كيف تُخفِّض خطوط الطيران "الرخيصة" سعر تذاكر السفر لديها؟




تجني أرباحاً هائلة بتلك الاستراتيجيات..


           

هل سألت نفسك يوماً، لماذا يبلغ ثمن تذكرة السفر لدى بعض الشركات نصف أو ربع ثمن نفس الرحلة على متن خطوط أخرى؟، إذ إن هناك شركات طيران اقتصادية توفر كثيراً على ركابها وتربح كثيراً أيضاً من رحلات الطيران منخفضة التكلفة. 

إذ تقرر شركات الطيران ثمناً لرحلاتها أخذاً بالاعتبار عدة عوامل لتحديد ثمن تذكرة الطيران، أولها السعر الأولي الذي تقرره الشركة، والضرائب الحكومية التي تصل أحياناً لثلث ثمن التذكرة وربما أكثر، ورسوم المطار التي تدفع نظير الهبوط والإقلاع من مدرج المطار وخدمة المسافرين.

وكذلك ثمن الوقود والصيانة وتنظيف الطائرة، وأيضاً ثمن الطائرة نفسه وسعتها، ورسوم الخدمات المقدمة للمسافرين ومنها الطعام والمقعد ونقل الأمتعة وغيرها.

لكن، كيف تنجح خطوط الطيران الرخيصة في تخفيض سعر الطيران؟


توجد خطوط طيران رخيصة في أميركا وجنوب أفريقيا والهند وتركيا وبلدان كثيرة، وهذه الخطوط الرخيصة تربح أرباحاً كبيرة وتقدم خدمة جيدة بسعر رخيص، نحاول في هذا التقرير أن نعرف كيف تعمل الخطوط الاقتصادية في توفير تكلفة السفر. 

شراء الطائرات
يمكن أن توفر الشركات كثيراً من ثمن الطائرة فبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 تأثرت الشركات كثيراً بانخفاض أعداد المسافرين، وحينها اشترت بعض الشركات طائرات بوينغ بأسعار رخيصة للغاية يمكن أن تعمل لعشر أو عشرين سنة مقبلة.

وحتى في الأوقات العادية تستطيع الشركات الاقتصادية أن تطلب صفقة طائرات ذات عدد كبير فتحصل على سعر شراء وعروض أفضل، لكن كلما كانت الطائرة حديثة كانت تكلفة الوقود أقل لذلك فإن شراء طائرة جديدة يكون أحياناً أوفر في الاستهلاك.

طاقم العمل


عندما تشتري الشركات الاقتصادية طائرات حديثة من نوع واحد، فإنها توفر في عدد مهندسي وعمال ومعدات الصيانة وطواقم الطائرة وهذا يوفر وقتاً ومالاً كثيرين.

وتلجأ الشركات الاقتصادية لطائرات بسيطة التصميم ولا تحتوي مقاعدها على جيوب خلفية، ما يوفر من تكلفة تنظيف الطائرة أثناء توقف الرحلة، وتوظف أيضاً موظفين قليلي الخبرة، لا يحتاجون أكثر من تدريب سريع ثم تلحقهم بالفريق كموظفين ذوي مهام متعددة تشمل استقبال الركاب والتحقق من التذاكر عند البوابات والضيافة الجوية والتنظيف أيضاً! وهذا يوفر عدد الموظفين وتكلفة السفر

أماكن وأوقات الهبوط


تدفع شركات الطيران الاقتصادية كثيراً في المطارات الكبرى، لذلك فهي تلجأ غالباً للمطارات الرخيصة، فمطارات مثل هيثرو في المملكة المتحدة، أو شارل ديغول بفرنسا غالية للغاية وتأخذ من الشركات رسوماً كبيرة للهبوط والخدمات.

لكن الشركات الاقتصادية تهبط في مطارات فرعية وأقل شهرة وربما أبعد عن المدن الكبرى، فمثلاً تختار الهبوط في مطار صبيحة بالطرف الآسيوي في مدينة إسطنبول التركية الذي يبعد ساعة تقريباً عن وسط المدينة، بدلاً من مطار أتاتورك في الطرف الأوروبي.

وأحياناً تكون هذه المطارات الفرعية خالية إلا من طائرات الشركات الاقتصادية، وهذا ما يعطيهم قوة تفاوضية كبيرة في تقليل رسوم الهبوط واستخدام المطار الذي يعتمد عليهم بشكل أساسي، ويستفيد أيضاً من تسويق شهرته، بينما تمتلك الشركات خيارات وبدائل مختلفة.

أو يمكن أن تختار الطائرات الهبوط في المطارات الرئيسية لكن في غير أوقات الذروة وهو ما يخفض تكلفة الرسوم أيضاً.

العمل المستمر
تعمل شركات الطائرات الاقتصادية في رحلات مستمرة، فهي تستمر في التحليق في الأجواء ربما عشر رحلات في اليوم الواحد مع وقت قصير فقط للتنظيف والصيانة، وتقوم بجدولة وقت الحجز وتنظيم دخول الركاب بحيث لا تنتظر الطائرة على الأرض وقتاً بدون عمل.

كما يعمل عليها طواقم بدوامات متتالية حتى تبقى محلقة في الأجواء، وهو ما يساهم كذلك في خفض التكلفة.

الطعام


توفر الشركات الاقتصادية من خلال تقديم الطعام مدفوع الأجر في الطائرة بدلاً من الوجبة المجانية، وهذا يجني أرباحاً إضافية للشركة، كما يوفر ثمن الوجبة المجانية.

ويكفي أن تعرف أن الخطوط الجوية الأميركية عام 1987 استطاعت زيادة هامش ربحها من خلال توفير مبلغ 40 ألف دولار عن طريق إزالة زيتونة واحدة من كل طبق سلطة يقدم في الدرجة الأولى.

توفير الخدمات
تمتلك الشركات الاقتصادية مقرات صغيرة متعددة بدلاً من مقر كبير واحد، وتعتمد على الحجز الإلكتروني أو ماكينات الحجز الآلي الموجودة في أغلب المطارات وكذلك تعتمد الشحن الآلي للحقائب والأمتعة بدرجة أكبر فتوفر تكلفة موظفين إضافيين.

ولا تفضل غالباً الرحلات التي تشتمل على ترانزيت فتوفر تكلفة الهبوط والخدمات الأرضية للمطارات.


المصدر: هاف بوست عربي


تابعنا على الفيسبوك:


تابعنا على تويتر: