من هو بربروسا؟



سؤال الزائر: من هو بربروسا؟


فريدريك الأول بربروسا (1122 - 10 يونيو 1190) تم انتخابه ملكاً على ألمانيا في عام 1152 وتوج ملكاً على إيطاليا في عام 1154، وأخيراً توجه البابا أدريان الرابع إمبراطوراً لروما المقدسة في عام 1155. وقد توج ملكاً على بورغونيا في عام 1178. استمرت فترة حكمه مدة 38 سنة من 1152م إلى 1190م ففي هذه الفترة كانت الملكية الألمانية بالغة الضعف حيث كانت الحرب الأهلية ما زالت مستعرة بالرغم من الاتفاق على التسوية التي تمت من خلال اتفاقية فرمز عام 1122 مع هنري الرابع, والخلافات بين دوقي الجويلفيين والجبليين الألمانيين المنتمين إلى هوهنشتاوفن, ورغم أن فريدريك الأول ينتمي إلى الجبيليين إلا أنه في نفس الوقت ينتمي إلى الجويلفيين بسبب انتماء أمه جوديث أخت هنري المشهور بهنري الأسد دوق سكسونيا وبافاريا. 

كذلك كونه ابن أخ كونراد الثالث الذي رشحه ليخلفه على العرش, لذلك انعقدت عليه الآمال في التوفيق بين الأسرتين ولكي يضع نهاية للحرب الأهلية, وبالفعل استطاع بحكمته وحسن إدارته أن ينهى هذه الخلافات ويكون النصر حليفه لكن بعد سنوات عديدة من المفاوضات والتنازلات والأخذ والرد. 

من الأمور التي أعادت الخلاف إلى الواجهة مرة أخرى هو الخلاف مع البابا هادرين الربع بسبب اعتقاد فريدريك الأول بأن السيادة يجب أن تكون للقانون وليس للمنصب البابوي أو الكهنوتي وهو ما اعتبره البابا تقليلاً من مكانته وبذلك رفض طلب تتويجه إمبراطوراً إلا إذا أظهر التبجيل والاحترام اللائقين لمنصبه المقدس. لكن هذا لم يحدث حيث أن البابا توفي عام 1159, ثم نشب خلاف آخر بين الكاردينال أوكتافيا والكاردينال رولان على من سيتولى المنصب البابوي, حينها طلب فريدريك أن يعقد مجلس كنسي عام 1160 في بافيا للفصل في أحقية المنصب. 

خلال هذا المجلس تم الاتفاق على تنصيب الكسندر الثالث ليكون البابا الجديد. لكن الخلافات لم تحل بين البابا الجديد وبين فريدريك الأول بارباروسا حيث أن الأخير لم يزل على إصراره بأن سلطة القانون فوق سلطة البابا. في 1177 حدث تحول كبير في اعتراف فريدريك الأول بصلاحيات البابا حيث أقر بموجب اتفاقية اناني Anagni بأن للبابا كل الصلاحيات وأنه فوق القانون ثم قام فريدريك الأول وأعاد إلى الكنيسة ما سبق وأن انتزعه من أملاك، ثم توجه إلى البندقية وهرع متوجهاً إلى البابا الكسندر الثالث نازعاً ردائه الإمبراطوري وراكعاً أمام قدميه، فاغروغرت عينا البابا بالدموع ثم أقامه وعانقه وقاده إلى الكنيسة وتوجهه إمبراطوراً مقدساً, وبذلك أصبحت تسميته فريدريك الأول بارباروسا إمبراطور روماني مقدس.

 من الأحداث الهامة والكثيرة في زمن فريدريك الأول دعوته للمشاركة في الحروب الصليبية، ففي عام 1187 سقط بيت المقدس في يد صلاح الدين الأيوبي مما دعا البابا غريغوري الثامن إلى إعلان الحملة الصليبية الثالثة لكنه توفي في نفس السنة التي اعتلا فيها العرش وخلفه البابا كليمنت الثالث، فعزم فريدريك الأول أن يقود هذه الحملة الصليبية لاسترداد بيت المقدس من المسلمين بالمشاركة مع ملك فرنسا فيليب أوغست الثاني وملك إنجلترا ريتشارد قلب الأسد. 

بدأ فريدريك الأول المسير مع 100 ألف جندي ألماني في 11 مايو 1189 من الدانوب مستخدماً الطريق البري لكن جيشه تعرض لخسائر ضخمة ولم يستطع مواصلة المسير حيث قضى نحبه غرقاً في نهر صغير يسمى كاليكادوس حين سقط من حصانه واستقر بقاع النهر وذلك بسبب ثقل الدرع والأسلحة التي كان يرتديها برغم من ضحالة المياه, وذلك في منتصف عام 1190 في آسيا الصغرى, ثم تبدد جيشه فمنهم من عاد أدراجه ومنهم من تابع المسير للالتحاق بالجيوش الصليبية الأخرى. وسع بارباروسا الإمبراطورية ووطد الأمن فيها. وسار على رأس الحملة الصليبية الثالثة عام 1189، لكنه مات غرقاً في إحدى أنهار قلقيليا. فدفن في كنيسة القديس بطرس في انطاكية سنة 1190.
تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر: