ما هي جماعة الحشاشين؟



سؤال الزائر: ما هي جماعة الحشاشين؟ وما علاقة لعبة Assassin's Creed بها؟

 طائفة الحشاشين أو الحشاشون ، هي طائفة إسماعيلية النزارية مشرقية، انفصلت عن الفاطميين في القرن الثامن الميلادي لتدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت ما بين القرن الثامن والقرن الرابع عشر، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وأيضاً في الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران. أسس الطائفة الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته.

هناك الكثير من الجدل لدى المستشرقين الأوربيين حول تسمية هذه الطائفة بهذا الاسم، حيث أن المراجع العربية تشير إليهم باسم الباطنية الإسماعيلية، وفيما يلي نعرض بعض التفسيرات حسب مصدرها:

    الغرب والصليبيين هم الذين أطلقوا على هذه الجماعة اسم الحشاشون (بالإنجليزية: Hashshashin) واشتقوا منها كلمة (Assassin - منفّذ الاغتيال). وأصل الكلمة موجود في القاموس البريطاني؛ واستقوها من مصادرهم كالرحالة الإيطالي ماركو بولو (1254 - 1324) الذي يعد أول من أطلق تسمية الحشاشين على هذه المجموعة عند زيارته لمعقلهم المشهور بقلعة ألموت عام 1273م وبعض القادة الصليبيين حيث ذكر إن هذه الجماعة كانت تقوم بعمليات انتحارية واغتيالات ضد السلاجقة والأيوبيون تحت تأثير تعاطيهم الحشيش، حيث كان زعماء الباطنية يستخدمون الحشيش لمنح أتباعهم من الفدائيين والمبعوثين جرعات مسبقة من مباهج الجنة التي تنتظرهم حينما ينجحون في عمليات الاغتيال[3]. وقد وصف ماركو بولو قلعة ألموت بأنه كانت فيها حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل لأتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة، وقد كان ممنوعاً على أي فرد أن يدخلها، وكان دخولها مقصوراً فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين. كان شيخ الجبل يدخلهم القلعة في مجموعات، ثم يشربهم مخدر الحشيش، ثم يتركهم نياماً، ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا في الحديقة، وعندما يستيقظون فاتهم سوف يعتقدون أنهم قد ذهبوا إلى الجنة، وبعدما يشبعون شهواتهم من المباهج كان يتم تخديرهم مرة أخرى، ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل، فيركعون أمامه، ثم يسألهم من أين أتوا؟، فيردون: "من الجنة"، بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يعيدهم إلى الجنة مرة أخرى، وإذا قتلوا أثناء تأدية مهماتهم فإنهم سوف تأتي إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة.

    الإسماعيليون: اتهموا خصومهم بتلفيق هذا الاسم وتحريف الصفة التي أطلقها الصليبيون على الإسماعيلية النزارية لكثرة ما فتكوا بهم وهي (Assasins - أي المغتالون الموجدة أصلاً لديهم). وذكروا عدة احتمالات لسبب التسمية:
        أساسان (Assasins): أي القتلة أو الإغتياليون. وهذه لفظة كان يطلقها الفرنسيون الصليبيون على الفدائية الإسماعيلية الذين كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم فخافوهم ولقبوهم «الأساسان».
        حساسان: نسبة إلى شيخ الجبل الحسن بن الصباح الذي أوجد منظمات الفدائية.
        عساسون: مشتقة من العسس الذين يقضون الليالي في قلاعهم وحصونهم لحراستها والدفاع عنها.

بعد موت المستنصر بالله 487هـ/1094م, قام الوزير بدر الجمالي بالدعوة لامامة المستعلي الابن الاصغر للمستنصر (ابن أخت الوزير)و ازاحة الابن الأكبر "نزار" ولي العهد. وبذلك انشقت الفاطمية إلى نزارية مشرقية، ومستعلية مغربية.انشق حسن الصباح عن الفاطميين وأسس هذه الجماعة واخذ يدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله.و اتخذ من قلعة قلعة ألموت في مدينة رودبار بالقرب من نهر «شاه ورد» في فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته.و بعدهااحتل أنصاره كثيرا من الحصون الجبليه في بلاد فارس.


تاريخ الحركة

تمكن قائدها حسن الصباح (ت 1124 م) من الاستيلاء على قلعة ألموت. (جنوب غرب بحر قزوين، الخزر) والجبال المتاخمة لها وانتشروا في عدة مناطق من خوزستان وهضبة الديلم ومازندران, قزوين, رودبار, لاماسار وكوهستان.. واحتلوا الكثير من القلاع وامتدوا إلى نهر جيحون
ظهورهم في بلاد الشام

كان أول ظهور للحشاشين في بلاد الشام عام 498 هـ / 1105م عندما أرسل الحسن بن الصباح داعيتهم ليفسد ما بين الأخوين دقاق حاكم دمشق ورضوان حاكم حلب، فتحالف مع رضوان واستماله إلى نحلتهم، واقام دارا للدعوة الإسماعيلية في حلب، ولكن بعد هلاك رضوان فتك خلفه ألب أرسلان الأخرس بهم وقتل مقدمهم "أبا طاهر الصائغ"، وقتل أعيانهم وحبس الباقين، وهرب آخرون قاصدين بلاد الإفرنج. ثم اشتد نفوذهم ثانية أيام داعيتهم "بهرام" وعظم أمره وهو في غاية التستر، ثم انتقل إلى دمشق ودعا إلى مذهبه، وأظهر شخصيته، وأعانه على ذلك وزير طغتكين "أبو طاهر المزدقاني" فعظم شره، فخاف من أهل دمشق وطلب من طغتكين حصنا يأوي إليه هو وأتباعه، فأشار عليه المزدقاني بتسليمه قلعة بانياس غربي دمشق. فاستلمها وجمع فيها أصحابه، فعطم شره في البلاد، فأفاق طغتكين على ذلك ولكن توفي قبل أن يعمل شيئا، وعندما خلفه ابنه تاج الملك بوري على حكم دمشق، أفرط المزدقاني في حماية الباطنية، فعرض على الصليبيون تسليمهم دمشق مقابل إعطائه هو والباطنيين مدينة صور بدلا عنها، وحدد أحد أيام الجمع لتنفيذها، حيث يكون المسلمون في المساجد مما يسهل فتح أبواب المدينة للفرنجة بسهولة. ولكن تم كشف المؤامرة قبل موعدها، فقتل السلطان بوري وزيره الخائن وأحرق جثته وعلق رأسه على باب القلعة ونادى بقتل الباطنية، واستمر أهل دمشق يذبحونهم في منتصف رمضان 523 هـ / 1129م حتى قتل منهم ستة آلاف نفس، وعند ذلك استنجد داعيتهم إسماعيل العجمي بالصليبيون ليحموه هو وأصحابه مقابل تسليمه قلعة بانياس لهم.

وقد ظهر لهم عدد من القادة في بلاد الشام امثال بهرام الاسترابادي واشهرهم شيخ الجبل سنان بن سليمان بن محمود.
قامت هذه الحركة بعمليات خطيرة ,وجميع المصادر اكدت على قوة هذه العمليات واختلفت على اهداف هذه العمليات:

    أغلب المصادر الغربية واشهرها ذكرت أن اهداف هذه الجماعة هي من العباسيين والايوبيون والسلاجقة.
    بعضها يذكر أن الجماعة قامت بعمليات ضد كل من الصليبيين والعباسيين والسلاجقة.
    المصادر الإسماعيلية قيامهم بعمليات شرسة ضد الصليبيين
    المصادر العربية تؤكد محاولتهم اغتيال السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي أكثر من مرة، وكذلك الخليفة العباسي المسترشد بالله. وعملياتهم ضد السلاجقة وتذكر عملية اغتيال نظام الملك وزير السلطان ملك شاه السلجوقي وابنه من بعده.
    بعض المصادر الغربية تذكر ان هذه الفئة هي فئة مظلومة وتعرضت للكثير من التشويه والتحريف وأرجعت ذلك إلى نشأة الحركة في مرحلة حرجة من التاريخ، وتعدد القوى المتناحرة كالعباسيين والسلاجقة والأيوبيين والصليبيين وغيرهم.
وقف المغول على أحوال الإسماعيلية الحشاشون وكراهية الناس لهم، فحينما أوفدوا رسلهم إلى قراقورم لمباركة جيوك على اختياره خانا للمغول، لم يلقوا معاملة حسنة. ورفع المسلمون في قزوين الخاضعة لحكم المغول الشكوى إلى مونكو خان ضد الحشاشون، وأشاروا إلى أن تلك الطائفة تخالف ديانات المسيحية والإسلام والمغول البوذية.

حاول ركن الدين خورشاه آخر مقدمي الإسماعيلية أن يتجنب المغول والاعتصام في قلعة ميمون الحصينة. ولم يسع هولاكو إلا أن يبعث إليه برسالة يطلب منه القدوم إليه والخضوع لهن وهدد إن رفض هذا الأمر. فأعلن طاعته وإذعانه في نوفمبر 1256 واستسلمت قلعة ألموت في ديسمبر 1256. فبعد أن كفل هولاكو له حياته، أراد ركن الدين التوجه إلى مونكو خان، لعله يحصل على معاملة وشروط حسنة فرفض مونكو مقابلته. وإذ لم يبق من القلاع الإسماعيلية إلا اثنتان لم تستسلمان للمغول بعد، تقرر الاستعانة بخورشاه في تدبير أمر اذعانهما. وفي أثناء عودته تم قتله مع جميع رفاقه. وصدرت الأوامر لهولاكو بالتخلص نهائيا من الحشاشين، فتم قتل أعداد كبيرة من أقارب خورشاه، بينما تقرر جمع عدد كبير من الإسماعيلية لإحصاء عددهم، فتم قتلهم جميعا، ولم ينج إلا من اعتصم بجبال فارس.

وقام بعدها قائد المماليك الظاهر بيبرس عام 1270 م بدحر آخر معاقلهم في الشام.

    لهم أتباع إلى الآن في إيران، وسوريا، ولبنان، واليمن، ونجران، والهند، وفي أجزاء من أواسط الاتحاد السوفيتي

ظهر الحشاشون في لعبة عقيدة القتلة (بالإنجليزية: Assassin's Creed)، من إنتاج يوبي سوفت، حيث يتقمص اللاعب دور أحد أعضاء الطائفة واسمه الطائر بن لا أحد لينفذ عمليات اغتيال حذرة ضد بعض الشخصيات الهامة من الصليبيين والمسلمين في بلاد الشام، والمدن التي تظهر في اللعبة هي: القدس ويظهر فيها مسجد قبة الصخرة, دمشق ويظهر فيها المسجد الأموي, وعكا، وتظهر أيضاً قلعة الموت.


المصدر: ويكيبيديا
تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر: