ما أصل ومعنى المثل "بعد خراب البصرة"؟





سيطر علي بن محمد على البصرة (255 ـ 270هـ)  وامتد نفوذه الى رقعة واسعة تشمل الأهواز ومنطقة ميسان الحالية وذي قار الى حد واسط والمناطق المحيطة بها ، ، وكان شديدا مع اعدائه الى حد التطرف وعامل أسرى الحرب معاملة الرقيق، ووعد أتباعه بأنه سيملكهم المنازل والعبيد، اي تحوليهم من أرقاء إلى ملاك للعبيد. وهذا التناقض يفرغ الحركة من أية صبغة عقائدية، ويجعلها مجرد حركة مسلحة ضد النظام ، كما يجعل من قائدها رجلاً مغامرًا طموحًا إلى السلطة حتى باساليب غير واقعية وغير مقبولة الى حد انه بدأ يهدد  بغداد،

هنا شعر الخليفة المعتمد احمد بن المتوكل (256 – 279 هـ ) بخطر حركة الزنج فعهد المعتمد إلى أخيه الموفق طلحة بن المتوكل بمحاربة الزنج ؛ فاصطدم مرارا  بهم في عدة واقعات , ولكنه في احدى السنوات وردته اخبار عن تمرد في بلاد فارس فترك الموفق البصرة وتوجه بجيشه الى ايران ، فانتهز علي بن محمد الفرصة واعاد سيطرته الكاملة على البصرة وضواحيها ، واطلق لجماعته من الزنج العنان  يستولون على ما يشاءون من املاك ونساء الاثرياء ووجهاء المدينة حتى عم الخراب !

عندها عاد الموفق بجيشه من ايران ودارت معارك عظمى بينه وبين جماعة الزنج انتهت باندحارهم ومقتل زعيمهم علي بن محمد واستسلم من بقى من أتباعه!

يقول السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء  ( ولما قتل هذا الخبيث دخلوا برأسه بغداد على رمح وعملت قباب الزينة وضج الناس بالدعاء للموفق ومدحه الشعراء وكان يوما مشهودا ... بالقضاء على حركة الزنج )

وأُسْدِلَ الستار على هذه الحركة التي قضَّت مضاجع الخلافة العباسية، وكلفتها الكثير من الجهد والأموال والأرواح ولكن الناس قالت :  نصر بعد خراب البصرة !!

فذهبت مثلا .



تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر: