أسلحة مخيفـة طوّرها النازيّون في الحرب العالمية الثانية





أراجيك - قبل مدة وقعت على سؤال في موقع Quora عن الأسلحة الغريبة التي طورها النازيّون أيام الحرب العالمية، وهل كانت لتحدث أثراً لو كانت استخدمت بشكل فعال في الحرب أم لا؟ في الحقيقة لم يجذبني السؤال بإطاره التاريخي أو السياسي بقدر ما جذبني بإطاره التصميم الهندسي لأبحث في ذلك الأمر، وهذه بعض الأسلحة التي وجدتها أثناء بحثي:

Fritz X:
يُعتقد أنها أول أشكال القنابل الحديثة، صممت هذه القنبلة المنزلقة الموجهة بالراديو لتستخدم ضد الأهداف المنيعة التحصين مثل البارجات الحربية. وأثبتت كفاءتها القتالية عندما استخدمت بالقرب من جزر مالطة وسيسيلي في عام 1943.

يذكر أن طراداً خفيفاً تابع للبحرية الأمريكية اسمه “USS Savannah” قد خرج من الخدمة مدة عام كامل بعد تلقيه ضربة بإحدى تلك القنابل.


Horten Ho 229
ربما تكون أول قاذفة قنابل خفيّة “لا يستطيع الرادار التقاطها”، هذه أول طائرة بدون ذيل وبمحرك نفاث، طورت من قبل Horten Brothers، تشبه الطائرة الشراعية في تصميمها، يضمن شكلها الأملس الانسيابي صعوبة التقاطها بالرادار إذ أن مقطعها العرضي صغير بالنسبة لمثيلاتها من الطائرات بسبب عدم وجود ذيل.

وبرغم كفاءتها التي ظهرت في الطلعات الاختبارية إلا أنها لم تحقق أي انتصارات عسكرية تذكر، حيث أنها طارت لأول مرة عام 1944 حين أوشكت الحرب على الانتهاء.


غوستاف العظيم:
أكبر مدفع بُني في العالم على الإطلاق! ولم يصنع منه إلا نسختين فقط، يسير على قضبان حديدية ويزن 1350 طن.

ويبلغ وزن قذيفته سبعة أطنان ويمكنه إصابة هدف على بعد 29 ميل، إذا كانت لديك صعوبة في تخيل كيف يبدو ذلك العملاق، فانظر إن شئت لتلك المقارنة بين حجم القذيفة وحدها وبين دبابة عادية!

ويبرز السؤال الفطري هنا إذا كان هنالك وحش بذلك الوصف الخرافي لماذا لم تربح ألمانيا الحرب باستخدامه؟ تكمن الإجابة في كيفية استخدام جوستاف نفسه، إذ أنه يحتاج إلى 250 رجل لتجميعه في ثلاثة أيام بعد وصوله مفككاً إلى موقع الهجوم و2500 رجل لتركيب القضبان الحديدية التي سيتحرك عليها، بالإضافة إلى كتيبتي مدفعية مضادة للطائرات لحمايته من الهجمات الجوية.

وبالرغم من صعوبة استخدامه إلّا أنه استخدم بالفعل في ضرب بعض الأهداف. وصُنع منه نموذج آخر بعده سمي “دورا” نصب بالقرب من ليننجراد، حيث أمضى شتاء 1942 هناك قبل أن يسحبه الألمان بعد إلغاء الهجوم وانسحابهم.


Panzer VIII Maus
حاملة لقب أثقل دبابة في التاريخ! يبلغ وزنها 188 طناً، والغرابة أن ينتهي أمرها من حيث ظن أهلها أنهم منتصرون به، فببساطة شديدة، لم يوجد محرك حينها قادر على أن يزحزح هذه الفقمة السمينة من مكانها ويجعلها تسير بسرعة مناسبة للعمليات التكتيكية التي قد تخرج فيها، حيث أن سرعتها لم تصل إلى أكثر من 13 كيلومتر في الساعة على الرغم من أن التصميم يزعم أنها قد تصل إلى 20 كيلو متر في الساعة، لكن على أية حال استطاعت اختراق الجداول والأنهار العميقة بل وحتى الغوص في الأنهار العميقة، بالرغم من أنه يستحيل فيزيائياً أن تعبر أي جسر بسبب وزنها الهائل.

لم يبنى من طراز ماوس إلا اثنتين فقط، واحدة فقط هي التي كتب لها أن تكتمل بسبب التكلفة العالية وقلة ما يمكنها فعله مقارنة بتلك التكلفة “أتساءل الآن عن كم الأموال التي كانت لدى النازيين لتدفعهم على الموافقة على تصميمات حمقاء كهذه؟!”

العجيب في الأمر أن اسمها يعني “فأر”! والذي يدعوا للدهشة أكثر أنه كان هناك مشروع آخر يسمى Ratte حيث كان سيصل وزن ذلك الفأر الكبير إلى 1000 طن! وسيحمل بأسلحة لا تراها إلا على البارجات الحربية، ورمز إليها باسم “دبابة هتلر الخارقة”.

ولأنه ثبت بالطبع استحالة تنفيذ هذا “الفأر” عملياً بسبب حجمه وصعوبة استعماله في القتال، خاصة أنه ينافي أسلوب هتلر الذي اعتمد على الرشاقة وعنصر المفاجأة، فقد بقي هذا الطراز على طاولات التصميم ولم ير النور أبداً.


ألغام جالوت
قنابل صغيرة يتحكم بها النازيون عن بعد، قادرة على تفجير الدبابات وعرقلة كتائب المشاة، حيث أنها قادرة على حمل 100 كيلوجرام من المتفجرات، القصور الوحيد لدى تلك الألغام لم يكن في سرعتها البالغة 6 ميل في الساعة بل في ذلك السلك البالغ طوله 2000 قدم والمتصل بعصا تحكم عن بعد للتحكم بها، حيث لم يكن على الحلفاء إلا قطع ذلك السلك ليتحول جالوت العظيم إلى كومة حديد بالية!

ربما يلفت نظرك المنطق العجيب أو حس الفكاهة الذي تمتع به المهندسون في النازية، فالعملاقة السابقة أسموها فأراً، وذلك القزم حظي باسم جالوت!


بندقية العاصفة 44 – Sturmgewehr 44
تعرف أيضاً باسم StG 44، ويكفي أن تعلم أن الغنيتان عن التعريف بندقية AK-47 وبندقية M16 قد اشتقتتا تصميماتيهما من تلك البندقية، وبالرغم من أن تلك البندقية أتت بمميزات تستطيع قلب موازين الاشتباكات البشرية، إلا أنها وصلت ساحات المعارك متأخرة جداً لذا لم يدم صداها طويلاً.

الجدير بالذكر أن تلك البندقية أتت بملحقات قد تكون غريبة على من عاصر الحرب العالمية ويعرف التقنيات المستخدمة آنذاك، إذ أنها أتت بملحق يتيح لها ضرب أهداف على زوايا مختلفة لحامل البندقية! كما أتت بمنظار رؤية بالآشعة تحت الحمراء واستخدم القناصون هذا المنظار في الأشهر الأخيرة للحرب.

لا أستطيع تخيل نهاية المنحني الذي كان ليسير فيه هتلر لو كان قد ربح الحرب! ربما استخدم ثرواتنا في تطوير المزيد من السلاح واستخدمنا نحن في صناعته بالسخرة! فذلك ليس ببعيد عن كل مختل مجرم مصاب بجنون العظمة، كما لم يكون بعيداً عن هتلر بالفعل لمن أراد أن يرجع إلى تاريخه.



تابعنا على الفيسبوك  :


تابعنا على تويتر: