العقاب بالروتين




محمد عواد - عاقبت الآلهة حسب أساطير اليونان القديمة ملكاً اسمه "سيزفوس" بأن يقوم بدفع صخرة إلى أعلى تلة ، وعندما يصل بالصخرة إلى القمة تعود هذه الصخرة لتتدحرج أمامه إلى الأسفل فيقوم هو بإرجاعها مرة أخرى حتى نهاية حياته ... ذلك الملك اسمه سيزفوس وأصبح معنى كلمة سيزفين في اليونانية: " العمل غير المنتهي".

البعض من المفكرين والمؤرخين يرون في العقاب نوعاً من العبثية ، فهم يرون رجلاً يحاول كل مرة في عمل معروف نتاجه على أنه فشل وعودة للصفر ولكن رغم ذلك استمر ، هذا كان فكر بنى عليه بعض المتصوفين وبعض المطالبين بعدم الاهتمام بالحياة لأنها مثل حياة هذا الملك.

لكنني أحاول أن أنظر إلى القصة من ناحية أخرى وهي تكرار عمل بنفس الطريقة ونفس النتيجة دوماً ولا أفترض الفشل المطلق، ويكون بالتالي عمل الملك هذا ما نسميه نحن "الروتين"، وبالتالي فإن الألهة حسب أساطير اليونان كانت تعاقب البشر بالروتين وأعتقد أنه عقاب مؤذي نفسياً أكثر من أي نوع أخر من العقوبات الجسدية.

فلنتخيل زوجاً يطبق الروتين بحذافيره مع زوجته ، من ناحية الكلام والأنشطة اليومية والزيارات ويكرر معها كل شيء ... أغلب الظن ستبدأ الحياة تصبح مملة للغاية وسوف تشعر هي بأنها تدور في حلقة مفرغة رغم أنه يحبها ويحترمها ويحرص على سعادتها لكن الروتين عقاب من دون أن يدري.

المطلوب الآن منك أن لا تعاقب نفسك ، فلا تقع في مستنقع الروتين الذي يقول عنه بعض الكتاب " للروتين حنين يجعل أهله يعودون إليه في حال وقعوا في مستنقعه" ، واحذر أن تقع فيه فهو يقتل عقلك ويقتل روحك ولا يبقى منك إلا صورة الجسد فقط الذي تظن أنه قوي لأنك تطبق كل أنشطتك المعتادة كما هي لكنه للأسف لن يقوى على مواجهة أي نشاط جديد.


 للمزيد من مقالات محمد عواد .. اضغط هنا 

 

 تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:






تابعنا على الفيسبوك:


  

تابعنا على تويتر: