الدكتور إياد الرياحي - هل وصلت سن الأربعين وشعرت بأن نظرك بدأ يضعف؟ هل تقرأ الصحيفة الآن بنفس السهولة التي كنت تقرأ بها منذ سنوات مضت أم أنك تشعر بالإجهاد فور قراءة السطور الأولى؟
كثيرا ما يشعر البعض بعد بلوغهم الأربعين من عمرهم بالقلق حيال مسألة النظر، حيث يعاني غالبيتهم من ضعف البصر ما يضطرهم ذلك لاستخدام النظارة، لاسيما تلك المستعملة للقراءة.
وقد يكون تراجع البصر أمرا طبيعيا نتيجة لكبر السن، غير أن الخطورة تكمن في تراجعه نتيجة الإصابة بأحد أمراض العيون، فكبر السن في حد ذاته لا يبرر ضعف الإبصار إلا فيما يتعلق بالأجسام القريبة؛ لذا لا بد من استشارة الطبيب المختص وعدم تعليل ضعف الإبصار بكبر السن، فإذا كانت العين سليمة فلا داعي للخوف أما في حال كان هناك ما يستوجب العلاج فلا يجوز التأخير ومن الضروري البدء به على الفور.
أما بالنسبة للأسباب التي تؤدي إلى ضعف الإبصار في سن الأربعين فتعود لوجود المياه البيضاء (الكاتاراكت) وتحدث عند كبار السن حيث تصاب عدسة العين بعتامات تزداد تدريجيا حتى تصبح معتمة تماما، وهو ما يعبر عنه بأن المياه البيضاء أصبحت ناضجة بالطبع فإن الإبصار يضعف تدريجيا مع زيادة عتامات العدسة، ويبدأ الإنسان في الشكوى من أعراض هذا المرض عادة عندما يصل إلى سن الخمسين تقريبا، ولذلك سميت بكاتاراكت الشيخوخة للتمييز بينها وبين أنواع أخرى من الكاتاراكت.
ولا علاقة للمياه البيضاء بسن المريض، وليس شرطا أن كل من يصل إلى سن الخمسين يصاب بهذا المرض، وفي الوقت نفسه فقد تحدث المياه البيضاء قبل الخمسين خاصة عند المصابين بمرض السكري، وقد تنضح المياه خلال فترة قصيرة وربما تحتاج إلى أعوام طويلة قبل أن تنضح ولا خوف إطلاقا من حدوث المياه البيضاء طالما أن العين سليمة ولا يوجد بها مرض آخر أدى إلى حدوث عتامات بالعدسة.
وتحتاج المياه البيضاء إلى عملية بسيطة تزال فيها العدسة المعتمة التي تسبب ضعف النظر، وتجرى هذه العملية عندما يضعف بصر المريض بسبب الكاتاراكت إلى الحد الذي لا يتحمله المريض، وهذا بالطبع يتوقف على عوامل كثيرة منها: طبيعة عمل المريض وحالته العامة وبعد إجراء العملية يستخدم المريض نظارة طبية يعود بها بصره إلى حالته الطبيعية قبل حدوث الكاتاراكت.
ومن الأمراض التي تصيب العين مع التقدم بالعمر المياه الزرقاء "الغلوكوما المزمنة" ويعد هذا المرض من اخطر الأمراض التي تصيب العين، وتؤثر تأثيرا سيئا على الإبصار إذا ترك من دون علاج، ذلك أن الضغط داخل العين يرتفع عن معدله الطبيعي ويؤدي الضغط المتزايد على أنسجة العين الداخلية خصوصا على الشبكية، وهي الجزء الحساس الذي يستقبل الضوء، وتتكون عليه الصورة في النهاية ما يؤدي إلى فقدان البصر إذا أهمل المريض نفسه.
وتعد الغلوكوما من أهم أسباب فقد البصر في الوقت الحاضر، ويشكو المصاب بهذا المرض من ضعف تدريجي في الإبصار مع الصداع بجانب الرأس وإذا لم ينتبه المريض للذهاب إلى الطبيب في الوقت المناسب فقد لا يكتشف المرض إلا بعد فوات الأوان، وبعد وصوله إلى مرحلة لا يمكن التغلب عليها، وتختلف المياه الزرقاء اختلافا كبيرا عن الكاتاراكت ذلك أن الأخيرة تسبب فقدان البصر تدريجيا ولا يمكن استعادة ما فقد من قوة الإبصار، وأقصى ما يمكن الوصول إليه هو السيطرة على تطور المرض، أما الغلوكوما الحادة فتسبب ضعفا مفاجئا للإبصار مع صداع شديد واحمرار بالعين ويمكن تلافيه بمسارعة المريض إلى إنقاذ نفسه على يد طبيب ماهر.
اقرأ أيضاً:
- كم أرباح ودخل موقع الفيسبوك؟
- متى ولماذا تأسست ناشيونال جيوغرافيك؟
.jpg)
