ڤيتامين «جيم» .. والقدرة على امتصاص الحديد !




من المعروف علميا وطبيا ان «فيتامين جيم «  يساعد  على إمتصاص الحديد من «المصادر النباتية فقط»  مثل: الحبوب، والعدس، والخضار الورقية الخضراء، والفواكه المجففة، والمكسرات الغنية بمصدرالحديد غير الهيمي الذي يحمل الشحنة +3.
 وبالمقابل  لا يساعد  هذا الفيتامين -جيم -على إمتصاص الحديد من «المصادر الحيوانية» منه، كاللحوم والكبدة مثلا والتي تحتوي على الحديد الهيمي الذي يحمل الشحنة +2.

يعود دور فيتامين جيم في زيادة إمتصاص الحديد، من المصادر النباتية إلى قدرته على تحويل شحنة الحديد من المصادر النباتية من الشحنة +3 إلى الشحنة +2، ويمنع بالتالي أكسدته مما يجعله أكثر وفرة للجسم للإستفادة منه.

تعتمد قدرة فيتامين جيم على مساعدتنا في إمتصاص الحديد على وجود مثبطات إمتصاص الحديد - وهي عبارة عن مواد غذائية تعيق أو تمنع إمتصاص الحديد - مثل مادة الفايتيت الموجودة في بعض الخضار كالسبانخ، ومادة البوليفينول الموجودة في الشاي والقهوة، إضافة إلى الألياف الموجودة في نخالة القمح والأرز والبقوليات،  وعنصر الكالسيوم.

من الإجراءات الأفضل إتباعها هو شرب الشاي أو القهوة قبل أوبعد الوجبة الغذائية بساعة لأن مادة البوليفينول تعيق إمتصاص الحديد في الوجبة الغذائية بنحو 60%، إضافة إلى مراعاة الإعتدال في كمية الألياف الغذائية (المتواجدة في البقوليات والنخالة) والكالسيوم (المتواجد في اللبن والجميد والجبنة واللبنة مثلا)، في الوجبة الواحدة لأن الكمية المعتدلة تتيح لنا الإستفادة من إمتصاص الحديد بقدر يكفي إحتياج جسمنا، أما الكمية الكبيرة فهي تعيق عملية إستفادتنا من الحديد في الوجبة الغذائية.

غالبا ما نحتاج إلى تناول ما لا يقل عن 25 ملغم من فيتامين جيم من أجل زيادة إمتصاص الحديد من المصادر النباتية فقط. ويمكن تحقيق ذلك باستخدام عصير الليمون وشرحات الليمون والفلفل الأخضر في الوجبة مثلا، أو شرب نصف كوب من عصير البرتقال أو البندورة مع الوجبة، إضافة إلى تنويع إستخدام المصادر الغنية بفيتامين جيم في وجباتنا كإضافة البرتقال والفلفل والمانجو والكيوي والفراولة والملفوف والبقدونس والبندورة مثلا إلى وجبتنا الرئيسية أو الخفيفة.  

يوجد الحديد في غذائنا على شكلين: الحديد الهيمي وهو الحديد المتواجد في المصادر الحيوانية الغنية بالحديد كالكبدة واللحوم الحمراء و البيض والسمك والدجاج، والحديد غير الهيمي الموجود في المصادر النباتية مثل الخضار الورقية والبقوليات وفول الصويا، والحبوب الكاملة، والخبز المدعم بالحديد، ومجموعة من الفواكه المجففة كالبلح والتمر والتين والخوخ.

تختلف قدرة جسمنا على إمتصاص الحديد باختلاف شكله إذ تزيد كفاءة الإمتصاص بتناول المصادر الحيوانية منه فيستطيع جسمنا إمتصاص قرابة العشرين بالمئة من الحديد الهيمي من المصادر الحيوانية وخمسة إلى عشرة بالمئة فقط من الحديد غير الهيمي من المصادر النباتية.

يعتبر الحديد من معادن الجسم الأساسية وهو ضروري لتصنيع مادة هيموجلوبين الدم الموجودة في الكريات الحمراء والمسؤولة عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى بقية أعضاء الجسم، فعند استنزاف مخزون الحديد، يعجز نخاع عظمنا عن إنتاج عدد كاف من كريات الدم الحمراء بسبب نقص الحديد، ويحاول الجسم بالتالي  إبقاء نسبه الكريات الحمراء طبيعية في دمنا قدر الإمكان من خلال إنتاج كريات دم صغيرة الحجم وتحتوي على كمية أقل من الهيموجلوبين.

نقلاً عن صحيفة الرأي