ليست مجرد زوجة .. ليس مجرد زوج




محمد عواد – لو سألت أي طفل عن طبيعة حياة أمه لأجاب معظمهم مباشرة : " تعد لي الطعام وتشرف على دراستي وترعاني"، هو لا يراها أكثر من ذلك، ينسى تماماً أنها إنسانة لها أخوة وأخوات ولها اهتمامات وأهداف، لا يرى فيها إلا أمه فقط.


هذا الحال لا يتغير عند وجود اثنين في علاقة زوجية أو علاقة تمهد للعلاقة الزوجية كالخطبة، فهما ينسيان تماماً أن الأخر انسان وينظران إليه من زاوية واحدة فقط، هي زاوية العلاقة التي تجمعهما، تماماً كما يحصل بين الأصدقاء الذين يستغربون تفضيل الصديق لظرف عائلي لديه على مقابلتهم.

فالزوج ينسى أن لزوجته أخوة وأخوات تحب أن تراهم يتلقون الاحترام اللازم والاهتمام من قبله، وينسى أن لديها صديقات تحب أن تراهن بشكل مستقل ولو لمرات قليلة، وينسى أنها تحب امتلاك المال الخاص بها ولو كان قليلاً حتى وإن لم تكن تعمل كي تشتري ما تريد وتخجل أن تطلبه منه، وينسى أنه قد يكون لديها بعض الأحلام والأهداف في حياتها تريد أن تحققها وينسى أنها بعض قد تحب أن تنام في بيت أهلها ومن دون سبب إلا أنها إنسان يحن إلى بيت ترعرع فيه.

والزوجة تنسى أن زوجها إنسان قبل أن يكون زوجاً، يحب أن يشعر بثقة الأخر به ويحب أن يشعر بحريته لحد كبير بلا تقييد، تنسى أنه رجل يحب الصمت لدقائق حتى لو كان حوله العالم بأكمله، تنسى أنه قد يتخذ بعض القرارات لوحده من دون العودة إليها لأنه هكذا تربى وهكذا نشأ ، وتنسى أنه في فترة شبابه كان يتضايق ممن يسأل عنه أين هو وماذا يفعل في الخارج، وتنسى أن فيه خصلة ميل للمغامرة والتسرع لا لشيء إلا لأنه إنسان.

الموضوع أعمق مما يتصور البعض وأبسط بنفس الوقت، فإدراك وتذكر أن الشريك إنسان قبل أن يدخل هذه الشراكة صعب جداً والتصرف على هذا الأساس أصعب، ولكن حالما اعتدنا هذا النهج من التفكير تصبح الأمور سهلة جداً وبسيطة على الطرفين.

فهو ليس مجرد زوج بل إنسان وأخ وصديق لأخرين قبل أن يعرفك سيدتي..

وهي ليست مجرد زوجة بل إنسانة وأختاً وصديقة لأخريات قبل أن تعرفك سيدي...

كتبها:

صفحة الموقع على الفيسبوك: