خمس طرق فعالة للفت الانتباه إلى طلبك الوظيفي





بي بيي سي عربية - يقول كنجان ظفيري أنه تقدم لأكثر من ألف وظيفة عبر الإنترنت منذ فقده لوظيفته بدايات هذا العام. رغم ذلك لم يتلق أي رد.

بالنسبة للباحثين عن العمل، يشعرك الضغط على زر "قدم طلبك" لأي وظيفة عبر الانترنت وكأنك تلقي بسيرتك الذاتية في حفرة مظلمة ليس لها قرار. أي أنك لن تسمع أو تتلقى أي رد على طلبك الذي ترسله.

هكذا يبدو الأمر بالنسبة لظفيري الذي عمل في السابق محللاً لشؤون الموظفين في شركة كيسكو، والذي يقول: "لم أتلق أي رد من أي جهة".

ويقول أيضا، وهو الذي نشأ في لندن ويعيش الآن في ليتوانيا، إنه لا مانع لديه أن يتلقى رفضاً لطلبه في أعقاب إجراء مقابلة معه، ويضيف: "من شأن ذلك أن يعطيني شعوراً بالرضا ويكشف لي عن مواطن الضعف التي ينبغي علي معالجتها".

لكن عدم تلقي أي رد على الإطلاق، ولا حتى مجرد رسالة اعتذار رقيقة، أمر يصيبك بالإحباط. فما الذي يمكنك فعله إذا كنت لا تتلقى ردوداً على طلباتك؟

لن تتمكن من تلقي رد على طلباتك من تلك "الحفرة المظلمة" التي ألقيت فيها طلبات كثيرة، ولكن بإمكانك القيام بمجموعة أشياء لتحسين محتوى سيرتك الذاتية بحيث تلفت النظر وتمكنك من تلقى اتصال لتحديد موعد للمقابلة.

الكيف مقدم على الكم
للمبتدئين، عليك أن تكون انتقائياً. على الرغم من أن ذلك يبدو من الترف عندما تكون في أمس الحاجة إلى وظيفة.

"لا ينبغي أن يقدم أحد على آلاف الوظائف، ولا حتى على المئات منها،" كما تقول ماري ايلين سلايتر، خبيرة التوظيف في موقع "أونلاين مونستر" المتخصص في البحث عن وظائف.

وتضيف في رسالة بالبريد الإلكتروني: "من المستبعد أن يكون شخص واحد ملائماً لكل هذا العدد من الوظائف. وبتقديمك لأعداد كبيرة من الوظائف أنت في الواقع تمهد الأرضية للإصابة بالإحباط. البديل عن ذلك هو تأكد أنك تمتلك المهارات الصحيحة، ولديك الخبرة والمعرفة الكافية للوظيفة التي تتقدم لها".

وتضيف سلايتر: "إن لم تكن لديك تلك المهارات، فالوقت قد حان لتطويرها وامتلاكها، سواء من خلال التعليم أو العمل بلا أجر. لا يمكن لأي صياغة لسيرتك الذاتية أن تغطي على افتقارك للمهارات المطلوبة للوظيفة".

السيرة الذاتية التي صيغت لتبدو "مبهرة" لا جدوى منها
يرتكب عدد من الناس خطأ بجعل سيرتهم الذاتية تبدو وكأنها مبهرة باستخدام مجموعة من الكلمات اللافتة للنظر، ظناً منهم أن ذلك يكفي لوضعهم على قائمة من تقوم الشركات بفحص طلباتهم، من خلال نظام تتبع الطلبات (إيه تي إس)، وهي الآلية البرامجية التي تستخدمها 75 في المئة من الشركات الكبيرة لفحص طلبات المتقدمين للعمل.

لكن الكلمات اللافتة وحدها لا تكفي، حسب ما يقول مات سيغلمان، المدير التنفيذي لشركة "Burning Glass" المتخصصة في شؤون التوظيف في بوسطن. لقد بات نظام (إيه تي إس) أكثر تعقيداً ودقة في السنوات القليلة الماضية، وبالتالي يتعين على الباحثين عن وظيفة إعادة صياغة سيرتهم الذاتية طبقاً لذلك.

إن تقنية البحث الجديدة تمكن الشركات من تقييم الطلبات بطريقة أشمل من ذي قبل، كما يقول سيغلمان. لذا ينبغي ألا تكون سيرتك الذاتية مجرد قائمة من الحقائق، ولكن صياغة تحكي قصة عنك.

يقول سيغلمان: "يجدر بكل سيرة ذاتية أن تكون على شكل قصة، بمعنى أن تكون صياغة السيرة الذاتية على شكل رواية واضحة عن حياتك المهنية، بحيث يكون العمل الذي تتقدم للحصول عليه هو الفصل التالي في هذه الرواية".

ويضيف: "فبدلاً من كتابة توصيف عام لكل خبرة عملية وعدم تعديلها لتناسب الوظيفة التي تتقدم لها، فإن الكتابة الروائية المتماسكة والواضحة لسيرتك الذاتية بطريقة تلائم التوصيف الوظيفي الوارد في الطلب، (بل والأقسام الأخرى أيضاً) يجب أن تكون بطريقة تبرز خبرات معينة ومهارات، ومفردات يتطلع إليها رب العمل".

"سيرتك الذاتية هي عربة المصعد: فهي تكشف ببساطة لماذا تعتبر نفسك الشخص الملائم لهذه الوظيفة،" كما يقول سيغلمان.

ويتابع: "إن كنت تعمل مديراً للمبيعات والتسويق، على سبيل المثال، وترغب في التقديم لوظيفة نائب مدير المبيعات، عليك أن تشرح وتصف طبيعة العمل الذي تقوم به بطريقة تبرز خبرتك في المبيعات التي يتطلبها عمل نائب مدير المبيعات".

ويضيف سيغلمان: "وربما تحتاج إلى إعادة صياغة ما كتبته في سيرتك الذاتية من مهارات طبقاً لما ترى أنه ذو قيمة لرب العمل".

جهز نفسك جيداً
أكثر ما أثار حنق ماري غولدسميث عندما عملت مستشارة لشؤون التوظيف هو "المتقدمون للعمل الذين لم يكترثوا لإعادة صياغة سيرتهم الذاتية بطريقة تتلاءم مع حاجة المؤسسة أو متطلبات الوظيفة، حتى في حال اطلاعهم على الوصف الوظيفي للعمل المعلن عنه".

عدم تنقيحك للسيرة الذاتية يعطي انطباعاً أولياً سيئاً عنك.
"يظهرك ذلك بمظهر الكسول غير المبالي، وهو ما قد يزعج الشخص الذي يعكف على دراسة طلبك في المؤسسة التي تتقدم للعمل بها،" وفقا لغولدسميث التي تعمل حالياً في مولبورن بأستراليا كمدربة تنفيذية لشؤون التوظيف.

ابحث عن المعلومات المتعلقة بالشركة قبل أن تعبيء الطلب. افحص إذا كان للمؤسسة صفحة ما على موقع لينكد-إن (LinkedIn). إذا كان لها صفحة، قم بالبحث عن خيوط ترشدك إلى كيفية تحسين كتابة سيرتك الذاتية والطريقة الأفضل لتعبئة الطلب.

ابحث عما إن كنت تعرف أحداً يعمل في تلك المؤسسة. إن كان هناك أحد بالفعل فتوجه إليه بالسؤال عن المؤسسة وما هي الصفات التي يحبون رؤيتها في الموظفين لديهم.

اطلع على ما هو منشور على موقع الشركة من مواصفات لموظفيها، لتكون على دراية بنوعية الموظفين وما هي المواصفات التي يقدرونها في العاملين لديهم. تقول غولدسميث: "استخدم هذه المعلومات لتعديل واعادة صياغة طلبك، ثم قرر ان كنت ستلائم الوظيفة التي تتقدم لها، وما اذا كان طلبك سيحظى بالاهتمام".

اذكر الأماكن الكبيرة التي عملت فيها
إن كان لديك خبرة في شركة مشهورة، مثل حالة ظفيري الذي يعمل في كيسكو، فاحرص على الاستفادة من ذلك، كما يقترح ستيفن يونغ، المشرف على التوظيف في شركة هوف للاستشارات في سنغافورة.

ويقول يونغ: "واصل إبراز خبرتك في سيرتك الذاتية" وارسل سيرتك الذاتية لجميع المنافسين للشركة التي عملت بها، فمعظم الشركات تميل إلى توظيف الذين عملوا في الشركات المنافسة لها".

دائماً يوجد طريقة أفضل
مهما حاولت التفنن في صياغة سيرتك الذاتية، فلن يغني ذلك عن وجود شخص يزكيك لدى أحد مسؤولي التوظيف في إحدى المؤسسات.

تقول ويندي اينيلو، مديرة ومؤسسة "أكاديمية كتابة السيرة الذاتية" في ولاية فيرجينيا: "في الوقت الذي يتغير فيه كل شيء في وسائل البحث عن عمل، هناك أشياء محددة تبقى بلا تغيير، فالعلاقات الشخصية تبقى الوسيلة الأولى في طرق البحث عن عمل."


تابعنا على الفيسبوك:

تابعنا على تويتر: