تأملات في الخوف




محمد عواد - الخوف كلمة نرى اللون الأسود كلما سمعناها ، الخوف هو تلك الكلمة التي ما زال البعض يعتقد فيها عيباً ولم ندرك أن الخوف جيد إن لم يكن هو ما يحركنا ويلعب بنا في النهاية ، الخوف شاهدناه بعيوننا هذه الأيام وصوت الرصاص يدوي قاتلاً شبابنا من قبل شبابنا أيضاً اثناء الحراك العربي الأخير.

- يقول أحدهم إن أكبر عائق أمام النجاح هو الخوف من الفشل ، وبالتالي لا تتوقع أن تنجح ما دمت تفكر بما ستفعله إن فشلت في مغامرتك ... فالمغامر لا يخاف الفشل وإن خافه فنبارك له به لأنه سيكون نتيجته الحتمية.

- الخوف يتملك البعض حتى يشعروا أنهم يطبقون ما يريدونه هم وليس ما يريده الخوف ، هذه الحالة شاهدناها واضحة في ثورات العرب من قبل البعض الخائف مما يسمى عدم الاستقرار فنهض صارخاً  " يحيا الزعيم!"...وافق أن يموت اخوانه ظلماً وخشي فقط من عدم الاستقرار وتنازل عن حريته وكرامته بل وماله للفاسدين.

- لا يوجد شخص في هذه الحياة لا يخاف من شيء بما في ذلك المجنون لديه مخاوفه ، وقد يكون الخوف بعض الأحيان إيجابياً مثل أن يخاف الموظف من حملة إقالات في شركته فيبحث عن عمل قبل ذلك فيجد ما هو أفضل أو أن يطور نفسه ليضمن استمراره.

- كلما أتذكر بعض مخاوفي أسخر من نفسي وكيف جعلتها تضيع علي متعة لحظات كثيرة عشتها ، معظم تلك المخاوف كان يكفي أن أواجهها ليتضح أنها أوهام ... منها مخاوف من بعض الأمراض ومخاوف من غضب صديق لتصرف بدر مني ... خوفنا إذن 90% منه أوهام و10% منه فقط يستحق الشعور بالخوف.

- حقيقة علمية ومنطقية أن الخوف لا يأتي معنا عند الولادة وإنما نتعلمه تعلماً ، فهناك أطفال يتربون في أفريقيا يواجهون النمور ولكن كثيرين منا يهربون من القطط حالما شاهدوها ليس لشيء إلا أننا رأينا غيرنا يخاف .. لذلك " الخوف مكتسب" وكل مكتسب يمكن التخلص منه ، فتخلص من خوفك.

- تعلمنا الحياة دوماً أن أفضل حل لطرد الخوف هو الانخراط بأشياء نحبها سواء عمل أو هواية ، ولعل هذا سر ذهاب خوف الطفل حالما رأى أمه أو والده...منذ الطفولة نعرف السر لكننا عندما نكبر ننسى السر فنعاقب بالخوف.