لا توظف المدراء كالأطفال




محمد عواد - تذكرت اليوم تعيين نائب لمدير عام في شركة رائدة كنت أعمل فيها وهي الملكية الأردنية للطيران ، فقد دخل علينا هذا الشخص كموظف جديد عادي بل ظنناه في البداية أحد المراجعين للشركة خصوصاً أنه الماني الجنسية ... دخل ليعرف نفسه كموظف تائه بكونه نائب المدير العام فكان الجميع معلمين له بدلاً من أن يكون هو مسؤولهم.

تلك اللحظة كانت حاسمة للغاية في هيبته ، فرغم أنه استعاد جزءاً كبيراً منها بفضل عمله الجاد وصرامته لكن كان هناك جزء مفقود في الهيبة شعرت به دائماً واعترف هو بذلك وكان يسأل عن الجواب وكنت أتردد بقول الحقيقة بل إنني لم أكن أدركها في ذلك الحين.

تكرر الموقف مرة أخرى مع مدير للموارد البشرية في شركة أخرى عملت بها ، فكان هذا المدير فاقداً لهيبته لدى موظفيه لأنه جاء بطريقة الموظف العادي الجديد الذي لم تحط به أي أنواع من الهيبة والوقار.

باختصار ؛ على المسؤول عندما يقرر تعيين مدير ما القيام بإجراءات قد يراها هو غير مهمة لمنحه الهيبة والوقار ... ومن ذلك أن لا يدخل على موظفيه بشكل مباشر دون وجود اجتماع يحضره من هو أعلى من المدير الجديد ويتحدث عنه بإيجابية وعن التوقعات المحيطة به ويقدمه للموظفين كقائد وليس كتائه... كأمل جديد وليس كشخص لملىء كرسي شاغر!

أخبرني والدي يوماً أن الجيش أفضل مكان تتعلم منه فن الإدارة لأن أي خطأ إداري فيه سيؤدي إلى كارثة ، وفي الجيش عندما يتم تعيين مسؤول كبير يأتي رئيس الدولة بنفسه في أقوى جيوش العالم مثل الصين ليقدمه للضباط ويؤكد على ضرورة إطاعته وقدرة هذا القائد على التطوير وحماية أركان الدولة.

لذلك أكرر وأقول : "لا لتعيين المديرين والمسؤولين كأطفال !". 
تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر: