حتشبسوت – "المرأة الفرعون"




 حتشبسوت – "المرأة الفرعون" :
ولدت منذ آلاف السنين قبل الميلاد. يوم ولدت كان والدها يتمنّى أن يكون المولود ذكراً يرثه على عرش مصر. وما أن بلغت الرشد حتى أخذت تتجوّل في القصر تأمر وتنهي، ولكن جمالها وفتنتها كانا يُظهرانها بغاية الرقّة.



كانت والدتها الملكة "احموس" وكانت شرعية جلوس والدها على العرش مرتبطة بحياة زوجته ذات الدم الملكي، لأنه لم يكن من دم ملكي. وابنتهما "احتشبسوت" هي وحدها التي يحق لها أن تخلفهما بحكم القانون الكهنوتي المقدس، فأشار عليه كهنة آمون بوجوب التنازل عن الحكم لابنته. فتنازل الملك عن العرش لابنته التي لم تتجاوز الخامسة عشر من العمر، وأبلغ شعبه بأن ابنته ستأخذ مكانها فوق عرشه وتتولى الحكم بغير منازع.
أول عمل قامت به بعد زواجها من أخيها – غير الشرعي – "تحتمس الثاني" أنها كلفت المهندس العبقري الأمير "سينموت" أن يبني لها معبداً يفوق بفخامته وروعته كل ما رآه الناس.



وأمام حكمها وأحكامها رأى الأمراء والكهنة والنبلاء، أن أمامهم فرعوناً حقيقياً اكتمل جلاله بوجود لحية صغيرة فوق ذقنه.


وتحت صولجان المرأة فرعون، استطاعت مصر أن تغتني وتزدهر، وقامت المباني والمنشآت، وتوالى سير السفن في النيل، والقوافل في البر مُحمّلة بالمحاصيل الثمينة من البقاع النائية. ولإنها تعبد "حتشبسوت" استوردت الأخشاب من الصومال، أرض البخور والأخشاب والمر والأبانوس الأسود، وجلود الفهود والنمور .


حكمت البلاد ثلاثة عشر عاماً، بالرغم من المؤامرات التي انتهت بأن دُسّ لها السّم على أيدي تحوتمس الثالث وكهنة آمون، وشيّعت مومياء الملكة بوقار مُصطنع، ثم دُفنت في قبر سرّي لم يعرفه سواه. ولكن لم تمضِ أيام حتى نبش القبر سرّاُ ونُهبت محتوياته وألقيت مومياء أشهر ملكة جلست على عرش مصر في العراء.


تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر: