‏إظهار الرسائل ذات التسميات عبدالله علي المسيّان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عبدالله علي المسيّان. إظهار كافة الرسائل

تورشيللي مخترع البارومتر


عبدالله علي المسيّان  - لو استعرضت أهم علماء الفيزياء والرياضيات عبر التاريخ. جاليلو ونيوتن وأينشتاين ستجد ان أعمارهم طويلة إلى حد ما. عاشوا سنوات طويلة.

المتوسط العمري لهم سبعين سنة. أي ان امتداد حياتهم لعمر طويل نسبياً اسهم في تحقيقهم لإنجازات أفادت البشرية جمعاء. اما إيفانجيلستا تورشيللي يعتبر ربما أصغر فيزيائي ورياضياتي يحقق إنجازات علمية في عمر قصير.

فتورشيللي الذي عاش 39 سنة فقط استطاع مثلاً ان يخترع جهاز البارومتر. والبارومتر مقياس الضغط الجوي وهو جهاز لقياس الضغط الجوي. تستخدمه مراكز الأرصاد الجوية البارومتر لمعرفة التغيرات في ضغط الهواء.

وكثيرا ما تعني هذه التغيرات أن الطقس سيتغير. ويمكن استخدام البارومتر أيضا لقياس الارتفاعات المختلفة حيث يقل الضغط الجوي كلما زاد الارتفاع.

صحيح أن اختراع تورشيللي للبارومتر كان اختراعاً أولياً. نسخة اولية للاختراع. بمعنى أن العلماء الذين جاءوا بعده ادخلوا تعديلات على شكل وطريقة عمل البارومتر.

بارومتر العصر الحديث مختلف عن بارومتر تورشيللي. بارومتر تورشيللي يقيس الضغط بالزئبق.

بارومتر العصر الحديث يقيس الضغط الجوي بوحدة تسمى البار والتي بدورها تنقسم إلى ألف مليبار. ومع هذه الاختلافات بين البارومتر القديم والحديث يبقى اختراع تورشيللي اختراعاً عظيماً والعلماء الذين اتوا بعده لم يأتوا باختراع جديد إنما طوروا اختراعه وهذا مايحسب له.

وهذا شيء طبيعي. الاختراعات تتطور ولكن الفضل يعود لصاحب الاختراع. هل شكل السيارة أو الطائرة أو القطار الآن مماثل لأشكالها أول ما اخترعت. لاطبعاً فقد كانت بدائية جداً. ولكنها تطورت مع السنين والفضل الاولي يعود لمخترعيها الأوائل.

لم تنتهِ إنجازات تورشيللي عند هذا الحد. فاستطاع صقل العدسات لتلسكوبه الخاص وأدخل تطويرات على التلسكوبات والمجاهر (الميكروسكوبات).

ولأن انجازاته وتجاربه العلمية استرعت انتباه العالم الشهير جاليليو فلذا عينه جاليلو مساعدا شخصيا له في فلورنسا في منتصف القرن السابع عشر. ثم خلفه أستاذا للرياضيات والفلسفة في جامعة فلورنسا.

ولأن عمره إذا قيس بأعمار علماء الفيزياء العظام يعتبر قصير نسبياً فقد مات تورشيللي دون أن يتوصل الى ايجاد (الفراغ التام.. والكامل).



سيبويه اعظم نحوي في التاريخ !




عبدالله علي المسيّان - سيبقى سيبويه اعظم نحوي في التاريخ .. لم يجيء حتى الان منذ ان مات قبل اكثر من 1200 سنة عالم بارع في النحو مثله .. سيبويه يستحق لقب اعظم نحوي في التاريخ لانه انسان فارسي الاصل وكان يعاني من ثقل في لسانه ومع ذلك يأتِ من احدى قرى فارس ليعلم أمة كاملة وعبر قرون متعددة لغتها الأم  .. وعندما نقول اللغة العربية فنحن لانتكلم عن لغة سهلة بل نتكلم عن لغة شاقة وصعبة وتعد اللغة الاصعب في العالم من جهة عدد القواعد .. لاتوجد لغة في العالم فيها هذا الكم الهائل من القواعد الفاعل والمفعول به والمفعول المطلق والمبتدا والخبر وكان واخواتها وإن واخواتها وقواعد أخرى كثيرة.

عندما نستعرض قائمة عظماء النحوفي التاريخ ستجد على رأس تلك القائمة الفراهيدي والاصمعي ويونس بن حبيب والكسائي لاشك في أنهم علماء كبار وفطاحلة في النحو .. لكنهم ايضاً عرب اصليين .. اي ولدوا والسنتهم عربية وهذا ما سهّل من مهمتهم.
اما سيبويه فمهمته كانت صعبة وهذا مايحسب له.


وعندما رحل سيبويه من بلده الاصلي فارس لكي يتعلم ذهب مباشرة الى البصرة .. ليس بسبب القرب الجغرافي فقط بل لان البصرة اشبه الان بامريكا .. فجامعات امريكا هي الافضل في العالم حسب التصنيفات والبصرة في وقتها كانت هي افضل مكان لمن اراد ان يتعلم .. المساجد مليئة بالدروس العلمية المتخصصة .. حلقات فقه وحديث وتفسير ونحو وادب وعلوم اخرى كثيرة.


ومن الطبيعي ان يجيء اليها سيبويه .. وقد لا يعلم الكثيرون ان سيبويه في البداية كان يدرس الحديث .. ولم يكن له علاقة بالنحو لا من قريب ولا من بعيد.. وفي احد الايام وبينما هو يقرأ أحد الاحاديث النبوية اخطأ في نطق كلمة فبدلاً من ان ينطقها بالفتح نطقها بالضم .. هذا الخطأ البسيط في مقياسنا نحن العظيم في مقياس سيبويه ادى الى قرار تاريخي ومفصلي .. 


ما هو ؟ ..


قرر سيبويه بسبب هذا الغلطة النحوية ان يترك علم الحديث وقرر أيضاً ان يغير تخصصه من الحديث الى النحو .. وأطلق تحدياً بعد غلطته مباشرة هذا التحدي يتضمن عزمه على تعلم النحو بشكل يمنعه من الخطأ في نطق اي كلمة في المستقبل.


عندما تقرأ سيرة سيبويه ستجد انه مليء بعدد كبير من الصفات .. وسيم .. أنيق .. نظيف .. ذكي .. خلوق .. الخ.


لكن اهم صفتين في شخصية سيبويه ولايمكن أن تمر هاتين الصفتين على أي قارىء لسيرته دون ان يلحظهما وهما صفتا الطموح والارادة.


سيبويه لم يكن طموحاً عاديا ولم يكن صاحب ارادة عادية.


لو كان سيبويه كذلك لبقي يدرس الحديث ولم يلتفت إلى الخطا البسيط .. أو ربما يعمل على تصحيح الخطا النحوي الذي وقع فيه دون ان يترك تعلم الحديث فيتعلم مثلا ان المبتدا مرفوع والخبر منصوب ويكتفي بذلك .. ولكن سيبويه كان لديه طموح وارادة تفوق الوصف ارادة وطموح جعلته لايكتفي بتعلم النحو بل بأن يكون النحوي الاعظم في عصره والى الان.


وصدق الشاعر المتنبي عندما قال ..


اذا غامرت في شرفٍ مروم *** فلا تقنع بما دون النجوم


 وسيبويه كان مصمما ان يبلغ القمة في النحو .. ان يصبح الاول في النحو .. ان يصبح المرجع الاول في النحو .. ان يتقن النحو اتقانا تاما .. وهذا ما حصل واكثر .. بل ان اسمه بقي مخلدا اكثر من الف سنة .. فاذا ذكر اسم سيبويه ذكر النحو واذا ذكر النحو ذكر سيبويه .. بل اكبر من ذلك فقد اصبح اسم سيبويه يضرب لكل من ألّم بالنحو ولو كان الماما بسيطا.


وعندما اراد سيبويه ان يتعلم النحو اراد ان يبدأ من الصفر .. ولانه اراد ان يتعلم النحو على اصوله ذهب ليتعلم النحو على يد عمالقة النحو في عصره .. فلم يذهب لاي مدرس نحو .. لا .. بل ذهب الى العمالقة .. ذهب الى عبقري اللغة الخليل بن احمد الفراهيدي وتعلم منه الشيء الكثير في قواعد النحو .. واستفاد منه استفادة عظمى .. وكان الاستاذ رقم واحد لسيبويه .. 


وهناك استاذة كبار اخرين لسيبويه مثل يونس بن حبيب فقد استفاد منه .. واستفاد ايضاً من علماء اخرين لكن الخليل الفراهيدي كان الابرز وكان سيبويه اكثر التصاقاً به.


ولم يكتفِ سيبويه بهذه الخطوة .. فالتعلم على ايدي العلماء الكبار في النحو خطوة مهمة .. ولكن لابد من خطوات اخرى .. فذهب الى الصحراء ليتعلم اللغة على اصولها وليسمع اللغة بشكل شفوي من افواه فصحاء القبائل العربية.


كما ان سيبويه اتبع منهج الاستقراء في تعلم النحو وبعد ذلك في تأليف كتاب عن النحو .. فجمع كلام العرب من شعر ونثر وخطب وقام بتحليلها وتوصل حينئذٍ إلى القواعد النحوية .. فعرف مثلاً من خلال اتباع منهج الاستقراء ان العرب يرفعون الفاعل وينصبون المفعول به .. وهكذا إلى غيرها من القواعد النحوية.


ثم أتت الخطوة الاهم في تاريخ سيبويه وهي تأليف كتاب عن النحو ..


لاحظوا المسار العلمي لسيبويه .. من انسان يخطىء في النحو إلى انسان يعلّم الملايين النحو .. مات سيبويه من اكثر من الف سنة ومازال الناس يتعلمون منه قواعد اللغة العربية عبر كتابه العظيم "الكتاب".


قمة الطموح وقمة الارادة.


وبعد ان فرغ سيبويه من تعلم النحو وبعد ان اتقنه اتقانا تاما وبعد ان عرف قواعد اللغة قاعدة قاعدة قرر أن يجمع كل ما تعلمه في النحو في كتابه العظيم "الكتاب" ليؤلف اعظم كتاب نحو حتى الان وهو أول كتاب نحو يؤلف بشكل منهجي منظم ولم يستطع اي عالم نحو ان يؤلف مثل كتاب سيبويه حتى الان رغم مرور أكثر من الف سنة على تاليف كتاب الكتاب ولايوجد كتاب نحو واحد ألّف بعد ذلك لم يرجع فيه مؤلفه إلى كتاب سيبويه. 


الّف سيبويه الكتاب وهو اول كتاب نحو يؤلف في التاريخ وجمع فيه سيبويه كل قواعد اللغة العربية عبر الف صفحة ووضع فيه الف وخمسين بيتاً من الشعر كامثلة لشرح القواعد النحوية.


ومن عظمة كتاب سيبويه "الكتاب" ان من قرأه وفهمه لم يكن بحاجة إلى كتاب نحو آخر بل يكفيه كتاب سيببويه بخلاف الكتب الاخرى .. بل ان احد العلماء قال من اراد ان يؤلف كتاباً مثل كتاب سيويه فليستحي.



ويكفي لعظمة هذا الكتاب ان أطلق عليه اسم "قرآن النحو" .. ولم يطلق هذا الاسم على أي كتاب آخر.


وكما أن كتاب سيبويه أحدث ما يشبه ثورة علمية في العصر العباسي لأنه أول كتاب نحو في التاريخ فإنه أيضاً أصاب التأليف النحوي بالشلل .. فكلما من جاء بعده لم يأتِ بشيء جديد ولم يؤلف كتاباً مغايراً وأقصى ما يقوم أفضل عالم ممن جاء بعده أن يشرح كتاب سيبويه ولايتجاوز هذه النقطة.


وبعد كل هذا فإن سيبويه اعظم نحوي في التاريخ واحد أهم من بنوا النحو العربي وزعيم المدرسة البصرية في النحو وصاحب اعظم كتاب نحوي في التاريخ لم يعش أكثر من اربعين سنة ويقال أنه عاش أقل من اربعين سنة حتى انه مات قبل ان يسمّي كتابه ومع ذلك صنع كل هذه العظمة العلمية.


فكيف لو عاش اكثر ؟.


هذه إحدى مساهمات الزوار، ساهم معنا .. اضغط هنا

طرفة بن العبد .. الموهبة أولاً !



عبدالله علي المسيّان - صحيح أن البيئة تؤثر في الإنسان .. ولكنها لاتصنع منه إنساناً له قيمة ما لم يكن هو يمتلك القدرات والإرادة .. طرفة بن العبد هو أشهر مثال لذلك .. عاش في بيئة محاطة بالشعراء .. فأبوه وجده وأعمامه كانوا شعراء .. وخاله الشهير بالمتلمس كان شاعرا أيضاً .. ولكن لو لم يكن طرفة بن العبد إنساناً موهوباً بالدرجة الاولى لما أثرت فيه هذه البيئة بشكل كبير .. فلو كان طرفة محاطاً بألف شاعر .. ولكنه خالي من الموهبة لما وصل إلى ما وصل إليه .. نعم سيصبح شاعراً ولكن ليس شاعراً كاملاً .. بل .. نصف شاعر .. ربع شاعر .. شاعر إلا ربع ..

ولو نفرض .. ان إنسان كان يعيش في بيت يمتاز بجمال الصوت .. فالأب والأم أصواتهم جميلة .. واخوه واخته لديهم أيضاً أصوات جميلة .. وهذا الإنسان الذي نتكلم عنه صوته قبيح .. هل تستطيع البيئة أن تغير صوته القبيح النشاز إلى صوت جميل كروان بمجرد وجوده مع أشخاص جميلو الصوت ؟ .. طبعاً لا ..


فالموهبة هي الأساس ومن ثم تجيء البيئة وبقية المؤثرات في صنع الشخصية العظيمة.
طرفة بن العبد رغم اليتم المبكر ورغم الاضطهاد الذي عاناه من اقربائه ورغم أنه منع من الحصول على حقه في ثروة أبوه إلا ان كل ذلك لم يمنعه من أن يكون احد أهم الشعراء في العصر الجاهلي .. وذهب البعض إلى ان طرفة هو في المرتبة الثانية بعد الشاعر امرؤ القيس .. بل ذهب البعض بعيداً ونصبه الأفضل في العصر الجاهلي.


الأعمار تقاس بالإنجازات ولاتقاس بعدد السنين .. طرفة بن العبد عاش 26 سنة فقط ومع ذلك كتب اسمه كأحد أعظم شعراء العصر الجاهلي .. وهو أحد أصحاب المعلقات السبع .. وأصغرهم سناً .. ومعلقته بقيت إلى الآن وتناولها النقاد على مر العصور والقرون بالشرح وألفوا لها الكتب .. واسمه ينطق إلى الآن ..


والمعلقات عددها سبع ..وهي أفضل القصائد التي قيلت في العصر الجاهلي والعصر الجاهلي هو العصر الذي سبق ظهور الاسلام بفترة زمنية تترواح بين 150 - 200 سنة .. وهي على النحو التالي :


•    قفا نبك من ذكرى حبِيب ومنزل (امرؤ القيس).


•    لخولة أطلال ببرقة ثهمد، لـ (طرفة بن العبد).


•    آذَنَتنَـا بِبَينهـا أَسـمَــاءُ (الحارث بن حلزة).


•    أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ (زهير بن ابي سلمى).


•    أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا (عمرو بن كلثوم).


•    هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ (عنترة بن شداد).


•    عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَـا (لبيد بن ربيعة).


فالقصائد التي قيلت في العصر الجاهلي كثيرة ولاتعد ولاتحصى .. لكن هذه القصائد السبع كانت الافضل في كل شيء .. في اللغة في الخيال في التصوير الدقيق للبيئة الجاهلية .. ولذا اختيرت هذه القصائد بالذات لتكون خير معبر عن العصر الجاهلي .. ثم كتبت بماء الذهب وعلقت على أستار الكعبة .. ومن هنا جاءت التسمية ..
والسؤال كيف اختيرت هذه المعلقات ؟ ..


في السابق ليس هناك قنوات للشعر أو مجلات للشعر أو أمسيات شعرية .. ولكن كان هناك كرنفال شعري عظيم يقام سنوياً يعرض فيه كل شاعر بضاعته من القصائد .. هذا الكرنفال العظيم اسمه "سوق عكاظ" .. وهناك أيضاً لجنة تحكيم تقيّم القصائد .. وفي هذا الكرنفال اختيرت قصائد هؤلاء الشعراء السبعة على غيرها من القصائد وكتبت بماء الذهب وعلقت على استار الكعبة إيماناً بعظمة هذه القصائد وعظمة قائليها وانها من طراز رفيع ومختلف عن غيرها من القصائد.


ورغم ان طرفة لم يعش طويلاً إلا أن لديه ديوان شعر كامل .. تحتل معلقته "لخولة أطلال" سدس الديوان .. 


وتحتوي معلقة طرفة بن العبد على 104 ابيات وهي أطول معلقة من المعلقات السبع .. رغم أن طرفة صاغ هذه المعلقة في وقت قياسي.


 وقد وضعها بعض النقاد في المرتبة الثانية بعد معلقة امرؤ القيس ..والبعض الآخر من النقاد فضلوا معلقة طرفة على جميع الشعر الجاهلي لما فيها من الشعر الإنساني ـ العواصف المتضاربة ـ الآراء في الحياة ـ والموت جمال الوصف ـ براعة التشبيه ..


 وشرح لأحوال نفس شابة وقلب متوثب.. ولعل انتمائه إلى منطقة من أكثر الأماكن تحضرا في الجزيرة العربية (إقليم البحرين) .. جعل ذلك الشعر الإنساني أكثر بروزاً لديه مقارنة بغيره من شعراء الجاهلية.

و السبب الرئيسي الذي جعل طرفة ينظم هذه المعلقة هو ما لقيه من ابن عمه من تقصير وإيذاء وبخل وأثرة والتواء عن المودة.


وموضوعات معلقة طرفة بن العبد لاتختلف كثيراً عن موضوعات المعلقات الأخرى وهي تشتمل على ست نقاط :


أولاً : الوقوف على الاطلال وهو موضوع تقليدي وأساسي في قصيدة أي شاعر جاهلي لأنهم كانوا من البدو الرّحل ينتقلون من مكان إلى مكان ولذلك لايمكن أن يبدأ الشاعر الجاهلي قصيدته دون تذكر الاطلال واسترجاع شريط الذكريات.


ثانياً .. الغزل .. تغزل طرفة بن العبد بحبيبته خولة وأفرد لها مساحة لابأس بها من القصيدة كما تغزل عنترة بن شداد بحيبته عبله.


ثالثاً : وصف الناقة .. ووصف الناقة استحوذ على معلقة طرفة .. واخذ نصيب الأسد من الابيات .. 35 بيت ذهبت لوصف الناقة .. ولا غرابة فالناقة عند الجاهلي وعند طرفة بن العبد تحديداً مثل سيارة المرسيدس الآن أو ربما اكثر فهي وسيلة مواصلات له وهي مثل الطيارة يسافر بها حيث يشاء وهي من مصادر الطعام وهي ايضاً داخلة في ثروة والده التي حرم منها.


رابعاً : فلسفة طرفة بن العبد في الحياة.


خامساً: مشكلة طرفة مع مالك ابن عمه وهي المشكلة التي ادت إلى كتابة هذه المعلقة.
سادساً: خصص طرفة بن العبد جزء من المعلقة لكي يمدح نفسه.


باختصار .. المعلقة عمل عظيم لشاعر مات في سن الشباب .. وطرفة أحد العظماء .. ومعلقته الذي صاغ كلماتها قبل اكثر من الف و500 سنة ستبقى أيضاً متداولة لزمن طويل جداً.


من يسمع اسم طرفة بن العبد يظن أنه مات في سن الستين أو السبعين .. ولا يدري ان طرفة مات في سن الـ 26 .. طرفة بن العبد كان يسير آنذاك بسرعة الصاروخ .. وشعبيته كانت أخذة في الاتساع .. وفجأة قتل الشاعر الذي لو عاش سنوات اطول لربما أصبح الشاعر الأعظم في تاريخ الشعر العربي .. قتل الشاعر طرفة بن العبد بسبب قصيدة هجاء ضد الملك عمرو بن هند ملك الحيرة .. قصيدة هجاء أودت بحياة طرفة بن العبد كما ادوت قصائد هجاء كثيرة بحياة شعراء كبار كالمتنبي والأعشى وبشار بن برد والسليك بن السلكة وغيرهم كثير.


هذا الموضوع من مساهمات الزوار .. للمشاركة معنا اضغط هنا

النووي مؤلف أشهر ثلاثة كتب إسلامية !


 عبد الله المسيان - النووي .. واسمه الثلاثي يحيى بن شرف النووي .. من أهم العلماء والفقهاء ليس في عصره الذي عاش فيه بل في التاريخ الإسلامي ككل .. تخصص في الحديث والفقه .. وكان له دور في كتابة وضبط المذهب الشافعي وهو أحد المذاهب السنية المشهورة .. ولد في قرية تسمى نوى سنة .631هـ .. ثم انتقل لدمشق مع أبيه عندما بلغ الـ 19 .. وعاش فيها حتى مات بها عام 676هـ .. وكان عمره يوم وفاته 45 سنة ..
******************************************************************
من أقوال الفيلسوف اليوناني سقراط .. أعرف نفسك ! .


أي اعرف قدراتك ومواهبك ثم اختر لها ما يناسبها ..


وهذا ما طبّقه الإمام النووي حرفياً .. فالامام النووي عرف نفسه منذ البداية فلم يرغب في أن يكون تاجراً .. مع أنه اشتغل في دكان والده عندما كان صغيراً .. ولم يرد أن يكون رجل سياسة .. أو قريب من السلطة .. ولم يفكر أن يكون شاعراً مثل المتنبي وأبوتمام .. 


بل أراد أن يكون شيخاً .. عالماً .. فقيهاً ..واستحق ذلك عن جدارة واستحقاق .. فكان عالماً وفقهياً من الطراز الأول .. بل أنه كان فقيه عصره .. لأنه يمتلك مواصفات العالم والفقيه ..


وعندما أقول إن الإمام النووي اختار أن يكون عالماً من البداية .. من الصغر .. من الطفولة .. فانا لا أبالغ .. ولكن هذا ما حصل بالضبط ..


فمن أبجديات علم نفس النمو .. الف باء علم النمو ..أن سن الطفولة هو سن اللعب والحركة والطاقة والحيوية واللهو البريء والمرح .. ولكن هذا الكلام النظري لا ينطبق على الإمام النووي .. فعندما كان طفلاً صغيراً ..كان يرفض اللعب مع الأطفال .. وكان يفضل حفظ القرآن الكريم على اللعب مع الأطفال رغم أنه في سن الطفولة واللعب .. ولايكتفي بالرفض .. بل يصل به الأمر إلى البكاء والهرب .. حتى ينجو بنفسه منهم وعلى إجبارهم له لكي يلعب معهم ! .


وليست هذه الحادثة إلا مؤشراً واضحاً على ان هذا الطفل الصغير سيصبح شيئاً كبيراً في المستقبل القريب .. وهذا ما حدث ..


والمعادلة سهلة جداً وبسيطة .. هدف واضح + إرادة = نجاح باهر ..


ولذلك استطاع النووي بعد أن حدد هدفه أن يحقق أشياء كثيرة وكبيرة في زمن قصير ..
كيف استطاع ذلك بهذه السرعة ؟ ..


استطاع تحقيق ذلك لأنه ترك اللعب واللهو البريء وعمل الصداقات وإضاعة الاوقات في اشياء تافهة .. وأي شيء آخر .. وركز على تحصيل العلم والعلم فقط .. فهو مثلاً لم يتزوج .. وإنما تزوج العلم والكتب .. فالنووي مثل ابن تيمية لم يتزوج .. لأنه كان غارقاً في الحديث والفقه وفي كتابة المذهب الشافعي وفي التأليف وفي الدروس ..

 ومضى العمر دون أن يشعر أنه لم يتزوج !.

وعندما سئل .. لما لم تتزوج ؟ .. أجاب .. نسيت !.


*****************************************************************
ولكل شيء ضريبة .. ومن ضريبة غرق النووي في العلم .. نسيانه الاهتمام بصحته .. حتى مات في سن الشباب بسبب الإجهاد والإرهاق التاتج عن عدم إراحة الجسم وعدم الاهتمام بالصحة .. فالعلم أخذ من النووي كل شيء حتى صحته .. والصحة أغلى ما يملك كل إنسان ..


بل إن النووي ورغم أنه كان يعيش في دمشق حيث مالذ وطاب من الفواكه .. حيث البرتقال والتفاح والعنب .. ومع ذلك يقال إن النووي لم يكن يأكل من فواكه دمشق .. ولايأكل إلا وجبة واحدة في اليوم بعد العشاء .. ولم يكن يشرب الماء المبّرد .. وكان يلبس ثياب مرقعة .. 


فهو لم يكن يهتم لا بأكل ولا بشرب ولا بلباس .. ولا بأي شيء .. سوى العلم .. 


**************************************************************


وكان يقرأ في اليوم 12 درس .. ينتقل من كتاب حديث إلى كتاب فقه إلى كتاب أصول فقه إلى كتاب نحو إلى كتاب صرف إلى كتاب في اللغة .. وهكذا كل يوم دون مل أو كلل ..


حتى عندما أراد أن يتعمق في علم الحديث لم يكتفِ بالطريقة التقليدية السائدة في ذلك الوقت .. وهي الذهاب إلى العلماء في المساجد .. بل إنه قام بشيء جديد .. شيء غير مسبوق .. فقام بالالتحاق بدار الحديث الأشرفية في دمشق .. وهي أشبه بالجامعة المتخصصة في الحديث فقط .. ودار الحديث الأشرفية في دمشق في وقتها ربما تماثل الآن جامعة هارفارد في امريكا ..


ولاغرابة في أن تكون الحصيلة بعد ذلك الإنهماك الكامل في العلم ..


حفظ القران الكريم كامل .. وحفظ 100 ألف حديث وهو رقم قياسي .. ولذلك فهو في الحديث يسمى "حافظ" .. الحافظ يحيى بن شرف النووي .. والحافظ مرتبة رفيعة في علم الحديث تطلق على من يحفظ هذا العدد الهائل من الأحاديث ..


كما أن النووي حفظ كتاب "التنبيه" .. وهو أول كتاب علمي متخصص يحفظه النووي .. وكتاب التنبيه يعتبر كتاب ألف باء لأي دارس مبتدىء للفقه الشافعي ..
كما أن الجدول الدوري يعتبر ألف باء لأي دارس مبتدىء للكيمياء ..
***************************************************************
ومن الطبيعي لمن ملك هذا العلم الكبير أن يؤلف 25 كتاب (هذا ما وصل إلينا وربما تكون هناك كتب أخرى) .. في وقت قصير ..


وليس أي مؤلفات .. وليست أي كتب .. بل أن كتب النووي هي أبرز حدث في سيرته الذاتية .. فعندما يذكر النووي تذكر مؤلفاته .. وعندما تذكر مؤلفاته يذكر النووي .. بل إن مؤلفات النووي هي سبب شهرته في العالم الإسلامي .. فلا يكاد يخلو مسجد في أي بلد إسلامي .. في السعودية وباكستان ومصر وإندونيسيا وأفغانستان وأي دولة إسلامية أخرى .. من كتبه الثلاثة الأربعين النووية ورياض الصالحين والأذكار .. 


والنووي هو مؤلف أشهر ثلاثة كتب إسلامية ..


وكان يكتب حتى تكل يده فتعجز عن الكتابة فيضع القلم .. 


كما انه كتب بيده أفضل شرح لصحيح مسلم .. في كتابه "المنهاج" .. وكتبه لاتزال متداولة رغم أنه ألفها في القرن السابع الهجري ونحن الآن في القرن الحادي والعشرين .. ولاتزال تباع وتشترى في المكتبات .. وبنسخ جديدة وطبعات منقحة ..


بل إن مؤلفاته قياساً بحجمها وأهميتها وقياساً بعمره في التأليف تعتبر شيئاً مذهلاً .. معجزاً خرافياً ..


فهي ليست كتب والسلام .. بل هي كتب عميقة في العلم وليست سطحية ..سهلة العبارة .. حسنة العرض  .. مفهومة وواضحة ..


ولذا من يحفظ مثلاً 30 أو 40 %  من كتابه رياض الصالحين فحتماً سيخرج بحصيلة هائلة من الأحاديث .. ومعلومات كثيرة ومفيدة ..


والنووي بدا التأليف في سن الـ 30 .. ومات في سن الـ 45 .. أي أن عمره في التأليف لايتجاوز 15 سنة .. ولو قسمنا 25 عدد كتبه (التي نعرفها) على عدد سنوت التأليف 15 .. يكون الناتج .. كتابين إلا قليلا في السنة الواحدة ..


وهذا رقم كبير .. بل يوجد علماء عاشوا إلى الستين والسبعين ولم يؤلفوا كتباً مثلما ألّف النووي لا في العدد ولا في القيمة ..
والسؤال ..


كيف لو عاش النووي أكثر .. وطال به العمر أكثر من 45 سنة .. 




كم كتاباً سيؤلف ؟ ..
الله أعلم ..


العظماء .. طلبة فاشلين !



عبد الله المسيان - من عيوبنا الكثيرة أننا شديدو القسوة على أبناءنا عند حصول أي تعثر أو رسوب لهم مع أننا لو قرأنا سير كثير من العظماء لوجدنا العجب العجاب !

فالكثير من العظماء كانوا فاشلين في المدرسة وبعضهم تعرض للرسوب عدة مرات والبعض كان عنده صعوبات في الكلام والبعض لم يكمل الدراسة !


فمثلاً المخترع العبقري أديسون الذي اخترع الكهرباء وألف اختراع آخر كان طالباً بليداً في الدراسة وكان كثير الشرود وكان معلمه يصفه بالطالب الفاشل حتى إنه طرد بعد ذلك من المدرسة !.


إذن كيف أتى بكل هذه الاختراعات !


 تولت أمه تدريسه في البيت ووفرت له كتباً كثيرة فاستفاد استفادةً عظمية من قراءة هذه الكتب !


وعالم الفيزياء الكبير وصاحب النظرية النسبية أينشتاين تأخر في الكلام عدة سنوات كما أنه كان بطيء الاستيعاب والمعلومة تدخل إلى دماغه ببطء ويقال أن أينشتاين رغم عبقريته التي ظهرت بعد ذلك رسب في مادة الرياضيات !.
والأديبان العظيمان العقاد والرافعي رغم أنهما ألفا كتب كثيرة وعندهما دواوين شعرية فإنهما مع ذلك لم يكملا تعليمهما ويحملان شهادة ابتدائي فقط يعني لا دكتوراه ولا هم يحزنون !.


والعقاد اشتغل بعد الابتدائي عامل في سكة الحديد وفي مصنع الحرير ومصلحة التلغراف وفي أشغال أخرى كثيرة وكوّن هذا العلم العظيم من القراءة فكان ينفق فلوسه على شراء الكتب يعني تعلم ذاتي وليس من المدارس والجامعات !.


فلا تقسوا على الأبناء أيها الآباء فكثير من العظماء كانوا فاشلين في الدراسة لكنهم لم يستسلموا ووصلوا العمل حتى حققوا النجاح بعد جهدٍ طويل !.








كيف يكتبون ؟



عبدالله علي المسيّان - لكل كاتب من الكتاب .. أو أديب من الأدباء .. أو شاعر من الشعراء .. طريقة وأسلوب معين في الكتابة .

فمثلاً الشاعر الإنجليزي العظيم شكسبير كان يكتب بسرعة هائلة .. ويقال إنه لايشطب كلمة واحدة مما كتب رغم سرعته في الكتابة .. وكان يكتب على ورق صغير .


والأديب الفرنسي هيجو كانت كتابته أشبه بمعركة طاحنة بين الكلمات .. والأديب العربي الكبير توفيق الحكيم كان أيضاً رديء الخط .. وكتابته غير واضحة .


والكاتب والمفكر الإنجليزي كارليل كان يكتب على ورق ملون .


أما أمير الشعراء أحمد شوقي فكان يسجل ما يخطر على باله على علب السجائر وعلب الكبريت .


والكاتب الأمريكي همنجواي كان يكتب واقفاً .. لأنه أصيب في حادث طائرة .


والكاتبان الإنجليزيان والتر سكوت وستيفنسون كانا يكتبان وهما مستلقيان على بطنهما ،
والفيلسوف الأمريكي بنيامين فرانكلين كان يكتب في البانيو ..


والأديب الفرنسي فلوبير كان يضيء المصابيح في البيت والحديقة قبل أن يكتب .. حتى يخيل للناس أن لديه وليمة .. ولكنها عادته في الكتابة ..


أما الكاتب الصحفي الكبير أنيس منصور كانت له طقوس كثيرة في الكتابة .. فهو لايكتب إلا في الرابعة صباحاً ويكون أيضاً حافي القدمين ومرتدياً البيجاما.. ولايبدأ في الكتابة إلا بعد أن يصنع له كوباً من الشاي ، ولايبدأ في الكتابة إلا بعد أن يزيل الكتب أو أي شيء آخر أمامه .. وكان يكتب بسرعة والخط غير واضح ، والورق الذي يستخدمه في الكتابة يكون أبيض طويل وبلا سطور ، والقلم سائل وأسود اللون ..



مستوحاة من مقالة الكاتب الكبير أنيس منصور







عباقرة ماتوا صغاراً .. ماذا لو عاشوا أطول؟



عبدالله علي المسيّان - عندما تقرأ سير أحد العظماء من المخترعين والعلماء والرسامين والشعراء ربما لن تفاجىء كثيراً بإنجازاته إذا عرفت أن عمره امتد إلى سن الستين والسبعين وربما الثمانين .



ولكنك حتماً ستفاجىء عندما تقرأ سير عدد من العظماء حققوا إنجازات كبيرة .. واكتسبوا شهرة عالية خلال عمر قصير .. أي أنهم لم يعمروا طويلاً في هذه الحياة .. بل إنهم ماتوا في سن الشباب .. ومع ذلك تمكنوا من تحقيق إنجازت واختراعات عظيمة في زمن قصير .. وهنا ممكن الغرابة ..



وهناك عظماء كثر لم يعيشوا طويلاً وماتوا في سن الشباب ومع ذلك حققوا إنجازات عجز عنها من عاش سنوات وعمراً أطول منهم ..



ومن هؤلاء العظماء على سبيل المثال لا الحصر ..



العالم يحيى بن شرف النووي .. فالنووي عاش إلى سن 45 سنة فقط .. ومع ذلك كان من أهم علماء الفقه والحديث في عصره .. ولا يخلو مسجد من المساجد في أي مكان على سطح الكرة الأرضية من كتبه .. خصوصاً كتابيه الشهيرين .. رياض الصالحين والأربعين النووية ..



كما أنه يمتلك أشهر وربما أفضل شرح لصحيح مسلم ..



ولديه مؤلفات أخرى كثيرة في الحديث والفقه وفي علوم أخرى ..


الشاعر طرفة بن العبد أيضاً مات في سن أقل من النووي .. فطرفة مات في سن 26 سنة فقط .. ومن يسمع اسم طرفة بن العبد يظن أنه عاش حتى سن الستين والسبعين ..

وطرفة بن العبد رغم أنه لم يصل إلى سن الثلاثين إلا أنه استطاع أن يكون من شعراء المعلّقات .. والمعلّقات هي أفضل وأشهر وأهم القصائد التي كتبت في العصر الجاهلي ..

كما أنه من أهم شعراء العصر الجاهلي .. كما أن طرفة بن العبد يمتلك ديوان شعري ضخم يحتوي على عدد كبير من القصائد ..

ينطبق هذا الكلام أيضاً على الشاعر العباسي "أبوتمام" .. فأبو تمام مات في سن الأربعين فقط .. ومع ذلك يعتبر هو وأبو الطيب المتنبي والبحتري أحد أهم شعراء العصر العباسي .. كما أن أبو تمام ألّف عدداً من الكتب منها فحول الشعراء ونقائض الفرزدق وجرير .. وله ديوان شعري ضخم .. ولايمكن أن ننسى أول بيت في قصيدته الشهيرة التي كتبها بمناسبة فتح عمورية ..




السيف أصدق أنباءً من الكتب .. في حده الحد بين الجد واللعب ..



وقس هذ الكلام على أبو فراس الحمداني الذي مات وعمره 37 سنة ومع ذلك كان من أشهر وأفضل شعراء العصر العباسي .. ولايمكن أن ننسى "الروميات" وهي مجموعة القصائد التي كتبها في الأسر عندما كان في زنزانة أحد سجون الروم .. وترجم جزء من شعره إلى اللغة الألمانية .. وهو صاحب القصيدة الشهير ة .. أراك عصي الدمع ..


وابن المقفع الكاتب والمترجم الشهير في العصر الأموي والعباسي مات وعمره 36 سنة فقط .. ورغم ذلك استطاع تأليف وترجمة عدد من الكتب الكبيرة والتي لاتزال متدوالة .. مثل كتابه الشهير كليلة ودمنة .. والادب الكبير .. والأدب الصغير .. وغير ذلك من الكتب ..




والعالم الفيزيائي والرياضياتي الإيطالي "تورشيللي" مات وعمره 39 سنة فقط .. ومع ذلك استطاع اختراع جهاز "البارومتر" وهو جهاز يقيس الضغط الجوي ..كما أنه أدخل تعديلات على جهاز الميكروسكوب ..



والرسام الهولندي الشهير "فان جوخ" مات وعمره 37 سنة فقط .. ومع ذلك فهو رسام عبقري من طراز نادر .. وأحد أفضل الرسامين في التاريخ .. وتقدّر لوحاته بملايين الدورلات ..واستطاع أن يرسم أكثر من 2000 لوحة .. منها 800 لوحة زيتية رسمها في آخر سنوات حياته ن يركز في لوحاته على حياة الفلاحين وعمال المناجم ..



من أشهر لوحاته .. آكلو البطاطا وهي أول لوحاته.. عبّاد الشمس .. ليلة النجوم وهي أشهر لوحاته .. زهور الخشخاش .



في عام 1987م بيعت لوحته عباد الشمس بـ 39 مليون دولار .. وفي عام1990م بيعت إحدى لوحاته بأكثر من 80 مليون دولار .



وهؤلاء العظماء حققوا كما قرأتم إنجازات هائلة رغم عمرهم القصير نسبياً .


والسؤال الآن .




ماذا لو عاشوا أطول ؟ ..




سيبويه .. خطأ نحوي حوله إلى عالم النحو الأشهر



عبدالله علي المسيّان - سيبويه من فطاحلة علم النحو .. رغم أنه ليس عربي الأصل بل هو فارسي .. وسيبويه ليس اسمه بل هو لقب .. ويعني "رائحة التفاح" .. لأنه كان نظيفاً وذو رائحة طيبة ..

أما اسمه الحقيقي هو عمرو بن عثمان .. وهو مولى .. أي كان عبداً ثم صار حراً .. انتقل من فارس إلى البصرة لكي يطلب العلم ..

في البداية اتجه إلى الحديث .. ولكن غلطة نحوية وقع فيها .. خطأ في نطق كلمة .. فبدلاً من أن ينطق كلمة بالنصب نطقها بالضم .. أجبره هذا الخطأ النحوي على ترك علم الحديث والاتجاه إلى علم النحو .


 فتعلم النحو على يد الخليل الفراهيدي حتى برع في علم النحو .. ولم يكتفِ بذلك .. بل قام بتأليف كتاب ضخم شرح فيه قواعد النحو .. وسمي كتابه باسم "الكتاب" .. ويعتبر أفضل كتاب ألف في النحو حتى الآن .. وهو دستور ومرجع لمن يدرس النحو .

وسيبويه مات في سن الأربعين أو قريب من الاربعين .. أي أنه مات في سن الشباب مثل النووي وطرفة بن العبد .


هذه إحدى مساهمات الزوار، ساهم معنا .. اضغط هنا

ليس فقط الأخوين رايت .. تعرف على قصص نجاح الأشقاء الرائعة



عبدالله علي المسيّان - الإخوان جمع أخ .. يعني الأخ في النسب .. وما أحسن أن يتعاون الإخوان مع بعضهم البعض إذا كانوا يمتلكون نفس الهواية ويعملون على تحقيق إنجاز مشترك بينهم ليبقى مسجلاً بأسمائهم مدى الحياة !.

صحيح أننا لوعدنا إلى أغلب الاختراعات والاكتشافات والإنجازات التي حققها الإنسان لوجدنا أنها تحققت عن طريق شخص واحد.


لكن هناك إنجازات أيضاً من نوع آخر .. وهي الإنجازات الثنائية العائلية التي تحققت عن طريق إخوة من أب وأم وولدوا من بطن واحد وعاشوا في بيت واحد !.


فالأخوين يلبور ورافيل رايت مثلاً .. تعاونا وقاما بإنجاز مذهل عندما استطاعا صنع طائرة وقاما بأول محاولة طيران في الجو في عام 1903م واستغرقت رحلة الطيران 75 دقيقة على ارتفاع 100 متر واستفادا الأخوين رايت من اطلاعهم العميق بالميكانيكا !.


وجريدة الأهرام أعرق واكبر وأشهر جريدة عربية تأسست عن طريق الأخوين بشارة وسليم تقلا في عام 1875م وهي جريدة بدأت كجريدة أسبوعية وبصفحات قليلة إلى أن أصبحت جريدة يومية وبصفحات كثيرة !.


والتوأمان الصحفيان علي ومصطفى أمين تعاونا وأسسا جريدة أخبار اليوم عام 1941م !.


والشركة السعودية للأبحاث والنشر تأسست عن طريق الأخوين هشام ومحمد علي حافظ في عام 1987م وهي شركة عملاقة لها أهداف كثيرة منها إصدار مجموعة من الجرائد والمجلات !.


والأخوين "ديزني" والت وأخوه روي أسسا شركة ديزني المشهورة لإنتاج الأفلام والرسوم المتحركة عام 1923م ..


والأخوين "وانلي" سيف وأدهم وهما من مصر .. ويعتبران من أشهر الفنانين في الفن التشكيلي .. وكان مرسمهما مزارا للفنانين والمثقفين لأكثر من 40 عاماً ..


والأخوين "رحباني" عاصي ومنصور كان لهما إنجازات مشتركة في مجال الموسيقى وقدما معاً أعمالاً موسيقية غاية في الروعة ..


والأخوين عثمان وعلي حافظ أسسا جريدة المدينة في سنة 1937م ..


والأخوين "غريم" .. يعقوب وفيلهلم وهما من ألمانيا .. قاما بتجميع العديد من القصص الشعبية الألمانية وتخريجها في كتاب (حكايات للأطفال) .. ومن بين هذه القصص قصة بياض الثلج والأقزام السبعة وذات الرداء الأحمر ورابونزل ..


والإنجازات الإخوانية تطول وتطول .. وهذا المقال ما هو إلا "نواة" لكتاب أطمح في تأليفه في المستقبل القريب واجمع فيه كل هذه الإنجازات الإخوانية وأتحدث عنها بشيء من الإطالة والتفصيل ..


والله تعالى قال لموسى عليه السلام (سنشد عضدك بأخيك) .


هذا الموضوع من مساهمات الزوار .. للمشاركة معنا اضغط هنا