تلذّذ بتوابل الحياة





سارة الزغلول - في بحر الحياة نمرّ جميعاً بأمواج تختلف في حدتها .. قد تنقلنا إلى أماكن رائعة تنسينا قوة العاصفة و نغوص بجمال المكان الجديد .. و أخرى تنقلنا إلى جزر مهجورة تخلوا من أي بشري .. مكان لا نجد فيه من يستمع إلينا أو يشعر بألم هذه العاصفة التي نخرت جوارحنا ..و قد تنقلنا الأمواج أيضاً إلى عالمٍ من الحكمة ، قد لا تجد فيه خواص المكانين الاولين ، إلا أنه يضيف إلى حياتك نكتارا من العظمة .. 

و تجربتي أنا تتلخص في الأماكن الثلاثة السابقة .. تجربة سرقتني بها إحدى أمواج الحياة من السفينة الآمنة التي كنت أرقد فيها .. لتدعني أتخبط بين لجة البحر و اسوداد صفحة السماء !! .. تجربة جعلتني أعبس وقتا ليس بالقصير ، لكنها فتحت لي أبواب كثيرة بعد ذلك .. و في الأسطر التالية أروي تجربتي التي قد تبدو ساذجة على وجهٍ ما ، إلا أنها دفعتني دفعة قوية و لا تزال تدفعني حتى الآن ... : 



كانت لحظة تشوبها الكثير من الأفكار السلبية التي تملي عليّ بالكسل و عدم القيام لإكمال ما عليّ من واجبات و مهام .. لحظة تأملت فيها إنجازاتي .. فوجدتها على حالها منذ بضعة أسابيع .. لم أضف عليها شيئا سوى المزيد من الكسل و الخمول و التسويف !! 


تأسفت لذلك ، و كشفت عن نظرة حانقة وجهتها لنفسي من خلال المرآة التي تنتصب أمامي .. ببساطة ارتديت نظارتي السوداء و أخذت أمشي بها في كل مكان.. حتى بات عالمي أسود !! .. لم تقتصر تلك النظارة على نظري فقط ، بل أنتجت المزيد من النظارت انتشرت في كلٍ من أفكاري و قلبي .. تلك النظارات أرتديتها و نسيت أني فعلت ذلك !! 


فعشت اسوأ أسبوعين على الإطلاق .. كنت أبحث فيهما عن تلك النظارة التي نسيت أني وضعتها فوق عيني .. كنت أبحث بلا جدوى و العالم لا يفتأ يزداد اسوداداً أمامي .. لقد كرهت من حولي .. كرهت مدرستي .. بيتي .. عالمي بأسره .. قررت التخلي عن جميع أحلامي و طموحاتي لإني شعرت بأنها ذاهبة سدى !! 

كانت مرحلة من اليأس لا مثيل لها .. نهشت بها الكثير من الجوانب الإيجابية في روحي ..و ضعت لنفسي قيود وهمية وحواجز كادت تخنقني !!! ..


  و بعد أيامٍ من هذه الحالة جلست جلسةً مستفيضةً مع نفسي .. استمعت إليها و جعلتها تفرّغ كل ما فيها من ألم و اكتئاب على شكل دمعات استرسلت بحرارة على وجنتي .. ثم تأملت روح هذا العالم .. فوجدته هكذا !! .. الجميع يكتئب في لحظةٍ من اللحظات .. نعم الاكتئاب و الحزن و الضيق توابل هذه الحياة التي تتولى أصابع الدهر إضافتها داخل قدر وصفتنا .. وصفة العظمة !! 


فإذا كنت حزيناً أو مكتئباً أو في أوج اليأس .. فتذكّر أنّ أمامك الكثير لتنجزه في هذه الحياة .. حتى لو كنت في 12 من العمر أو في 70 !! 


قم و أنجز عملك .. لتضف المزيد من الإنجازات في جعبة إنجازاتك .. لا تقلق .. فأنت واحد من ملايين مكتئبين حاليا على هذه الأرض .. كسّر تلك القيود الوهمية التي وضعتها لنفسك .. و كن أقوى من تلك الأفكار السوداء التي راودتك لحظة من اللحظات فحولت أيامك التي تليها اشدّ اسوداد ..
أنت قوي و تعلم ذلك ! .. فجّر هذه الطاق

ة الكامنة التي بداخلك و اخلع النظارة السوداء التي نسيتها فوق عينيك و لا تنسى الأخريات التي ارتدتها أفكارك و جوارحك و انطــــلق !!!
تابعنا على الفيسبوك:


  

تابعنا على تويتر: