ما هي الاشتراكية المثالية؟ وهل تختلف عن الاشتراكية العادية؟




الاشتراكية الخيالية هي نظرية مثالية تدعو إلى بناء مجتمع إنساني سعيد يقوم على الملكية الجماعية والتساوي في توزيع المنتجات والعمل الإلزامي لكافة أفراد المجتمع.

وأما اشتقاق المصطلح نفسه فيعود إلى كون الاشتراكية بما تتيحه من مساواة وعدالة وكفاية لأعضاء المجتمع كافة، حالة سعادة و سلام مثالية للبشر وأما الشق الثاني من المصطلح "خيالية" فيعود إلى بعدها عن الواقع وقربها إلى الخيال من جهة وإلى ضعف تشخيص أسلوب الوصول إلى هذا الهدف عند المفكرين الاشتراكيين الخياليين من جهة ثانية.

ويفسر هذا إجادة بابو وسان سيمون وفورين ولون -و هم أعلام هذه المدرسة- في نقد المجتمع الرأسمالي وشرور الملكية الخاصة ونتائج التفاوت والاستغلال في المجتمعات القائمة وتحديد مساهمتم الإيجابية والقيمة في تعبئة الرأي العام التقدمي والإنساني في اتجاه تبني الاشتراكية وفي تأثيرهم اللاحق على التيارات الاشتراكية الثورية على الصعيد الأول وفي تقصيرهم عن رسم الطريق العلمي والعملي إلى الاشتراكية على الصعيد الثاني.

 فلقد اعتمد هؤلاء على الدعوة إلى التغيير من خلال تقدم العلم والمعرفة ونشر الأخلاق واعتبروا البنى الفوقية هي الأساس في عملية التطور الاجتماعي وأهملوا الثورة كأسلوب للتغيير المنشود واطمأنوا إلى تقدم التاريخ وانتشار الإيمان بالاشتراكية كطريق إلى تغيير النظام القائم واستبداله بالنظام الأمثل وقد بين فريدريك أنغلز أوجه تفكير أصحاب هذه المدرسة وأطلق عليهم لقب "الخيالية" مؤكداً النظرية الاشتراكية الماركسية صفة "العلمية" لأنها حددت أدلة التحول التاريخي إلى الاشتراكية بالطبقة العاملة التي ستقوم بالثورة الاشتراكية من خلال التنظيم والبرنامج الثوري.

 إلا أنه لا يمكن للماركسية المعاصرة أن تحتكر صفة "العلمية" بين الحركات الاشتراكية إذ يوجد العديد من الحركات الاشتراكية الثورية في العالم الثالث التي شقت طريقها إلى التشخيص الثوري والعلمي الاشتراكي وإلى التطبيق في بعض الحالات دون أن تتبنى الماركسية كلياً أو تنسب نفسها إليها.

تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر: