السلبية في مخاطبة السماء




محمد عواد - كلما ذهبت إلى صلاة الجمعة وجاء وقت الدعاء والتأمين من خلف الإمام أتوقف عند دعاء " اللهم دمر إسرائيل وأمريكا تدميراً ولا تبقي منهم أحداً " ، كنت أتوقف واسأل نفسي سؤالين:

- لماذا لا ندعو اللهم اهدهم واجعلهم مؤمنين حلفاء لنا؟
- اللهم اعطنا القوة لندمر إسرائيل تدميراً ونأخذ ثأرنا.

في الحقيقة آلية الدعاء تلك تجعلني أشعر بأننا شعب متكاسل بل منا من لا يقول آمين كي لا يتعب لسانه فالله يسمع ما في قلبه ، فلماذا يتكلم؟ ... دائماً نقول " الله على الظالم" ولا نقول " ربنا اجعل الظالم يعيد لنا حقنا " بل لا نذهب لنشكو الظالم ونأخذ حقنا منه ونقول " اللهم أزل فلاناً من الحكم" وننتظر الملائكة أن تأتي لتقلب الدنيا وتخرجه ويحكمنا ملاك لأننا على الأغلب سندعو الله أن يعطينا حاكماً بدلاً من أن نصنع قائداً منا.

اقرأ بكتاب لمجموعة من القصص الهندية الجميلة ، فوجدت فيه قصة طفل بدأ يشك بوجود الله لأنه كلما دعا لم يستجب الله له ... وفي يوم من الأيام وقف على حافة جبل فانزلق ليسقط ويرى الموت بعينيه فيقرر أن يدعو من جديد لعل وعسى فقال  "يا رب أنقذني"....واصل الطفل انزلاقه ليعلق في النهاية بفرع شجرة .... فينزل بهدوء آمناً ... ويقول : " لا تزعج نفسك يا رب فقد وجدت فرعاً للشجرة" ، وكأن الفرع ليس هو وسيلة استجابة الدعاء من الله وقصد في كلامه ذلك تهكماً.

هذا السلوك للطفل يصور سلوكنا تماماً في الدعاء ، فنحن نجلس ندعو ونطالب الله بالمساعدة وعندما تأتي المساعدة بشكل مادي نقول : " هذا أنا" ، وهو أكبر دليل على أننا قمة في السلبية والكسل في الدعاء وهدفنا أن يقوم الله بأعمالنا كلها وفي حال جاءت الاستجابة على شكل عمل نقوم به نحن،  نرى أننا من قهرنا المستقبل وغيرنا القدر وليس الدعاء أتى لنا بالوسائل....تلك هي السلبية في مخاطبة السماء.

باختصار أتمنى أن نبدأ بأسلوب دعوة إيجابية لا تواكلية ولا سلبية ، فلا نقول ربنا قم بكذا.. بل نقول : " ربنا ساعدنا أن نعمل"..ولا نقول : " ربنا دمر..." ... بل نقول : "ربنا اهديهم واجعلهم صالحين" ... فلا يفيدنا تدمير أي كان ولا السماء ستفعل شيئاً لذاتها.

 للمزيد من مقالات محمد عواد .. اضغط هنا 

 

 تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:






تابعنا على الفيسبوك:



  

تابعنا على تويتر: