‏إظهار الرسائل ذات التسميات علم النفس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات علم النفس. إظهار كافة الرسائل

ما هي أعراض جنون العظمة؟



سؤال الزائر : ما هي أعراض جنون العظمة؟
جنون العظمة، هو أحد أنواع البارانوايا، أو حالة جنون الارتياب.

والمصاب بجنون العظمة، يعتقد أنه شخص بالغ الأهمية والنفوذ، وأنه شخصية مرموقة يريد الجميع التقرب منه، من دون أن يكون كذلك فعلاً.

ومن أهم أعراض جنون العظمة :

- إيمان المصاب بأنه يتعرض لمؤامرات واضطهاد مستمر.

- كما أن من أعرض جنون العظمة، فقدان صاحبه الثقة بمن هم مقربين له.

- يعتاد المصاب بالعظمة على توجيه الاتهامات للأخرين بالتقصير وبمحاولة إيذائه من دون امتلاك دليل.



- عدم مسامحة الناس على أخطائهم.

- الحساسية المفرطة أمام الانتكاسات أو الرفض.

- الميل المفرط إلى الشعور بالأهمية.

- الايمان المفرط بنظرية المؤامرة بكل شيء.

وهناك فرق كبير بين الغرور وجنون العظمة، فالغرور سلوك يرتكز على الإعجاب بالنفس، لكن لا يصاحبه حالات الشك بالأخرين والحقد والرغبة بأن يكون مركز كل شيء.

ولا ينبغي على الإنسان أن يحكم على نفسه بأنه مصاب بجنون العظمة، أو على الأخرين، من دون مراجعة أخصائي نفسي يحسم الأمر تماماً.

اقرأ أيضاً:
لماذا هناك سنة كبيسة كل أربع سنوات؟

أسباب الصداع الصباحي

لماذا يرسم اليابانيون المانجا بعيون كبيرة رغم أن عيونهم صغيرة؟

لماذا نقضم أظافرنا ونشد شعرنا؟



يحيل متخصصون بعض السلوكات والعادات التي يقبل عليها كثيرون رغبة في التخلص من التوتر مثل؛ قضم الأظافر أو تقطيع الشعر أو طقطقة الأصابع والرقبة وغيرها، لطبيعة الشخصية التي تتسم في الغالب بالعصبية، وبعضهم يرجعها للوسواس القهري، وآخرون يردونها إلى أنها قد تكتسب من المحيط؛ لاسيما الأطفال.

ويرى علماء النفس أن هذا الأسلوب يأتي كأوامر لا إرادية من الدماغ لتخفيف التوتر وصرف جزء من الطاقة على هذه التصرفات، حيث من شأن ذلك إلهاء بعض أعضاء الجهاز العصبي والجسم بشكل عام بوظيفة أخرى غير التفكير بما يسبب القلق والتوتر.

ويرى المختصون أن أفضل حل لعلاج هذه الظاهرة هو القيام بتمارين الرياضة والمشي.

للدوار أسباب نفسية أيضاً!


الشعور بالدوار أمر مزعج وغالبا ما يرتبط الدوار بأسباب عضوية، لكن ذلك ليس صحيح تماما، فالشعور بالدوار قد تكون أسبابه نفسية ومعرفة ذلك يساعد على الشفاء، لذا يشدد خبراء الصحة على عدم التهاون بالأمر وضرورة الذهاب إلى الطبيب.


دوتشيه فيله الألمانية - الشعور بالدوار يختلف من شخص لآخر، إذ يشعرالبعض بعدم القدرة على النهوض أو يفقد البعض الآخر القدرة على التوازن. صحيح أن الشعور بالدوار له أسباب مختلفة تشير إلى وجود خلل عضوي في الجسم، لكن أطباء في الرابطة الألمانية لأطباء النفس والأعصاب، أكدوا أن الشعور بالدوار قد يكون سببه وجود اضطرابات نفسية.

ووفقا لموقع "فوكوس" الألماني فإن معرفة الأسباب النفسية المسببة للدوار، من الممكن أن تساعد المصابين بذلك على علاج هذه المشكلة. كما أنه من المهم معرفة التعامل مع هذه المشكلة بشكل صحيح ، ففي محاولة للسيطرة على التوازن، يميل المصابون بالدوار إلى التركيز على مراقبة ذاتهم، والدخول في هذه الدوامة والمعروفة في علم النفس بـ"الاستبطان"، يعزز الشعور بالدوار على حدّ اعتبار فرانك بيرغمان من الرابطة الألمانية لأطباء الأعصاب.

وهنا ينصح الأطباء بضرورة استبعاد الأسباب العضوية التي قد تسبب الدوار، وهذا يتطلب زيارة عدة أطباء، إذ يتوجب أولا زيارة طبيب الأسرة وربما استشارة أخصائي أنف وأذن وحنجرة، وعند التأكد من عدم وجود سبب عضوي للدوار ينصح بيرغمان بالتوجه إلى طبيب نفسي، علما أنه ليس من المستبعد أن يكون سبب الدوار، ضغوط نفسية في العمل أوفي الحياة الشخصية.

وجدير بالذكر أن الدوار الذي يكون سببه نفسي هو من الأمراض الخطيرة، والسبب هو التشخيص الخاطئ، إذ غالبا ما ترتبط مشكلة الدوخة بأسباب عضوية، مثل خلل في تدفق الدم أو أمراض الفقرات العنقية أو مشاكل القلب والأوعية الدموية أو أمراض الأذن. ويعتقد المصابون بالدوار، أنه المسبب للشعور بالخوف، ولكن الواقع هو العكس تماما. ويرى أخصائيو علم النفس والأعصاب أن اتباع علاج سلوكي، قد يساعد على تخفيف الدوار الذي يرجع لأسباب نفسية، وفي بعض الحالات يمكن تناول الأدوية المضادة للاكتئاب.

هل تمتلك شخصية حالمة؟ تعرف إلى صفاتها



البيان.نت - يؤكد العديد من علماء النفس أنّ جميع الناس يمتلكون أسلوب «القيادة الفطريّة» وتبقى تأثيرات البيئة المحيطة والقدرة على تحمّل مسؤوليّة المرحلة هي العوامل التي تحسم صعودهم على سلّم القيادة أو بقاءهم في مكانهم.

وقام علماء النفس بتحديد أربعة أنماط للشخصيّات تندرج في دائرة القيادة، وقد توجد عند الناس العاديين، وهي «الشخصيّة الحالمة»، «الشخصيّة الإجرائيّة»، «الشخصيّة العمليّة» و «الشخصيّة الموجّهة». وتتمايز هذه الأنماط فيما بينها بعدّة صفات قد تكون بمجملها إيجابيّة مع وجود محاذير يجب التنبه لها في كلّ نوع. وفيما يلي عرض لهذه الأنماط مع شرح مبسّط عنها، يساعدك على معرفة أيّ نمط ينطبق على شخصيّتك وماذا يتوجّب عليك تصحيحه.

الشخصيّة الحالمة 
يقول العلماء إنّ «الحالمين» يمتلكون الأفكار العظيمة الأقرب إلى المثاليّة، لذلك تشعر بالملل والإحباط بسرعة. ويجب على من يمتلك هذه الشخصيّة أن يحاول الاقتباس قليلاً من أصحاب «الشخصيّة الإجرائيّة» التي تنظر إلى التفاصيل ولا تكتفي بالفكرة العامّة.

ويتميّز «الحالمون» بكثرة الكلام والرغبة في الحديث، ولكن دون أن يعرف الآخرون ما إذا كان حديثهم نوعاً من الثرثرة المستمرة أو هو عبارة عن سلسلة من التعليمات. لذلك يقوم الخبراء بتدريب هذه الشخصيّات، خصوصاً إذا كانت في موقع القرار أو الإدارة، أثناء الاجتماعات على رفع القلم عندما يتم إعطاء التعليمات للإيحاء بالجديّة والقصد، ووضعه على الطاولة عندما يكون الكلام فقط هدفه تبادل الأفكار.

ويقول علماء التنمية البشريّة إنّ أفضل وسيلة لعلاج الحالمين هو الإهمال اللطيف، حيث توضع فكرتهم في ملف لفترة انتظار معرفة ما إذا كانوا سيذكرونها مرة أخرى. فإذا فعلوا ذلك، قد يكون من المهم أن تتحوّل إلى إجراءات وتوضع في الفعل.

صفات الشخص "الحالم" 
- في كثير من الأحيان تمتلك الكاريزما ولا تبالي كثيراً بولاء فريق العمل.
- تبدأ الأمور ولكن لا تنهيها. 
- ممتلئ بالأفكار التي قد تصل إلى حدّ المثاليّة أو الخيال.
- تتغذى وتحتاج إلى الكثير للتغيير والدخول في المخاطر حتى تثبت وجودها.
- ترتاح للعمل في القضايا التي تعالج على المدى الطويل أو الاستراتيجية. 
- تكمن خطورتها حين تصل إلى إتقان «إشعال الحرائق» (أيّ الدخول في الأعمال الكبيرة) دون تحقيق الكثير من الإنجازات.
- ترعب في كثير من الأحيان بتأسيس عمل خاص مستقل بها كشركة أو تجارة. 
- تتأرجح في نشاطها بين فترات من الطاقة الناريّة وبين فتور بهدف إعادة الشحن.
- يصيبها الملل من الدخول في التفاصيل. 

                          

10 مقاييس وعلامات.. تدل على مرض نفسي حاد!



أخبار الآن - كم مرة تخطر ببالك تساؤلات حول أصحاب الأموال الضخمة، كيف يعيشون وكيف يفكرون؟، لكن الأغلبية يظنون أن سلوكهم وتصرفاتهم توضح أنهم مرضى نفسيون، لكن السؤال الأهم بغض النظر عن نفسيات أصحاب الأموال، هل سألت نفسك في وقت من الأوقات اذا ما كنت تعاني من مرض نفسي؟ 

علماء النفس وضعوا 10 مقاييس، تعد علامات على المرض النفساني:

1- عدم احترام القوانين والأنظمة والقيم الاجتماعية.

2- انتهاك حقوق الآخرين.

3- عدم القدرة على التعاطف مع الآخرين.

4- عدم الاعتراف بالأخطاء.

5- الانفعال السريع.

6- التظاهر بالتعاطف مع عدم امتلاك الحس الوجداني.

7- عندما يريد الشخص الإقدام على أي جرم يضع الخطط الذكية ويشكل فريقًا من أمثاله.

8- كراهية الطبيعة ولا سيما الحيوانات، وإلحاق الأضرار بها بشكل مباشر أو غير مباشر كلما سنحت له الفرصة.

9- أن يتصف بالحقد وحب الانتقام.

10- وضع الأنظمة التي تتماشى مع هواه، والضغط على من حوله للانقياد تحت تلك الأنظمة.

ويقول محللون نفسيون، اذا وجدت تلك الصفات فيك فاانت مريض نفسى بالتأكيد ولابد ان تعرض نفسك على طبيب نفسى.

هل مادح نفسه مريض نفسيا؟



هل مادح نفسه مريض نفسيا؟

كثيرون يحكمون بسرعة على أشخاص يمدحون أنفسهم ويصفونهم بالمرضى النفسيين، فهل هذه المعلومة صحيحة؟

قبل أن تحكم على الشخص يجب أن تعرف أساس الحكم، فمادح نفسه المعتز بها ضمن المنطق أمر طبيعي، أي أن شخصاً حقق انجازا فمن حقه الكلام عنه والافتخار بإنجازه ولكن ضمن الحدود.

فمن يبالغ بمديح انجازه ويتجاوز الحد الطبيعي في الأمر يدخل في مسألة النرجسية وهي اضطراب شخصية ونوع من الحالات النفسية، ويصاحب هذه الحالة محاولات للفت الانتباه بأي طريقة كانت إضافة إلى عيشه أوهام الانجازات التي لم يحققها.

إذا، مادح نفسه ضمن حدود المنطق ليس مريض نفسيا ولكن المتجاوز الحد المبالغ بتوصيف الانجازات وما يفعله والمتحدث كثيرا عن نفسه .. ربما!

هل نتحكم في أدمغتنا أم تتحكم هي بنا؟


ربما لا تفسر التجارب الخاصة بالإرادة الحرة ما إذا كنّا مسؤولين عن مصائرنا، لكنها قد تكشف مع ذلك – كما يرى الكاتب توم ستافورد - مدى محدودية ما نعلمه بشأن عقولنا.

ربما تكون التجربة التي أجراها العالم بنجامين ليبت عام 1983هي الأكثر شهرة في علم الأعصاب. فحينذاك، أثار ليبت الجدل بعدما أظهر أن إحساسنا بأن لدينا إرادة حرة قد يكون ضربا من الوهم، وهو جدل لم يلبث أن تصاعد منذ ذلك الحين.
وقد كان لتلك التجربة ثلاثة مكونات رئيسية: الاختيار، وأداة لقياس نشاط المخ، وساعة لمعرفة الوقت.

عنصر الاختيار كان يتمثل في أن يقرر المرء المشارك في هذه التجربة ما إذا كان سيحرك ذراعه اليمنى أو اليسرى.

وبموجب التصميم الأصلي للتجربة، كان بوسع المرء الاختيار عبر تحريك معصم هذه الذراع أو تلك، لكن في تصميمات أخرى كان يمكن له رفع أصبع ما في الذراع الذي وقع اختياره عليها.

وقد طُلب من المشاركين في التجربة "السماح لرغبتهم (في التحرك) بالظهور من تلقاء نفسها وقتما شاءت دون أي تخطيط مسبق أو تركيز في توقيت الإقدام على هذا التصرف".

ويتم تحديد الوقت الذي تحرك فيه المرء بدقة من خلال استشعار حركة عضلات ذراعه.

أما قياس النشاط الدماغي فيتم عبر أقطاب كهربائية مثبتة على فروة الرأس. وعندما توضع هذه الأقطاب فوق ما يُعرف بالقشرة الحركية للمخ (والتي تقع تقريبا على طول منتصف الرأس)، تتباين الإشارة الكهربائية الصادرة من الجانبين الأيمن والأيسر من الدماغ، عندما يعكف المرء على اختيار هذا الجانب أو ذاك، وبدء تنفيذ ذلك الاختيار.

أما الساعة فقد صُممت بشكل خاص يتيح الفرصة للمشاركين في التجربة لتحديد توقيت التغيرات التي تطرأ على أوضاع أجسادهم، حتى لو لم يتعد الفارق بين هذه التغيرات جزءا من الثانية.

وعلى وجه هذه الساعة – أو سطحها – توجد نقطة واحدة تُكْمِلُ دورة كاملة كل 2.56 ثانية، مما يعني أن تحديدك لموقعها في أي لحظة يعني في الوقت ذاته تحديد توقيت حدوث تغير ما كذلك.

إذا ما افترضنا أن بوسعك تحديد ذلك الموقع بدقة لا تتجاوز نسبة الخطأ فيها زاوية قدرها خمس درجات عن الموقع الصحيح، فإن ذلك يعني أنه بإمكانك استخدام الساعة لتحديد التوقيت بدقة تصل إلى 36 مللي ثانية، أي 36 من الألف من الثانية.

وبالاستعانة بهذه المكونات، قاس ليبت مؤشرا حيويا إضافيا آخر. فقد طلب من المشاركين في التجربة، أن يستعينوا بالساعة لكي يحددوا بدقة الوقت الذي اتخذوا فيه قرارهم الخاص بتحريك هذا الجانب أو ذاك.

ومنذ عقود، يدرك المتخصصون في علم وظائف الأعضاء أنك عندما تقرر التحرك على نحو ما، يطرأ تغير على وتيرة الإشارات الكهربائية في دماغك قبل جزء من الثانية من إقدامك بالفعل على الحركة.

ولذا ففي تجربة ليبت، مثّل ذاك الجزء من الثانية تغيرا جديرا بالثقة يمكن رصده بواسطة الأقطاب الكهربائية المثبتة فوق فروة رأس كل من المشاركين فيها.

لكن النتيجة المفاجئة على نحو مدوٍ نجمت عن تحديد هؤلاء للحظة اتخاذ كل منهم قراره بالتحرك. فقد تبين أن هذه اللحظة تقع في الفترة ما بين تغير الإشارات الكهربائية في الدماغ، وحدوث الحركة بالفعل.

ويعني ذلك، بيقين مشابه ليقيننا بأن السبب دائما ما يسبق النتيجة، أن توقيت شعور المرء بأنه اتخذ قرارا بتحريك شيء ما، لا يمكن أن يشكل تحديدا دقيقا - من الوجهة الزمنية - لتوقيت حدوث العامل الذي سبّب هذه الحركة، أيا ما كان هذا العامل.

وأظهرت القياسات التي تم إجراؤها باستخدام الأقطاب الكهربائية أن القرار كان قد اتُخذ بالفعل – بشكل ما – قبل لحظة إدراك المشارك في التجربة أنه اتخذه، إذ أن إشارات المخ كانت تتغير قبل أن يشعر المشارك في البحث بأنه اتخذ القرار الخاص بالحركة.

وهنا ثارت أسئلة من قبيل: هل اتخذت أدمغة المشاركين القرار؟ وهل شعور المرء بأنه أقدم على اختيار ما ليس إلا وهما؟ ومنذ ذلك الحين لا يزال الجدل محتدما في هذا الشأن.


ورغم أن ما يمكن مناقشته بخصوص مسألة الإرادة الحرة وعلاقتها بعلم الأعصاب يتجاوز مجرد الحديث عن هذه التجربة بعينها، فإن بساطتها سمحت لها بالاستحواذ على مخيلة الكثيرين، سواء من يرون أن وضعنا ككائنات بيولوجية يفرض قيودا على إرادتنا الحرة، أو من يرون أن تلك الإرادة الحرة نجحت في النجاة بنفسها من التحدي الناجم عن كون عقولنا جزءا لا يتجزأ من أدمغتنا البيولوجية.
ويعود جانب من الجاذبية التي تتمتع بها تجربة ليبت إلى بديهيتين متفشيتيّن بشكل واسع نُكِنُهما بشأن عقولنا. وبدون وجودهما لم تكن تلك التجربة ستبدو مثيرة للاستغراب والدهشة إلى هذا الحد.

وتتمثل البديهية الأولى في شعورنا بأن لعقولنا كينونة منفصلة عن ذواتنا المادية والجسمانية، في إطار ما يُعرف بنظرية ثنائية الإنسان التي تقول إنه مؤلفٌ من كيانين متميزين، الجسد والعقل.

وتدفعنا هذه النظرية للاعتقاد بأن العقل ما هو إلا بقعة ذات طابع نقي معنوي مجرد، لا تخضع للقيود التي يفرضها علينا تركيبنا البيولوجي.

لكن هذا الوهم سينهار تماما، إذا ما أمعن المرء التفكير للحظة واحدة في أخر مرة انتابه فيها الغضب بسبب شعوره بالجوع. لكن بوسعي القول إن مثل هذه الرؤية لا تزال قائمة في تفكيرنا. وإلا لماذا نشعر بالدهشة على أقل تقدير إزاء إمكانية وجود آليات وتفاعلات عصبية متعلقة بأمور ذات طبيعة ذهنية؟

فإذا كنّا نؤمن بحق، ومن صميم قلوبنا، بأن العقل – كمفهوم ذهني - يقع بداخل الدماغ، كمكان ذي طبيعة بيولوجية، فسندرك أنه يتعين أن يكون لكل تغير ذهني تغير مماثل له ومنسجم معه في الدماغ.

أما البديهية الثانية، التي تجعلنا نشعر بالدهشة إزاء ما كشفت عنه تجربة بنجامين ليبت، فتتمثل في اعتقادنا بأننا على دراية بطبيعة عقولنا. وهو اعتقاد مؤداه أن تجربتنا الشخصية بشأن اتخاذ القرارات تشكل ما يمكن اعتباره إفادة دقيقة توضح كيف جرى هذا الأمر بالفعل.

وهنا يمكن القول إن العقل يبدو أشبه بآلة، يمكن أن نبقى متجاهلين – وبطيب خاطر - لكيفية عملها طالما ظلت تعمل بكفاءة.

ولا يتغير ذلك سوى عندما تحدث الأخطاء أو تظهر التناقضات، فحينها ننجر إلى أن نلقي نظرة على تفاصيل هذه الآلة، أو بعبارة أخرى نمعن النظر في ما يجري بداخل عقولنا، لنطرح أسئلة من قبيل: لماذا لم ألحظ وجود ذلك المخرج؟ أو كيف نسيت اسم هذا الشخص؟ أو لماذا ينتاب المرء الشعور بأنه اتخذ قرارا ما، بعد حدوث التغيرات المتصلة بهذا الأمر بداخل الدماغ بالفعل؟


وعلى كل الأحوال، ما من سبب يدعو للاعتقاد بأن بوسعنا أن نقدم إفادات جديرة بالثقة بشأن مختلف جوانب عقولنا.

في واقع الأمر، يقدم لنا علم النفس الكثير من الأمثلة بشأن المواقف التي كثيرا ما ندرك الأمور في إطارها على نحو خاطئ.

ويمكن القول إن الشعور باتخاذ القرار، في إطار تجربة ليبت، ربما لم يكن سوى وهم محض، وقد تكون القرارات الحقيقية تُتخذ بالفعل من "قبل أدمغتنا" بطريقة أو أخرى، أو ربما يكون الأمر لا يعدو أن الشعور الخاص باتخاذ القرار يصل إلينا متأخرا عن لحظة إقدامنا على ذلك بالفعل.

لكن مجرد ارتكابنا أخطاء فيما يتعلق بتحديد التوقيت الذي نتخذ فيه قراراتنا، لا يعني أننا لسنا مشاركين - وبشكل وثيق - في عملية اتخاذ هذه القرارات، على أي نحو ملموس.
وفي كل عام، يُكتب المزيد عن تجربة ليبت، بل إنها أدت لنشوء مجال بحثي مزدهر يشهد إجراء دراسات مفصلة حول العلاقة بين علم الأعصاب والإرادة الحرة للإنسان.

كما أن هناك العديد من الانتقادات والآراء المُفْنِدة لما جاء في تجربة ليبت، في ظل جدل محتدم حول ما إذا كانت هذه التجربة ذات صلة بالفعل بحرية الإنسان في اتخاذ قراراته في حياته اليومية، وكيف يمكن أن يكون لها مثل هذه الصلة.

فقد تعين حتى على أنصار أفكار ليبت، الإقرار بأن الموقف الذي استخدمه في تجربته، ربما يكون مصطنعا بشكل يجعله بعيدا للغاية عن أن يمثل نموذجا قادرا على أن يعكس الخيارات والقرارات التي نتخذها في حياتنا اليومية.

لكن التجربة الأساسية التي أجراها ليبت لا تزال تُحدِثُ نقاشات وتثير أفكارا جديدة حول كيف تجد حريتنا أصولا وجذورا لها في داخل أدمغتنا.


ويعود ذلك - من وجهة نظري - إلى الكيفية التي ساعدتنا هذه التجربة من خلالها على مواجهة ما لدينا من بديهيات، بشأن الطريقة التي تعمل بها عقولنا، وكذلك كونها قد ساعدتنا على إدراك أن الأمور أكثر تعقيدا مما نتصور نحن على نحو غريزي.

المصدر: بي بي سي العربية
تابعنا على الفيسبوك  :


تابعنا على تويتر: