تأملات في الانترنت






محمد عواد - الإنترنت هذه الوسيلة التي غيرت شكل العالم تماماً ، الوسيلة التي لا يمكن بعدها تخيل العالم كيف كان قبلها ، إنه اختراع لولاه لما كنا نكتب هنا ولربما ما كتبنا أساساً، ولما عرفنا بعضنا بعضاً.


- أكثر معلومة خاطئة تنتشر بين الناس أنه رغم وجود الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة فإننا لا نجد الوقت لعمل شيء ، الحقيقة هي أننا أصبحنا ننجز وننتج أضعاف الماضي لكن وجود الإنترنت جعل وقت الفراغ يموت من دون الشعور به أساساً.

- الإنترنت يبقى جميلاً ورائعاً حتى نعتقد أنه ساحر قادر على العلاج لوحده ، تفاجأت بوجود من يبحث عن دواء لسرطان الدم ويسأل في المنتديات ، الإنترنت يعطيك معلومة فقط وإياك "طبياً" أخذ خطوة عملية قبل سؤال طبيب تثق به.

- كان المتخوفون في الماضي يعتقدون بوجود أمراض نفسية لدى من يقرأ ومن يلتزم بقراءة الجريدة يومياً ثم أصبح الحديث عمن يستخدم الهاتف الخلوي، وتغير الوضع الآن وبدأوا يعتقدون أن من يجلس على الإنترنت مريض نفسياً والأمر ببساطة تغيير في الطباع لا أكثر .. لكن من يسبق يتم وصفه بالمريض واللاحق يسمى بمواكب الحضارة، لا تخشى أن يصفونك بمريض نفسيا فأنت مبادر.

- حتى بريطانيا لم تحتمل قوة وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة وأعلنت بصراحة إمكانية إغلاقها في حال اندلاع أحداث شغب مرة أخرى وهو ما فعلته تركيا مؤخراً، لو أعلن حاكم عربي نفس الأمر لكان ديكتاتوراً ويمنع حرية التعبير حسب بريطانيا...لكن بصراحة لو أعلنها عربي فهو كذلك!.

- بدايات الإنترنت في العالم العربي تؤكد أن مشكلتنا مع العالم ليست أنهم متقدمون عنا لكننا أننا لا نريد التقدم عليهم، فما زالت خالدة في الصحف فتاوى التحريم ومقالات الانتقاد التي تجعل منه شراً كبيراً...مع تأكدي بأنه لو انتشر مبكراً من دون ممانعة لكان هناك مشاريع عربية عالمية ناجحة للغاية.

- وجود الإنترنت يتطلب تغييراً في عقلية المعلمين والدكاترة في الجامعات ، فطلب بحث أو تقرير أصبح أسهل شيء للطالب وأقله إفادة له، لذلك وجب تعزيز طريقة التحقق من المعلومة أكثر من تعليم الإنسان كيف يبحث عنها في عصر أصبح البحث سهلاً جداً.

- المحتوى الالكتروني العربي يجعلنا نحاول تجنب النظر في عيون من هم من قوميات أخرى، فالمحتوى مجرد نسخ للمعلومات من مكان لمكان والذي يؤذي أكثر أنها معلومات خاطئة بالأصل ويتم تداولها بشكل رهيب ... إضافة إلى عدم وجود مواقع معرفية عربية حقيقية تقدم الفائدة وهذا ناجم عن طبيعة شركات الإعلانات في العالم العربي التي تريد الإعلان في مواقع محددة فقط مما يجعل التركيز على الرياضة والمرأة والفن طابعاً لكل المواقع الكبيرة في عالمنا العربي.

- تجتمع الحكومات العربية والمفكرين العرب والعلماء يومياً مع بعضهم لمناقشة كيفية صد الهجمة الثقافية عبر الإنترنت علينا ، وضبط الأمور من ناحية أمنية ومراقبة بأعلى درجة على ما يقوم به الناس ، والمتطور منهم يجتمع ليعرف كيف يستخدم تكنولوجيا الأخرين لدينا ولم يجتمعوا أبداً لتقديم أفضل محتوى للناس وتقديم تكنولوجيا للعالم!.

- يجب أن نعترف بأن الانترنت جعل الاهتمام بالجانب الاخلاقي للبشر أقل، فما نراه من تشجيع للقرصنة ما دامت ضد غيرنا، وما نراه من انبهار بصور الدم ونشرها بسرعة، واختفاء كلمات مثل "الصدق والمروءة" على الانترنت أمر مخيف جداً.

- تستحق أمريكا الريادة في هذا الزمان ما دام كل المشاريع الكبرى قادمة منها، لا تلوموا انفسكم فقط كعرب فلاحظوا أن روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا فاشلون في تقديم شيء يجذب العالم كله إليهم.



تابعنا على الفيسبوك:
 

تابعنا على تويتر: