولكنها افضل ايام الحياة ..ايام رغبنا فيها بشدة ان نصير كبار .. دون ان نقيم لمعنى الكبر اعتبار .. اردنا ان نعرف تجارب جديدة وافكار .. ولم ندرك لحظة ان ربما احلاما كثيرة مع الكبر تنهار .. ظننا عرائسنا ستكبر معنا .. فهى دائما ما كانت تعطى لحياتنا معنى .. ولكن كبرنا وظلت هى كما هى .. ومع ذلك لم تتخلى يوما عنا .. فهناك دائما شيئا ما يجمعنا .. سر بيننا .. لا يعرفه غيرنا .. وربما نفصح عنه يوما ما .. فقط عندما نهديها لأبنائنا .

عن على رضى الله عنه : لا تربوا ابنائكم على طباعكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم .. ولكن اى زمن هذا الذى خلقو له .. زمن لم تعد لألعابنا البريئة مكان فيه .. زمن يعيش العنف ويتغذى عليه .. عنف فى كل شىء وفى كل مكان حتى فى لعب الاطفال .. عنف لن ينتهى ولو بعد سنين طوال .. زمن لم تعد فيه قيم او اخلاقيات  .. زمن الطباع الكريمة  فيه صارت من بين الاساطير والحكايات .. فألتمس منكم العذر ابنائى .. ستأتون فى زمن تزداد فيه اعباء الناس واعبائى .. فهذا قدركم .. وقدرى ايضا ان اجد فيكم عزائى .

يوم تأتون سيدق الامل بابى .. سيكون عيدا ادعوا فيه اصدقائى واحبابى .. فأنا اشتقت كثيرا لقصصى والعابى .. ستجدون طفلة لتلعب وتضحك معكم كثيرا .. وتعلمكم كثيرا .. وتحكى لكم كثيرا .. وتحدثكم كثيرا ... وتسمع لكم كثيرا وكثيرا .. وسيكون قلبها بحبكم دائما اثيرا .. حتى وان وجدتم زمنكم هذا لا يليق بكم احبتى .. فانا دائما سأروى لكم قصتى .. قصة بسيطة وبريئة .. فأنا لست عالمة مهمة او باحثة  وهذه القصة لن تكون ايضا قصة حياتى .. ولكنها قصة عن كم كانت جميلة ايام طفولتى .



حسابات خاطئة !


أماني محمد - ارى من الاحداث  ما اعجز احيانا عن تفسيره .. لماذا تنقلب الامور  في لمح البصر رأسا على عقب ؟! فينقلب الفرح الى حزن .. وتتوارى البسمة وراء الدموع .. وينهزم الوجه البشوش امام الضيق والعبوس  .. ولم يحدث احيانا العكس .. فتظهر البسمة وتجلجل الضحكة ويرقص القلب .

ولم يشعر الانسان بالاحباط والتشاؤم من اقل شىء حتى ولو كان شيئا معتادا حدوثه ؟! فيشعر بأن الحياة تغلق ابوابها فى وجهه وتدفعه بعيدا عن احضانها فيشعر بالوحدة والعزلة ويعجز حتى عن الشكوى فلا يجد عزاؤه سوى فى البكاء بعد ان تصبح الدنيا فى عينيه اضيق من ثقب الابرة ..

واحيانا ما يجد الانسان الحياة وردية ضحوكة تمد بيدها اليه بل وتجذبه الى احضانها فيشعر بداخلها بالخوف من المجهول الذى ربما يتوارى وراء تلك الابتسامات .. فهى سرعان ما تنقلب الى غضب عنيف يصعق بنفسه ويزلزل روحه وعقله وكيانه ويمزق احلامه ويسرق اماله .

هكذا هى الحياة .. ودون شك هذه هى طبيعتها .. فهى يوم لك ويوم عليك .. ولكن ما يجعلنا نشعر بالخوف والحيرة هو ان التغير يحدث فى اقل من لحظة واحيانا فجأة .. فما السر فى ذلك ؟ واين الخطأ ؟ اهو الانسان ذاته وتفكيره وتأملاته التى تذهب به بعيدا فتزيد من قلقه و حيرته ؟

نعم هو كذلك .. فدوام الحال - عزيزى الانسان  - من المحال ولابد لكل شىء ان يتغير فلا شىء يبقى على حاله .انه القدر وربما كانت ايضا رسائل ربانية  موجهة اليك لكى تقودك وتوجهك الى الافضل او لتغير من نظرتك السلبية الى المواقف والاشياء .. ترى الامور تحدث سريعا وتتغير سريعا وهذا ما يثير خوفك وتساؤلاتك .. فلا تفكر كثيرا وتحتار كثيرا .. فذلك حتما سينتهى بك الى حسابات خاطئة لأن ما تراه يحدث امامك فى غمضة عين هو شىء مقدر له ان يحدث منذ زمن بعيد .

عزيزى الانسان .. اعلم انك لست متمردا  ولكنك متسائلا وتبحث دائما عن اجابات وتفسيرات لجميع علامات الاستفهام التى تقف بينك وبين الحقيقة واحيانا ما تشوش على تفكيرك فتعجز عن الوصول اليها وحدك .. فنصيحتى اليك هى ان تثق فقط بالله ولا تترك نفسك لافكار واعتقادات ستؤدى بك الى مزيدا من التساؤلات التى لا جواب لها لانها ليست سوى حسابات خاطئة .




كذبة التاريخ

سمية محنش - كذبة التاريخ  - من يكتب التاريخ؟ الضمير الواعي بضرورة الإخبار عن الماضي و التنقيب فيه بهواته و رحَّالته و مستكشفيه و كتابه و مرتزقته و بائعيه  ، أم أنه الدَّمُ ؛ ذاك الذي أثَّثَ للمعنى معالمه و للمبادئ قداستها ، فروى به أديم الأرض بذات النهم الذي روَّى به محابر كاتبيه ، أم أنه لا قائمة للتاريخ إلا بهما في علاقة تلازمية لا غنى فيها للماء عن الغدير كما للدم عن الضمير ، و إن اختلفت القوالب التي تشكل على أساسها .

وأما بنعمة ربك فحدّث



لماذا يصر كثير من الناس دوماً على الشكوى واستحضار الذكريات الأليمة التي مرت في حياتهم عندما يعيشون لحظات سعيدة؟ . .. لماذا كلما سألت شخصاً عن حاله وأحواله غالباً ما يكون رده بالشكوى و التذمر من سوء الأوضاع حتى لو كان من المشهود لهم بالنجاح والإنجاز.. لماذا يحب البشر دوماً أن يشعروا أنهم ضحية الظروف وغدر الآخرين وأن الحياة لم تكن عادلة معهم كما هي مع غيرهم؟ .. حتى في الموروث الدارج في ثقافتنا نجد المثل الشعبي يدعم الفكرة بقوله : "يا بخت مين بات مظلوم "
باعتقادي الأمر يعود لعدة أسباب :



1 – بعض البشر يرفضون السعادة لأنهم ضمنياً يعتقدون أنهم لا يستحقونها .


2 – الناس يكثرون من الشكوى من الظروف لإضافة بعد وهمي لإنجازاتهم وتضخيمها في نظر الآخرين, فبدل أن يقول الناس: فلان ناجح, تجدهم يقولون : فلان ناجح رغم كل الظروف الصعبة التي مرت به.


3- الحديث عن النقمة بدل النعمة خوفاً من زوال النعم بسبب الحسد والعين.


4- يحب البشر أن يشعروا أنهم ضحية كي يغطوا على جبنهم أو تخاذلهم في مقاومة الظروف ومحاولة تغيير الأحداث عن طريق إظهار ظروفهم السيئة على أنها لا تقهر.
ليتنا جميعاً نتعلم الاستمتاع بما تعطينا إياه الحياة من نعم, ونعمل أكثر ونشكو أقل عندما تعاكسنا الظروف, ونتذكر دوماً الآية الكريمة :"وأما بنعمة ربك فحدّث" .