حسابات خاطئة !




أماني محمد - ارى من الاحداث  ما اعجز احيانا عن تفسيره .. لماذا تنقلب الامور  في لمح البصر رأسا على عقب ؟! فينقلب الفرح الى حزن .. وتتوارى البسمة وراء الدموع .. وينهزم الوجه البشوش امام الضيق والعبوس  .. ولم يحدث احيانا العكس .. فتظهر البسمة وتجلجل الضحكة ويرقص القلب .

ولم يشعر الانسان بالاحباط والتشاؤم من اقل شىء حتى ولو كان شيئا معتادا حدوثه ؟! فيشعر بأن الحياة تغلق ابوابها فى وجهه وتدفعه بعيدا عن احضانها فيشعر بالوحدة والعزلة ويعجز حتى عن الشكوى فلا يجد عزاؤه سوى فى البكاء بعد ان تصبح الدنيا فى عينيه اضيق من ثقب الابرة ..

واحيانا ما يجد الانسان الحياة وردية ضحوكة تمد بيدها اليه بل وتجذبه الى احضانها فيشعر بداخلها بالخوف من المجهول الذى ربما يتوارى وراء تلك الابتسامات .. فهى سرعان ما تنقلب الى غضب عنيف يصعق بنفسه ويزلزل روحه وعقله وكيانه ويمزق احلامه ويسرق اماله .

هكذا هى الحياة .. ودون شك هذه هى طبيعتها .. فهى يوم لك ويوم عليك .. ولكن ما يجعلنا نشعر بالخوف والحيرة هو ان التغير يحدث فى اقل من لحظة واحيانا فجأة .. فما السر فى ذلك ؟ واين الخطأ ؟ اهو الانسان ذاته وتفكيره وتأملاته التى تذهب به بعيدا فتزيد من قلقه و حيرته ؟

نعم هو كذلك .. فدوام الحال - عزيزى الانسان  - من المحال ولابد لكل شىء ان يتغير فلا شىء يبقى على حاله .انه القدر وربما كانت ايضا رسائل ربانية  موجهة اليك لكى تقودك وتوجهك الى الافضل او لتغير من نظرتك السلبية الى المواقف والاشياء .. ترى الامور تحدث سريعا وتتغير سريعا وهذا ما يثير خوفك وتساؤلاتك .. فلا تفكر كثيرا وتحتار كثيرا .. فذلك حتما سينتهى بك الى حسابات خاطئة لأن ما تراه يحدث امامك فى غمضة عين هو شىء مقدر له ان يحدث منذ زمن بعيد .

عزيزى الانسان .. اعلم انك لست متمردا  ولكنك متسائلا وتبحث دائما عن اجابات وتفسيرات لجميع علامات الاستفهام التى تقف بينك وبين الحقيقة واحيانا ما تشوش على تفكيرك فتعجز عن الوصول اليها وحدك .. فنصيحتى اليك هى ان تثق فقط بالله ولا تترك نفسك لافكار واعتقادات ستؤدى بك الى مزيدا من التساؤلات التى لا جواب لها لانها ليست سوى حسابات خاطئة .




تابعنا على الفيسبوك:


  

تابعنا على تويتر: