وأما بنعمة ربك فحدّث





لماذا يصر كثير من الناس دوماً على الشكوى واستحضار الذكريات الأليمة التي مرت في حياتهم عندما يعيشون لحظات سعيدة؟ . .. لماذا كلما سألت شخصاً عن حاله وأحواله غالباً ما يكون رده بالشكوى و التذمر من سوء الأوضاع حتى لو كان من المشهود لهم بالنجاح والإنجاز.. لماذا يحب البشر دوماً أن يشعروا أنهم ضحية الظروف وغدر الآخرين وأن الحياة لم تكن عادلة معهم كما هي مع غيرهم؟ .. حتى في الموروث الدارج في ثقافتنا نجد المثل الشعبي يدعم الفكرة بقوله : "يا بخت مين بات مظلوم "
باعتقادي الأمر يعود لعدة أسباب :



1 – بعض البشر يرفضون السعادة لأنهم ضمنياً يعتقدون أنهم لا يستحقونها .


2 – الناس يكثرون من الشكوى من الظروف لإضافة بعد وهمي لإنجازاتهم وتضخيمها في نظر الآخرين, فبدل أن يقول الناس: فلان ناجح, تجدهم يقولون : فلان ناجح رغم كل الظروف الصعبة التي مرت به.


3- الحديث عن النقمة بدل النعمة خوفاً من زوال النعم بسبب الحسد والعين.


4- يحب البشر أن يشعروا أنهم ضحية كي يغطوا على جبنهم أو تخاذلهم في مقاومة الظروف ومحاولة تغيير الأحداث عن طريق إظهار ظروفهم السيئة على أنها لا تقهر.
ليتنا جميعاً نتعلم الاستمتاع بما تعطينا إياه الحياة من نعم, ونعمل أكثر ونشكو أقل عندما تعاكسنا الظروف, ونتذكر دوماً الآية الكريمة :"وأما بنعمة ربك فحدّث" .

تابعنا على الفيسبوك:


  

تابعنا على تويتر: