‏إظهار الرسائل ذات التسميات معلومات عن الدماغ والعقل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات معلومات عن الدماغ والعقل. إظهار كافة الرسائل

الدوخة والدوار.. سبب مبرر للذعر والقلق؟


حين نصاب بالدوار قد نشعر وكأن الأرض قد انسحبت من تحت أقدامنا، وقد نفقد التوجه بالكامل ولا يعود لأجسامنا استقرار. الدوار والدوخة قد يُشعرانك بالقلق والذعر وبعدم الأمان، فهل هذا الشعور مبرر؟ وما الأمراض التي قد تسببهما؟


دوتشيه فيله - الشعور بالدوخة والدوار ليس مرضا مستقلا بحد ذاته، بل علامة تحذيرية من الدماغ وأحد أعراض أمراض مختلفة: بدءاً من تضرر الجهاز الدهليزي (وهو جزء من جهاز السمع)، مروراً بارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، وصولاً إلى أورام الدماغ والسرطان. كما أن فرق النشاط بين الأذن اليمنى واليسرى يحفز الدوخة ويسبب الدوار. وفي مثل هذه الحالات تصل إلى الدماغ إشارات مختلفة من كل جهة وهذا يجعلنا تشعر بالدوار، كما يقول الأطباء.

وقد يصاب أحدنا فجأة ومن دون سابق إنذار بنوبة دوار شديدة ويصبح غير قادر على الحركة والوقوف، كما حدث للألماني ماريو إيديه ابن التاسعة والعشرين الذي عايش هذه الحالة، ويقول واصفاً شعوره: "تشعر بالضياع عندما تفقد قدرتك على حركتك الطبيعية. كل شيء يهتز بشدة ولا تعود قادراً على موازنة خطواتك".

يجب في هذه الحالة مراجعة أطباء أخصائيين بالأعصاب والأذن والأنف والحنجرة. ماريو زار المستشفى طلباً للمساعدة. ويقول الطبيب كاي هيلينغ حول في هذا السياق: "أسباب الدوار متنوعة. فقد تكون بسبب اضطرابات في الدورة الدموية، أو اضطرابات في الرؤية، أو في وظائف الجهاز العصبي المحيطي. لكن في حالة الطوارئ، من المهم تحديد إن كان هناك ضرر في الأذن الداخلية أو في الجهاز الدهليزي، أو إن كانت هناك أضرار مركزية نتيجة سكتة دماغية."

الفحوصات العديدة التي أجريت على ماريو أظهرت أنه يعاني من التهاب في أعصاب التوازن التي توقفت عن إرسال الإشارات العصبية إلى الدماغ. ويعتقد الطبيب كاي هيلينغ أن السبب هو الفيروسات الهربسية التي استعادت نشاطها في جسمه، وكانت موجودة أصلا في الخلايا العصبية منذ فترة. وعندما تنشط هذه الفيروسات تسبب اضطرابات وظيفية مؤقتة.

ومن أجل التشخيص السليم يطرح الأطباء أسئلة على المريض عن كيفية شعوره، وما الذي يعاني منه أثناء بالدوار؟ ومتى تحدث نوبات الدوار وكم تدوم؟ وما هي الأعراض المصاحبة؟ وهل يحصل طنين في الأذن أو اضطراب في السمع؟ أو ألم في الرأس وحساسية تجاه الضوء؟ ويتبع ذلك الفحص البدني، وفي بعض الحالات يتم استخدام الأجهزة التقنية لفحص الأعضاء المختلفة بدقة أكبر. والهدف الأول للعلاج هو تخفيف الأعراض، ولذا يبقى المريض في المستشفى لعدة أيام. في البداية يُعطى جرعات من الكورتيزون لوقف الدوار والغثيان وإراحة الأعصاب.

الكثير من المرضى يعانون من الدوار، وعادة ما يترافق هذا مع شعور بالقلق ويصاب المريض بالذعر. فهل هذا الشعور مبرر؟ يقول البروفسور توماس ليمبيرت الأخصائي بعلم الأعصاب من مستشفى شلوسبارك في برلين إن هذا الشعور بالخوف "ليس مبرراً، لأن معظم أسباب الدوار غير ضارة. ربما واحد أو اثنين في المائة من أسباب الدوخة هي أمراض خطيرة. ولكن حالة الدوار والدوخة بحد ذاتها تجربة مخيفة".

أشياء سرية جدا يجب ان تعرفها عن عقلك الباطن



أخبار الآن - العقل الباطن ويسمى أيضاً العقل اللاواعي، واللاشعور، هو مفهوم يشير إلى مجموعة من العناصر التي تتألف منها الشخصية، بعضها قد يعيه الفرد كجزء من تكوينه، والبعض الآخر يبقى بمنأى كلي عن الوعي. وهناك اختلاف بين المدارس الفكرية بشأن تحديد هذا المفهوم على وجه الدقة والقطعية، إلا أن العقل الباطن على الإجمال هو كناية عن مخزن للاختبارات المترسبة بفعل القمع النفسي، فهي لا تصل إلى الذاكرة. ويحتوي العقل الباطن على المحركات والمحفزات الداخلية للسلوك، كما أنه مقر الطاقة الغريزية الجنسية والنفسية بالإضافة إلى الخبرات المكبوتة. ونسرد لكم بعض الاسرار حول العقل الباطن.

1 - التصرفات العفوية: يظن كثير من الناس ان التصرفات العفوية التى تنبع من الانسان ما هى الا نتاج الحياة و البيئة التى عاش بها او انها امورا تصادفة فى حياته اليومية لذا يقوم بها بدون اى تفكير و لكن الحقيقة الواقعة ان العقل الباطن هو المسئول عن اى تصرف يقوم به الانسان دون ان يفكر فيه فمثلا اذا كنت جائعا لا تفكر انا جائع يجب ان اذهب لابتاع شطيرة بل انك على الفور تذهب لتحضر شيئا تاكلة او حتى اذا كنت عطشان فانت لا تفكر انا عطشان يجب ان احضر الماء لاشرب بل انت تذهب مباشرة لتشرب . بالطبع ليست قوة العقل الباطن تتمثل فقط فى اتخاذ القرارات على الامور البيولوجية لدى الانسان بل انه يعد اكثر قوة من العقل الواعى لانه يقول لك ماذا تفعل دون ان تفكر بالامر .

2 - التفكير الايجابى و التفكير السلبى: كثير من الناس بالرغم من محاولاتهم العديدة للتفكير بشكل ايجابى الا انهم يفشلون فى نهاية الامر بالرغم من كونهم يعرفون جيدا كم ان التفكير الايجابى هام جدا للعيش حياة سعيدة ويرجع السبب فى ذلك لان التفكير بشكل ايجابى او بشكل سلبى لا يرجع الى العقل الواعى انما يرجع الى العقل الباطن الذى يختزن المشاعر السلبية و الايجابية لدى الانسان و الخبرات التى تعرض لها و من ثم يتخذ القرارات اللاواعية التى تجعل الانسان يفكر بشكل ايجابى او سلبى لذا تكمن دوما النصيحة للتفكير بشكل ايجابى و التغلب على التفكير السلبى هى ان يقوم الانسان بهويات و اشياء يحبها و تسعده مما يجعل لدى العقل الباطن مخزونا من الخبرات الايجابية التى تجعله يعكسها على التصرفات اليومية لدى الانسان .

3 - الذاكرة: انتشرت مؤخرا نصيحة بين الناس خاصة الطلاب و هى ان يقوموا بالمذاكرة قبل النوم حتى يحفظوا المعلومات التى قاموا بمذاكرتها و تعد هذه الطريقة للحفظ و الدراسة سليمة نوعا ما لانها تنشط العقل الباطن نعم العقل الباطن لانه هو المسئول عن حفظ كل ما يراه الانسان او يسمعة او يقرأة كما انه يخزن الذكريات السعيدة و الغير سارة التى يتعرض لها الانسان لذا فان رده الفعل الفورية تاتى مباشرة من العقل الباطن لانه يستخرج المواقف الشبيهة التى تعرض الانسان لها و يبدأ فى تحليل الموقف و التصرف على هذا الاساس .

و هذا ايضا يعنى ان شعور الانسان بالسعادة او بالحزن لتعرضه الى مواقف معينة لا ينبع من العقل الواعى و انما من العقل الباطن فمثلا اذا رايت امامك طفلا يبكى فانك تحزن دون ان تفكر ماذا ليس فقط لان الامر محزن بل لان عقلك الباطن استخرج شعورك و انت فى نفس الموقف تبكى و ليس هذا فقط فان معالجة العقل الباطن للذكريات و احتفاظه بكل المعلومات التى تعرض لها الانسان تجعله ايضا هو المسئول عن كونك تحب شخصا او تكرهه من اول نظرة اليه دون ان تتعامل معه على الاطلاق.

4 - الاجتذاب: قانون الجذب و التواصل قد يبدو معقدا بعض الشىء و لكنه قد يتلخص عندما يرى عقلك الباطن انك تمر بشيئا ايجابيا فانه يتواصل مع العقل الواعى و يجعله يتصرف وفقا للشعور الايجابى الذى اختزنه العقل الباطن قد يراها البعض شيئا قريبا من الحدس و لكنه فى الحقيقة كما قلنا من قبل ان العقل الباطن مركز المعلومات و يمكن ان نشبهه بالكمبيوتر المركزى الذى يتحكم فى جميع الاجهزة وفقا الى المعلومات الموجودة لديه لذا اذا مثلا رايت اعلانا عن عملا ما فانك تذهب لتسجل نفسك او تعرض عن الامر بسبب ان عقلك الباطن وجد فى المعلومات المخزنه لديك ان العمل شيئا ايجابيا او سلبيا ثم اصدر امرا للعقل الواعى لديك لتقوم بالتصرف حيال الامر ايجابيا او سلبيا ان تتقدم للوظيفة او لا تفكر بشأنها على الاطلاق . لذا قد يمكننا ان نقول ان العقل الباطن لديه القوة ليجعل المرء يصبح من اغنى الاغنياء او افقر الفقراء و من هذه النقطة يمكنك انت ان تتحكم فى عقلك الباطن و توجه قوته للاشياء الايجابية و بما ان العقل الباطن يتلقى المعلومات ثم يتصرف على اساسها فعليك ان تعرض نفسك الى الخبرات الايجابية و المعلومات التى تفيدك نحو حياة افضل ليكون لدى عقلك الباطن معلومات ايجابية يتصرف على اساسها . 

5 - انا الافضل: كثير من الاطباء النفسيين يقولون لكى يكتسب الانسان الثقة بنفسه و يبدأ بالتصرف بشكل ايجابى حيال نفسه عليه ان يكرر دوما ويؤكد لنفسه انا الافضل اننى جيد و ما الى هذه من عبارات ايجابية لدى الانسان لان بتلك العبارات و التاكيدات الايجابية التى يذكر الانسان نفسه بها يمكنه الوصول الى عقله الباطن و يبدأ بالتحكم فيه و يغير من طريقه حله لامور فاذا اردت ان تستغل قوة العقل الباطن الغير متناهية عليك ان تستمر بتذكير نفسك بايجابيات العمل الذى تقوم به و انه سيوصلك الى الهدف الذى تطمح اليه فذلك وحده سوف يجعلك اكثر حماسا للقيام بعملك و لن تحاول المماطلة للقيام به و سيطلق طاقة سحرية تنبع من عقلك الباطن لتغير حياتك باكملها .

فى النهاية احب ان اؤكد على ان العقل الباطن هو من يسيطر على العقل الواعى و ان العقل الباطن هو المسيطر على التصرفات الايجابية و السلبية و انه يمتلك قوة لانهائية و يمكنها ان تسير حياتك نحو الافضل او تجعلك فى اسوأ مكان لم ترغب بالوصول اليه والسبيل الوحيد ان تتحكم ب العقل الباطن هى ان تعرض نفسك الى المزيد من الخبرات الايجابية فى الحياة و ان تذكر نفسك دوما بالامور الايجابية التى تمر فى حياتك و ان ما تقوم به سيوصلك الى حياة افضل لذا كن متفائلا دوما حتى تسيطر على عقلك الباطن و تحظى بحياة افضل بفضل قوة عقلك الباطن . 

القدرات الذهنية تتغير بتغير فصول السنة



روسيا اليوم - يؤكد العلماء ان قدرات بعض وظائف الدماغ مرتبطة بتغير فصول السنة.

وقد درس علماء جامعة لييج الفرنسية تأثير تغير فصول السنة في قدرات ونشاط وظائف الدماغ، حيث لم يكن الباحثون والعلماء ليعيروا هذه المسألة الأهمية المطلوبة.

رأست الباحثة كريستيل ميير من الجامعة الفريق العلمي الذي أجرى هذه الدراسة العلمية بمشاركة 28 متطوعا لتحديد قدراتهم الذهنية تبعاً لفصول السنة: الشتاء والربيع والصيف والخريف.

وكان المشتركون في الدراسة يقضون في كل فصل 4.5 يوماً في المختبر، حيث كان يقطع اتصالهم بالعالم الخارجي تماما. وإثر هذا كانوا يخضعون لاختبارين بغية تحديد مستوى انتباههم وهدفهم، مع تحديد نشاط دماغهم بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي. فلم تتأثر النتائج بالفصل أيّهُ من فصول السنة، ولكن قدرات الدماغ اللازمة لاجتياز هذه الاختبارات كانت مختلفة.

فنشاط الدماغ المرتبط بثبات الاهتمام كان أعلى في شهر يونيو/حزيران خلال فترة الانقلاب الشمسي، في حين كان الأوطأ في فترة الانقلاب الشمسي الشتائي. أما الذاكرة فكانت لفترة قصيرة أعلى في الخريف وأخفض أيام تساوي الليل والنهار في الربيع.

اكتشاف لغز الحاسّة السادسة ... علمياً



أخبار الآن - يمر الانسان بفترات عصيبة في حياته، ويختبرضغوطات عديدة، الأمر الذي يؤدي الى التوتر والهلع الذي يبدو في بادئ الأمر شيئاً سلبياً ولكن كشفت دراسة حديثة أن هذا التوتر له فوائد جديدة غير متوقعة. 

اذ أكدت دراسة فرنسية أن دماغ الانسان يتأثر بشكل مباشر ويبذل المزيد من الجهد عندما يشعر بوجود خطر ما يهدده أو يهدد حياته، ولأول مرة اكتشف الباحثون أن مناطق معينة في الدماغ توجد بها أعصاب مسؤولة عما يدعى "الحاسة السادسة" التي لا يؤمن بها البعض، وهذه الحاسة مسؤولة عن ترقب وقوع مكروه وترصده قبل حدوثه ب200 جزء من الثانية، قد لايبدو الوقت كافياً لاتخاذ الاجراءات الاحتياطية!


ولاحظ الباحثون أيضاً أن الأشخاص شديدي التوتر تختلف عندهم مناطق رصد المخاطر عن أولئك ذوي الأعصاب الهادئة، ويتجاوبون معها بطريقة مغايرة عن طريق تحديد نوع الخطر بعكس الفئة الأخرى التي تحدد المخاطر عن طريق تعابير الوجه، ولكن يؤكد الباحثون أنه يجب معرفة كيفية السيطرة على تلك المشاعر المحبطة أحياناً وجعلها مشاعر ايجابية لتأمين الاسترخاء، وهنا يجب الاعتماد على أساليب عدة للتخفيف من حدة التوتر وتأثيره السلبي على حياة الانسان اليومية. 

ومن احدى طرق تأمين الاسترخاء، الاستماع الى موسيقا هادئة واللجوء الى التدليك والتنويم المغناطيسي والسباحة ربما. 

هل نتحكم في أدمغتنا أم تتحكم هي بنا؟


ربما لا تفسر التجارب الخاصة بالإرادة الحرة ما إذا كنّا مسؤولين عن مصائرنا، لكنها قد تكشف مع ذلك – كما يرى الكاتب توم ستافورد - مدى محدودية ما نعلمه بشأن عقولنا.

ربما تكون التجربة التي أجراها العالم بنجامين ليبت عام 1983هي الأكثر شهرة في علم الأعصاب. فحينذاك، أثار ليبت الجدل بعدما أظهر أن إحساسنا بأن لدينا إرادة حرة قد يكون ضربا من الوهم، وهو جدل لم يلبث أن تصاعد منذ ذلك الحين.
وقد كان لتلك التجربة ثلاثة مكونات رئيسية: الاختيار، وأداة لقياس نشاط المخ، وساعة لمعرفة الوقت.

عنصر الاختيار كان يتمثل في أن يقرر المرء المشارك في هذه التجربة ما إذا كان سيحرك ذراعه اليمنى أو اليسرى.

وبموجب التصميم الأصلي للتجربة، كان بوسع المرء الاختيار عبر تحريك معصم هذه الذراع أو تلك، لكن في تصميمات أخرى كان يمكن له رفع أصبع ما في الذراع الذي وقع اختياره عليها.

وقد طُلب من المشاركين في التجربة "السماح لرغبتهم (في التحرك) بالظهور من تلقاء نفسها وقتما شاءت دون أي تخطيط مسبق أو تركيز في توقيت الإقدام على هذا التصرف".

ويتم تحديد الوقت الذي تحرك فيه المرء بدقة من خلال استشعار حركة عضلات ذراعه.

أما قياس النشاط الدماغي فيتم عبر أقطاب كهربائية مثبتة على فروة الرأس. وعندما توضع هذه الأقطاب فوق ما يُعرف بالقشرة الحركية للمخ (والتي تقع تقريبا على طول منتصف الرأس)، تتباين الإشارة الكهربائية الصادرة من الجانبين الأيمن والأيسر من الدماغ، عندما يعكف المرء على اختيار هذا الجانب أو ذاك، وبدء تنفيذ ذلك الاختيار.

أما الساعة فقد صُممت بشكل خاص يتيح الفرصة للمشاركين في التجربة لتحديد توقيت التغيرات التي تطرأ على أوضاع أجسادهم، حتى لو لم يتعد الفارق بين هذه التغيرات جزءا من الثانية.

وعلى وجه هذه الساعة – أو سطحها – توجد نقطة واحدة تُكْمِلُ دورة كاملة كل 2.56 ثانية، مما يعني أن تحديدك لموقعها في أي لحظة يعني في الوقت ذاته تحديد توقيت حدوث تغير ما كذلك.

إذا ما افترضنا أن بوسعك تحديد ذلك الموقع بدقة لا تتجاوز نسبة الخطأ فيها زاوية قدرها خمس درجات عن الموقع الصحيح، فإن ذلك يعني أنه بإمكانك استخدام الساعة لتحديد التوقيت بدقة تصل إلى 36 مللي ثانية، أي 36 من الألف من الثانية.

وبالاستعانة بهذه المكونات، قاس ليبت مؤشرا حيويا إضافيا آخر. فقد طلب من المشاركين في التجربة، أن يستعينوا بالساعة لكي يحددوا بدقة الوقت الذي اتخذوا فيه قرارهم الخاص بتحريك هذا الجانب أو ذاك.

ومنذ عقود، يدرك المتخصصون في علم وظائف الأعضاء أنك عندما تقرر التحرك على نحو ما، يطرأ تغير على وتيرة الإشارات الكهربائية في دماغك قبل جزء من الثانية من إقدامك بالفعل على الحركة.

ولذا ففي تجربة ليبت، مثّل ذاك الجزء من الثانية تغيرا جديرا بالثقة يمكن رصده بواسطة الأقطاب الكهربائية المثبتة فوق فروة رأس كل من المشاركين فيها.

لكن النتيجة المفاجئة على نحو مدوٍ نجمت عن تحديد هؤلاء للحظة اتخاذ كل منهم قراره بالتحرك. فقد تبين أن هذه اللحظة تقع في الفترة ما بين تغير الإشارات الكهربائية في الدماغ، وحدوث الحركة بالفعل.

ويعني ذلك، بيقين مشابه ليقيننا بأن السبب دائما ما يسبق النتيجة، أن توقيت شعور المرء بأنه اتخذ قرارا بتحريك شيء ما، لا يمكن أن يشكل تحديدا دقيقا - من الوجهة الزمنية - لتوقيت حدوث العامل الذي سبّب هذه الحركة، أيا ما كان هذا العامل.

وأظهرت القياسات التي تم إجراؤها باستخدام الأقطاب الكهربائية أن القرار كان قد اتُخذ بالفعل – بشكل ما – قبل لحظة إدراك المشارك في التجربة أنه اتخذه، إذ أن إشارات المخ كانت تتغير قبل أن يشعر المشارك في البحث بأنه اتخذ القرار الخاص بالحركة.

وهنا ثارت أسئلة من قبيل: هل اتخذت أدمغة المشاركين القرار؟ وهل شعور المرء بأنه أقدم على اختيار ما ليس إلا وهما؟ ومنذ ذلك الحين لا يزال الجدل محتدما في هذا الشأن.


ورغم أن ما يمكن مناقشته بخصوص مسألة الإرادة الحرة وعلاقتها بعلم الأعصاب يتجاوز مجرد الحديث عن هذه التجربة بعينها، فإن بساطتها سمحت لها بالاستحواذ على مخيلة الكثيرين، سواء من يرون أن وضعنا ككائنات بيولوجية يفرض قيودا على إرادتنا الحرة، أو من يرون أن تلك الإرادة الحرة نجحت في النجاة بنفسها من التحدي الناجم عن كون عقولنا جزءا لا يتجزأ من أدمغتنا البيولوجية.
ويعود جانب من الجاذبية التي تتمتع بها تجربة ليبت إلى بديهيتين متفشيتيّن بشكل واسع نُكِنُهما بشأن عقولنا. وبدون وجودهما لم تكن تلك التجربة ستبدو مثيرة للاستغراب والدهشة إلى هذا الحد.

وتتمثل البديهية الأولى في شعورنا بأن لعقولنا كينونة منفصلة عن ذواتنا المادية والجسمانية، في إطار ما يُعرف بنظرية ثنائية الإنسان التي تقول إنه مؤلفٌ من كيانين متميزين، الجسد والعقل.

وتدفعنا هذه النظرية للاعتقاد بأن العقل ما هو إلا بقعة ذات طابع نقي معنوي مجرد، لا تخضع للقيود التي يفرضها علينا تركيبنا البيولوجي.

لكن هذا الوهم سينهار تماما، إذا ما أمعن المرء التفكير للحظة واحدة في أخر مرة انتابه فيها الغضب بسبب شعوره بالجوع. لكن بوسعي القول إن مثل هذه الرؤية لا تزال قائمة في تفكيرنا. وإلا لماذا نشعر بالدهشة على أقل تقدير إزاء إمكانية وجود آليات وتفاعلات عصبية متعلقة بأمور ذات طبيعة ذهنية؟

فإذا كنّا نؤمن بحق، ومن صميم قلوبنا، بأن العقل – كمفهوم ذهني - يقع بداخل الدماغ، كمكان ذي طبيعة بيولوجية، فسندرك أنه يتعين أن يكون لكل تغير ذهني تغير مماثل له ومنسجم معه في الدماغ.

أما البديهية الثانية، التي تجعلنا نشعر بالدهشة إزاء ما كشفت عنه تجربة بنجامين ليبت، فتتمثل في اعتقادنا بأننا على دراية بطبيعة عقولنا. وهو اعتقاد مؤداه أن تجربتنا الشخصية بشأن اتخاذ القرارات تشكل ما يمكن اعتباره إفادة دقيقة توضح كيف جرى هذا الأمر بالفعل.

وهنا يمكن القول إن العقل يبدو أشبه بآلة، يمكن أن نبقى متجاهلين – وبطيب خاطر - لكيفية عملها طالما ظلت تعمل بكفاءة.

ولا يتغير ذلك سوى عندما تحدث الأخطاء أو تظهر التناقضات، فحينها ننجر إلى أن نلقي نظرة على تفاصيل هذه الآلة، أو بعبارة أخرى نمعن النظر في ما يجري بداخل عقولنا، لنطرح أسئلة من قبيل: لماذا لم ألحظ وجود ذلك المخرج؟ أو كيف نسيت اسم هذا الشخص؟ أو لماذا ينتاب المرء الشعور بأنه اتخذ قرارا ما، بعد حدوث التغيرات المتصلة بهذا الأمر بداخل الدماغ بالفعل؟


وعلى كل الأحوال، ما من سبب يدعو للاعتقاد بأن بوسعنا أن نقدم إفادات جديرة بالثقة بشأن مختلف جوانب عقولنا.

في واقع الأمر، يقدم لنا علم النفس الكثير من الأمثلة بشأن المواقف التي كثيرا ما ندرك الأمور في إطارها على نحو خاطئ.

ويمكن القول إن الشعور باتخاذ القرار، في إطار تجربة ليبت، ربما لم يكن سوى وهم محض، وقد تكون القرارات الحقيقية تُتخذ بالفعل من "قبل أدمغتنا" بطريقة أو أخرى، أو ربما يكون الأمر لا يعدو أن الشعور الخاص باتخاذ القرار يصل إلينا متأخرا عن لحظة إقدامنا على ذلك بالفعل.

لكن مجرد ارتكابنا أخطاء فيما يتعلق بتحديد التوقيت الذي نتخذ فيه قراراتنا، لا يعني أننا لسنا مشاركين - وبشكل وثيق - في عملية اتخاذ هذه القرارات، على أي نحو ملموس.
وفي كل عام، يُكتب المزيد عن تجربة ليبت، بل إنها أدت لنشوء مجال بحثي مزدهر يشهد إجراء دراسات مفصلة حول العلاقة بين علم الأعصاب والإرادة الحرة للإنسان.

كما أن هناك العديد من الانتقادات والآراء المُفْنِدة لما جاء في تجربة ليبت، في ظل جدل محتدم حول ما إذا كانت هذه التجربة ذات صلة بالفعل بحرية الإنسان في اتخاذ قراراته في حياته اليومية، وكيف يمكن أن يكون لها مثل هذه الصلة.

فقد تعين حتى على أنصار أفكار ليبت، الإقرار بأن الموقف الذي استخدمه في تجربته، ربما يكون مصطنعا بشكل يجعله بعيدا للغاية عن أن يمثل نموذجا قادرا على أن يعكس الخيارات والقرارات التي نتخذها في حياتنا اليومية.

لكن التجربة الأساسية التي أجراها ليبت لا تزال تُحدِثُ نقاشات وتثير أفكارا جديدة حول كيف تجد حريتنا أصولا وجذورا لها في داخل أدمغتنا.


ويعود ذلك - من وجهة نظري - إلى الكيفية التي ساعدتنا هذه التجربة من خلالها على مواجهة ما لدينا من بديهيات، بشأن الطريقة التي تعمل بها عقولنا، وكذلك كونها قد ساعدتنا على إدراك أن الأمور أكثر تعقيدا مما نتصور نحن على نحو غريزي.

المصدر: بي بي سي العربية
تابعنا على الفيسبوك  :


تابعنا على تويتر:

فحص بسيط لمعرفة سلامة دماغك



البيان.نت - هل تعلم بأنك تستطيع التأكد من صحتك الدماغية بعملية بسيطة؟ تظهر دراسة جديدة بأنه يمكن قياس السلامة الدماغية عن طريق اختبار بسيط يكمن في الوقوف لعشرين ثانية على قدم واحدة.

هل يمكن توظيف النوم في عملية التعلم؟



الشرق الأوسط أون لاين - قد يبدو الاستماع إلى أشرطة المراجعة أثناء النوم وكأنه تكتيك لمراجعة يائسة بعض الشيء. ولكن وجد العلماء أدلة على أنها ربما لا تكون فكرة سيئة.