بخل المشاعر والمشاركة الإنسانية





أسامة شطارة - كثير منا يحب أن يتكلم عما يجول في خاطره ويشارك خبراته اليومية الخاصة، خاصة أولئك الشخصيات التي تهتم وتشعر بالتفاصيل  الصغيرة وتعطيها أهمية كبيرة في حين قد تكون هذه الجزيئات عبارة عن ترهات بالنسبة للبعض الآخر، فلا ادري حقيقة هل هذا الأمر نعمة أم نقمة ؟

في كل مرة أتحدث وافشي تفصيلا صغيرا يتبين لي إني لو اخترت الصمت لكان الأمر أفضل بأضعاف من البوح بعواطف مرهفة لا تلقى تقدير القريب قبل الغريب.
العاطفة النابعة من القلب التي يضطرب لها قلبك خفقانا من شدة الإحساس بها تخرج منك وكأنها ابنك الثمين حدا لا قيمة تناسبه فتكتشف بعد حين ليس بطويل إنها ذهبت باتجاه خاطئ ! أو لشخص خاطئ ! فتكره نفسك وتكره تلك اللحظة وذاك الدافع الذي أجبرك لمشاركة أفكارك الخاصة.

لهذا أصبح في هذا الزمن البخل مطلوب ! ( بخل المشاعر والمشاركة الإنسانية )
أصبح الجفاء مطلوب والقسوة أحيانا حاجة ضرورية للعيش بسلام " بشري " يجعلك تلقى قبول بين أقرانك، فالطيبة ممنوعة، العطاء غباء، البراءة عدم رجولة وعيش مبادئ الاحترام والسلام الداخلي تجعلك إنسان قديم خارج عن الموضة !

هذه هي أحكام عصرنا هذا .... فهل نستسلم لها ؟


تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر: