ما هي قصة مثل عادت حليمة لعادتها القديمة؟




يختلف العرب كثيراً حول قصة هذا المثل بالتحديد ، ومن هذه القصص:

الأولى (قصة شائعة لكن لا مصدر تأريخي واضحي لها) :
بأن حليمة هي زوجة حاتم الطائي الذي اشتهر بالكرم،كما اشتهرت هي بالبخل.

 كانت اذا ارادت ان تضع سمناً في الطبخ قللت منه واخذت الملعقة ترتجف في يدها . فاراد حاتم ان يعلمها الكرم فقال لها: ان الاقدمين كانوا يقولون ان المراة كلما وضعت ملعقة من السمن في طنجرة (حلة) الطبخ؛ زاد الله بعمرها يوماً. فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى صار طعامها طيباً وتعودت يدها على السخاء.

وشاء الله ان يفجعها بابنها الوحيد الذي كانت تحبه اكثر من نفسها. فجزعت حتى تمنت الموت. واخذت لذلك تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت. فقال الناس: (عادت حليمة الى عادتها القديمة.)

الثانية:
أن حليمة امرأة عربية فقيرة جداً ، فتح الله عليها وأصبحت ثرية وقررت تغيير نمط حياتها بالتحول لحياة الثراء.

لكنها ورغم سكون القصور والحصول على الخدم والحشم بقيت تمارس عادات الفقراء .. من الاستيقاظ صباحاً والاكتفاء بأقل الطعام والخروج للزرع وكذلك للحصول على الحليب من الماشية ... وبالتالي بقيت حليمة في عاداتها القديمة رغم تغير ظروفها.

يضرب المثل بالإنسان الذي تسكنه العادة ويرفض التخلص منها.

الثالثة:
وجد أهل الشام، القصة التي تؤصل وتفسر لهذا المثل في موروثهم الشعبي فقالوا: كانت الصغيرة حليمة؛ طفلة  لم تبلغ الحلم، وككل الصغار، فإن عندها عادة (تبليل) الفراش كل ليلة، إلا أنها ما لبثت أن شبّت، مما جعل الأهل يظنون أنها تركت عادتها القديمة، وصارت من أجمل الفتيات اللائي يتمناهن الأمير والفقير، إلا أن حليمة أحبت وسيما معوزا، وعملا بالقاعدة المعروفة في وسطها، أسرّت ذات يوم لأمها أن قد: (نضج البلح يا أماه)، فكان لها ما أرادت. ولما حضر موكب الزفاف، لم تخرج حليمة من حجرتها. استبطأها العريس وأهله، فلاذوا بأمها يسألون، عسى ألا تكون قد غيرت رأيها بابنهم الوسيم المملق، إلا أن الأم همست فيهم وهي تتلفت يمنة ويسرة وقالت: يا ناس.. لا تفضحونا.. (عادت حليمة لعادتها القديمة)..! 

الرابعة:
أهل الخليج في تسويغهم وتسويقهم لهذا المثل قالوا: (كانت هناك امرأة اسمها حليمة، تقوم كل يوم في الصباح، وتسرح بالغنم في الجبل.. وكانت كل ما وصلت قمة الجبل، صاحت بأعلى صوتها كأنها مجنونة، وتشتد في الصياح حتى يسمعها من في الوادي.. كانت تعمد إلى هذه الطريقة كل صباح يومياً لمدة شهرين، وكان الناس يسمعونها ويدعون لها، وهم يظنون أنها مجنونة، وبعد هذين الشهرين، تعبت حليمة من كثرة الصياح، ووقفت لمدة يومين. فرح الناس وارتاحوا من صياحها، ولما جاء اليوم الثالث، صعدت حليمة الجبل من جديد وصاحت، فسمعها واحد ممن كانوا في الوادي وقال للجماعة حوله: (ردت حليمة لعادتها القديمة).