أين المعرفة من واقع الحياة ؟





محمد الرضا - في الدول النامية أو المتخلفة بعبارة أدق ، غالباً ما يسير العلم في اتجاه و الحياة الواقعية في اتجاه خاص بها ، قد تتوفر الكثير من أسباب المعرفة و تتعدد مؤسسات العلم و الإصلاح لكن الواقع في التعامل يسير في اتجاه ثابت منذ القدم ، لم يدخل ما تعلمناه في حيز التعايش المستمر ، قد تكون المعلومات في مكان مخصص لها لا يحق لها ان تخرج منه محصورة بين جدران قوية تضمها الأوراق .

 يحق لمن يدخلها الاستنتاج و التفلسف والتعاطي بحرية بين النظريات و الإبداعات ، لكن عند مغادرة المكان تغادر هذه العقلية المتأملة ، الكل يسير بعقلية المفروض الاجتماعي كذلك الحال في السياسة حتى أصحاب القيادة في السلطة لهم منهجهم السياسي و تجاربهم السياسية و خبرتهم في الألاعيب وغير ذلك في سباقهم من اجل الغنائم و المكاسب وجني ما يمكن كسبه ، بعيدا عن الأصلح و الأفضل .


قد تتكرر الأخطاء مع أن الحلول و تجنب الوقوع بالمشاكل موجودة في العلم و الأوراق التي ورثناها من رفوف الأتربة و العقول المهمشة التي أبدعت ، لكن هذا الإبداع لم يرى النور في واقع الحياة بل بقى كما كان مجرد أفكار جميلة لم تطبق كما رسم لها .
تقدير المعرفة لم يلاقي الترحيب في المجتمعات المتخلفة فكانت النتيجة طردية تزايد التخلف وتزايد التهميش للعلم ، وقلة تقدير العلم ينتج قلة معرفه المجتمع بالخير  .


أفراد المجتمع مع الشيء الذي يشار إليه  بتقدير ، و للأسف سبب التخلف هو قلة إعطاء مكانة للمعرفة فأصبحت المعرفة بعيدة عن السعي الجاد ، لان المجتمع لا يقدر الساعين و نتاجهم فأصبح الأفراد يتجهون نحو ما يقدره المجتمع لكي تكون المكانة جميلة ومقبولة من الجميع ، فهم الكل ان يكون الفرد مقدراً ذو شان ، على الأقل ينال التقدير والاحترام وكان هذا مع للقوة والسلطة والمال ، ولم يكن للعلم والمعرفة  ، فكانت الأحوال تتقلب كما كانت في المجتمعات المتخلفة لم تنال الحياة الكريمة والمستقرة لأنها ما زالت تعيش بعقلية الفرض الاجتماعي لا المعرفي .. حياة التخلف هي حياة البعد المعرفي والثقافي وتباع قاعدة والموروث الرث .


التخلف هو بتقديس التقليد وشذوذ التغير حتى يصبح الشاذ معزولاً ، لا دور له ولا طاقة للوقوف بوجه التيار الذي يسحق كل شيء في طريقة ... قد يكون هناك الكثير من المتعلمين ولكن القليل من المثقفين الذين يعملون بما يعرفون ، الأهم أن يكون لما عرفنا وتعلمنا دور في السلوك والتعامل بين الأفراد فليس المهم أن نعلم بل الأهم أن نعمل بما نعلم .


حياة المجتمع و أفراده هي قمة المعرفة ، و الإنتاج العلمي وصحته هو بمدى تغير الحياة نحو الأفضل و أفضل المعارف هي التي تغير الحياة نحو الأفضل .

تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر: