أغبياء المواقف الحساسة



محمد عواد – كنت طوال حياتي شديد الوسوسة فيما يتعلق باحترام مشاعر الأخرين ، فتجدني أقوم بأمور مبالغ فيها كي لا أرتكب تصرفاً يجرح مشاعر شخص ما ويعود هذا التصرف إلى أنني أشعر بحساسية بعض الأحيان من عدم وجود من يظهر تعاطفه معي في بعض المواقف ... ولكن هناك أشخاص أغبياء حقاً وبشهادة تقدير في مجال الغباء هذا.

هذا الغباء يتلخص بعدم تقدير موقف الشخص المقابل ، فمثلاً عندما كان الشعب التونسي يتظاهر ويطلب حريته من نظام ابن علي ، وكنت أجلس مع بعض الأصدقاء منهم واحد تونسي جاء صديق أخر ففتح جهاز الكومبيوتر الشخصي له وقام بتشغيل بعض الأغاني ولم يناقش وبدأ يستمع من دون إظهار أي شكل من التعاطف مع الصديق التونسي الخائف على وطنه وخائف على أهله.

مثل هذا السلوك أضعه في قمة هرم الغباء البشري ، ففيه أنت تخسر احترامك من قبل الأخرين وثم تفقد علاقات الصداقة وتخسر كذلك من يتعاطف معك في حال كنت في ذات الموقف ، مثل هذا السلوك يجعلني أبغض تصرفك وإن لم أكن صاحب علاقة مباشرة به ويجعل كل من يشاهدك يستسخف ما تقوم به.

هذا السلوك هو أحد الصور من غباء  المواقف الحساسة ، فهناك مواقف أخرى يقفز فيها أغبياء المواقف الحساسة إلى القمة ومن ذلك مثلاً شخص يسألك عن حدث معين يخصك وبعد أن تخبره كل شيء لا يبدي أي تعليق وكأنه غير مهتم ولم يسأل ، ومن ذلك شخص يأتي إلى رجل تعرض لموقف صعب مثل الإقالة من عمله فيبدا بالكلام عن نجاحه في العمل وقدراته الفائقة في الحفاظ على وظيفته ومواقف أخرى كثيرة يرفض فيها البعض إظهار التعاطف أو الاهتمام ولو مجاملة، هذا السلوك المتحجر هو دليل غباء مطلق!!.


يقول إيموند بورك : " التعاطف هو صفة زرعها فينا الله  بعد الحب مباشرة " ،  ويقول سري تشينومي  :" التعاطف تصرف وليس تفكير " ، وهي رسالة واضحة للجميع بأن التعاطف صفة نبيلة وأن التعاطف الداخلي لا يكفي ولا بد من إظهاره ... ويجب أن نذكر بأن عدم التعاطف هو صور من صور الغباء الإنساني.
 تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:






تابعنا على الفيسبوك:



  

تابعنا على تويتر: