لماذا ينجح المشاغبون في الاستمرار في العمل؟





بي بي سي عربية - نعرف جميعًا، بل ونشمئز من المشاغبين في بيئة العمل، ومن الزميل المخادع الذي يتسم بالمراوغة أو يتصرف بطريقة خفية، ونخاطب أنفسنا بأنه حتمًا سيظهر على حقيقته يومًا ما. لكن بدلاً من ذلك، نجده قد حصل على ترقية، فكيف هذا؟ ولماذا يرتقي هؤلاء في أماكن العمل؟

هل من طريقة أفضل للتعامل مع الأشخاص غير المرغوب فيهم في بيئة العمل؟ تناول العديد من نشطاء موقع "لينكدإن"هذا الموضوع في الأيام القليلة الماضية، وهذا ما ذكره اثنان من أبرز المشاركين منهم.

فانسا إدموندز، رئيسة شركة آر آي إم سوليوشنز

يسعي أصحاب الحدائق باستمرار إلى زرع نباتات تتحمل الظروف البيئية، مثل نبتة اللبلاب، التي تتأقلم مع الفيضانات والجفاف وغيرها من الظروف الصعبة.

وبهذه الطريقة، يمكن للمزارع أن يجني محصولا صحيا، حتى وإن تلفت نباتات أخرى، هذا ما كتبته إدموندز في مشاركتها بعنوان لماذا يأتي رؤساء العمل في جانب المشاغبين بالمكتب.

المشكلة هي أنه بازدياد هذه النباتات بشكل كبير، فإنها تحجب أشعة الشمس مما يتسبب في تلف براعم أخرى كثيرة حساسة مثل البنفسج.

وكتبت إدموندز مستشهدة بدراسة نشرت بمجلة علم النفس الإداري: "مثل النباتات التي تتحمل المتغيرات المناخية، قد يكسب المشاغبون في العمل (أعني الفتيات الوضيعات، وعدو المرأة، وغيرهم من المشاغبين) ود رؤساء العمل إليهم على حساب أصحاب الإسهامات من الإيجابيين والرائعين".

وجد الباحثون في تلك الدراسة أن "أولئك المشاغبين في أماكن العمل يحصلون بانتظام على تقييمات إيجابية من المشرفين، ويحققون مستويات عالية من النجاح المهني، وخلص الباحثون إلى أن قدرات هؤلاء الاجتماعية ومهاراتهم السياسية تمكنهم من ممارسة الإيذاء – بشكل ممنهج – مع كسب إعجاب رؤسائهم في ذات الوقت."

الرؤساء في العمل ربما لا يمنحون الترقية عن عمد للأشخاص الذين يعرفون أنهم مثيرو شغب، لكنهم قد لا يكونون على علم بطبيعة هؤلاء الأشخاص المشاغبين.


وتقول إدموندز: "إن كنت رئيساً في العمل وتريد حقًا معرفة نوعك المفضل من المشاغبين،" فهناك أشياء لابد أن تسأل نفسك عنها – وإن كانت الإجابة نعم، فقد تكون من الرؤساء الذين يمكنون المشاغبين من الشغب والتنمر. ومن هذه الأمور ما يلي:

"تكره المتذمرين أو اصحاب الشكاوى: هناك متذمرون يقفون أمامك بمواقع العمل ويطلبون منك البت فيما قاله أحدهم للآخر، وغير قادرين أو غير راغبين في حل النزاع من تلقاء أنفسهم."

وأضافت: "لا يحاول المشاغبون، من ناحية أخرى، إزعاجك على الإطلاق بل يسيئون معاملة الآخرين وراء الكواليس. والدهاء الاجتماعي والسياسي يسمح لهم بالبقاء هادئين ومهذبين، والأهم من ذلك – تظهر عليهم الدهشة عندما تواجههم الادعاءات المثارة ضدهم."

"تحب الموالين: مثل النباتات التي تتحمل المتغيرات المناخية، يمكن الاعتماد على المشاغبين في العمل عندما يتخلى الجميع عنك، فهم ماكرون ويعلمون أنه في كل مرة يتخلصون من "متذمر غير كفء" ويضعون قدمهم في مساحة داخل أماكن لا غنى عنها. وهم على حق،" كما تقول ادموندز.

وتضيف: "هؤلاء يقفون شامخين بجوارك، ولا يطلبون بشكل عام الكثير في المقابل. وبسبب هذا تتحمس بمكافأتهم بالترقيات والعلاوات. وربما قد تسمعهم يتحدثون بقلة احترام لزملاءهم بالعمل مرة أو مرتين، ولكنك تخاطب نفسك معتقدًا بأن الغرض من هذا التصرف إما لأن الزملاءيستحقون ذلك، أو لآنهم يتحدثون لصالحك، أو تعتقد أنه مجرد موقف عابر."

حتى أن رئيس العمل الذي يعرف أنه يفضل أحد المشاغبين، لن يقوم بشكل مفاجئ بطردهم، أو حتى التعامل معهم.

وتتابع: "كما هو الحال مع المزارعين الذين يختارون النباتات التي تتحمل الظروف المناخية- لضمان إنتاج محصول سليم عند مواجهة سوء الأحوال الجوية- أحيانًا يتخذ رؤساء العمل قرارات غريبة للحفاظ على المشاغبين بدلاً من انصاف ضحايا هذا الشغب."

وأوضحت ادموندز أنه "بعد كل هذا، قد يثبت المشاغبون أنهم في المكان المناسب لضمان استمرارية المنظمة، على الأقل على المدى القصير."


أما على المدى الطويل، فقد يكون الأمر مختلفًا، "حيث يهتم المشاغبون بالتقدم أكثر من أهتمامهم بك، إذ أنهم يتلاعبون بك للمضي قدمًا"، حسبما تقول إدموندز.

وتضيف: "إن سنحت لهم الفرصة ليصبحوا في مكانة أعلى منك لفعلوا، وليس لسوء الحظ ربما بعد ذلك تكون أنت هدفهم، وكأوراق الشجر المتطاير، لن يكون لديك الكثير لتوقفهم لأنك أنت من روج لهم طوال الوقت."

سونيا ماكدونالد، مديرة عامة ومؤسسة شركة القيادة المتميزة

كتبت ماكدونالدز في مشاركتها بعنوان "المتسلق!" تقول: "غالبا ما يكون هناك شخص في بيئة العمل يخرق االلوائح لا محالة، رغم التدريب أو التعاطف، وتتسبب هذه الخروقات في إيجاد بيئة عمل مضطربة ومتوترة، ومضغوطة، وعدائية كذلك، بغض النظر عما يفعله البعض الآخر في محاولة للسيطرة والتخفيف من تحكمهم."

وتضيف: "إذا كان لديك شخص في ساحة عملك الذي يناسب هذا الوصف، فلا داعي للذعر، لأن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لضمان سلاسة العمل، وإن لم يكن العمل مثاليا."

ومن هذه الخطوات، كما ترى ماكدونالد:

"كن حذرًا من ثقتك بنفسك: تحدث بعض الاضطرابات التكتيكية في بيئة العمل عند ما تصبح الثقة الزائدة أو الافتتان بالنفس أداة للضغط على الموظفين الآخرين لتشويه سمعتهم الخاصة بالعمل. فأنت الخبير في هذا المجال، وتدرك أن للعمل قيمة كبيرة وجوهر.

"ولذلك، عندما يبدأ اٌضطراب مثل هذا في التقليل من هذه القيمة، فتأكد من أن لديك الكثير من الفرص المثمرة للرجوع إلى الأقران، وأبحث عمن حولك ممن تثق بهم لكي تستشيرهم."

"حافظ على وجود سبل التواصل: غالبا لا يكون من المناسب مناقشة أي شيء مع شخص أحمق في مكان العمل، ولكن قطع سبل التواصل هو الحل،" بحسب ماكدونالدز.

وتضيف: "عندما يتحتم عليك التعاون مع شخصية مثل هذه، تحدث بوضوح ودقة حول موضوعك، ويجب أن تعلم أن الشخص النرجسي يحتاج لأن يشعر بأنه تحت السيطرة.

قد يحاول ذلك الشخص جيدًا أن يسير بالحديث على نحو يجعله في مكانة أفضل، وذلك عن طريق إدخال موضوعات غير متناسقة في محادثة ما. فلا تقع فريسة لذلك، حتى لا تجد نفسك في نهاية المطاف في طريق مسدود، بل ركز على النقطة الرئيسية واستمر على هذا النحو."


تابعنا على الفيسبوك:

تابعنا على تويتر: