قصة نسر لقمان...الرجل الذي عاش 3500 سنة.!




«وكان لقمان بن عاد يدعو ربه قبل كل صلاةٍ ويقول (ﻓﻲ دعائه): اللهم يا رب البحار الخضرْ/ والأرض ذات النبت بعدَ القطرْ/ أسألكَ عمراً فوقَ كل عمر).


 فلقمان (وفق الحكاية) رجلٌ مؤمن، وهو يريد من الله أن يعطيه عمراً أطولَ من عمر أي إنسانٍ آخر، إنه يريد حياةً ممتدة، وذات يوم سمع لقمان هاتفاً أو منادياً يقول له من دون أن يراه: قد أجيبَت دعوتكَ وأعطيتَ سؤالكَ ولا سبيلَ ﺇﻟﻰ الخلود، واختر إن شئتَ  بقاءَ سبع بقراتٍ عفْر، ﻓﻲ جبل وَعْرْ، لا يَمسَسْهن ذعر.


 وإن شئْتَ بقاءَ سبع نواياتٍ من تَمر، مستَودعاتٍ ﻓﻲ صخر، لا يَمسَسْهن نَدى ولا قَطرْ.



 وإن شئْتَ بقاءَ سبعة نسورٍ كلما هَلَكَ نسرٌ عَقَبَ بَعدَه نَسر.


 وجَدَ لقمان نفسَه أمامَ خيارات ثلاثة ﻓﻲ البقاء، بقاء سبع بقرات (وحش) معتصمة بالجبل الوَعر، أو بقاء سبع نواياتٍ من التمر بعيدة من أسباب التلف، أو بقاء النسور السبعة المتتالية. وهذا الخيار الأخير هو الذي فضله لقمان. لأن النسر طائرٌ معمرٌ وفق الوجدان العربي، ... ﻭبهذا الاختيار ربطَ لقمان بقاءَه بحياة النسور السبعة التي أعْطيَ عمرها، وصارت القصة تدعى : قصة (لقمان والنسور السبعة).


 وتسرد القصه احداث حياة النسور السبعه ،فتجعل كل نسرٍ يعيش خمسمئة عام، وتَمضي السنون متتابعة، ومع النسر السادس يصبح عمر لقمان ثلاثة آلاف عام، ﺛﻢ يموت هذا النسر، ويظل النسر الأخير الذي تطلق عليه القصة اسمَ (لبَد):


 تتوقف عند النسر الأخير (لبَد) لأنه الخيط الأخير من عمر لقمان ﻓﻲ الحياة، ويَمتد العمر بلقمانَ أطول وأطول، حتى بلغ عمر النسر الأخير المسمى (لبد) ألف عام، أي أنه عاش عمراً مضاعفاً عن النسور الستة التي سبقته، ويصبح عمر لقمان (أربعة آلاف عام)، وعندما دنى اجله وحس لقمان بدبيب الموت، أراد أن ينهضَ فضربت عروق ظهره، ﻭﻟﻢ يكن قبل يشتكي شيئاً منها، فقال معبراً عن هذه اللحظة القاسية:

 يالَ قومي نَـعى إلَي بموتي *** اختلاف النسا وحبل الوتين



 وتسرد الحكاية المشهد الأخير ﻓﻲ حياة لقمان بن عاد، وهو ينظر ﺇﻟﻰ نَسْره الأخير « لبَدْ « آخر النسور وأطولها عمراً، فيلاحظ أن النسور جميعها طارت، أما نسره فقد بقي ﻓﻲ مكانه ﻭﻟﻢ يَطيرْ، لقد عجز عن الطيران، ففوجئ لقمان وبوغتَ بعجز نَسْره، لأنه فهم معنى هذا العجز : لأنه يعني أن لقمانَ نفسه صار عاجزاً عن الاستمرار ﻓﻲ الحياة،  أخذ لقمان نسرَه بين يديه، وبدأ يشده، وينفضه ﺛﻢ يهزه بكل ما تبقى فيه من قوة، و يحثه على الطيران، لكن (لبَد) خذل صاحبه، وتطاير ريشه يميناً ويساراً، تناثر ﻓﻲ المكان مثل ريش قديم... فكان هذا نذير شؤم وإعلاناً مفاجئاً عن انقضاء العمر، واقتراب « الحياة من التوقف «. وهكذا أيقن «لقمان» أن عمره قد نفد وأن الموتَ قادمٌ لا محالة.
هذه المعلومة برعاية مشروب الطاقة XMix



للمزيد من قصص الأمثال... اضغط هنا

تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر: