‏إظهار الرسائل ذات التسميات الوقوع في الحب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الوقوع في الحب. إظهار كافة الرسائل

الحب أعمى - حقيقة أم خرافة؟


للحب معجزة خالدة، فالحبيب لا يرى عيوب محبوبته الظاهرة لكنه يهيم بها، والفتاة لا ترى أن حبيبها قصير القامة، مندفع في كلامه، غير معتن بأناقته، لكنها تعشقه.


دوتشيه فيله الألمانية - هل يتغاضى الناس عن عيوب من يحبونهم، أم يعمَون عنها؟ الغريب أنّ هذا المثل" الحب أعمى" موجود في كل اللغات: في العربية والإنكليزية والألمانية والتركية والفارسية وأغلب لغات إفريقيا وآسيا، ما يعني أنّ كل الشعوب والحضارات تقريباً تشترك في هذا الفهم.

ما يبدو بسيطاً في الحب يكشف دائماً عن رابطة غامضة بين الحواس والمشاعر. الحقيقة التي تبدو خالدة تؤكد أن الحب من القلب، لكن العلم لا يتفق مع العشاق ورؤاهم، فالحب عاطفة مرتبطة بإحساس مصدره الأعصاب التي تنقل المشاعر إلى العقل فيقرر أن يحب ويعشق أو يكتفي بالإعجاب أو أن يمر برفق مهمل أو أن يكره الإنسان! من هنا يرتبط المفهوم بعجز الإنسان عن رؤية العيوب في من يعشق، ويصدق هذا على الرجال وعلى النساء على حد سواء. والعيوب تعني أيضاً الأخطاء، فالمحب مشغول بالحبيب فلا يرى أخطاءه التي قد تسبب للاثنين مشكلات جمة.

الغريب أنّ الأدب العربي يخلو تقريباً من أمثلة عن عمى الحب، فيما كتب شكسبير بكثرة عن هذا الموضوع، بل انه أشار بوضوح إلى أن الحبيب لا يبصر عيوب معشوقته، ومن ذلك ما جاء في تاجر البندقية "أيها الحب الأعمى الأحمق، ماذا فعلت بعيني؟ فهما تبصران لكنهما لا تعيان ما تبصران". هل شاع مفهوم الحب الأعمى من الغرب؟

موقع"بوردباندا" المنوّع الشهير يعرض وقائع عن الحب تصدر عن القلب أحياناً وأحياناً عن العقل:

* نحن نفترض الوفاء في أنفسنا حتى بعد أن يتقدم بنا العمر وتسحق السنون شبابنا وجمالنا، ولكننا واهمون، فالحيوانات أيضاً تفعل ذلك، حتى الضواري والكواسر منها، فغالباً ما يتحد زوجان حتى النهاية.

* حين يتبادل العاشقان لغة العيون، يتحد نبض قلبيها في نغم واحد، وأثبتت أبحاث علمية أن مخطط قلبيهما يؤشر بنفس المستوى حسب الموقع.

* عقلا العاشقين يتشابهان من ناحية الاستجابة للظروف والمحفزات المحيطة بجسد الحبيبين، وهذا قد يفسر ما يوصف بعمى العاشقين.

* تفرز الغدد هرمون "أوكسيتوسين" عند عناق الحبيبين، وهو هرمون يفرز في مناطق الدماغ والمبيض والخصية، وهذا الهرمون - كما يؤكد موقع "بوردباندا" - هو سبب استمرار العاشقين في علاقتهما وعدم رؤيتهما لعيوب وسيئات بعضهما.

* فرضية التناظر تشير إلى وجود قواسم مشتركة في الانجذاب تحدد عمر علاقة الحبيبين، فقصر القامة قد يكون جامعاً، كما لون البشرة أو البدانة وما شابه، وبالتالي فحين يلتقي عاشقان في نقطة ما تعمى عيونهما عن غيرها.

* كشفت دراسات متخصصة أنّ العشاق في مرحلة مبكرة من العلاقة يعانون من انخفاض مستويات هرمون "سيروتونين" المرتبط بالسعادة والإحساس بها، فيما ترتفع عندهم مستويات هرمون "كورتيزول" المسؤل عن الإحساس بالانقباض، وهذه النسب تشبه مثيلاتها عند من يعانون من الاختلال العصبي، وهو ما يمكن أن يفسر عمى المتحابين عن عيوب ومساوئ بعضهما البعض.

الوقوع في الحب يُعطل عمل الأجزاء السلبية في الدماغ..



سي ان ان عربية - يبدأ الأمر بإعجاب، وهو تجاذب أولي يُحفّز مسار الدوبامين وسط الدماغ. ويُعرف الدوبامين بالناقل العصبي المسؤول عن الشعور الجيد، لكنه يجعلنا أيضاً ننتبه أكثر ونتوقع المكافآت.

وبعدها تكون الخطوة التالية: التَيم، لأن الدماغ يأمر بإفراز مواد كيماوية مثل الأدرينالين والنورابينفرين. ولا عجب أننا نبدأ بالإرتجاف أو نفقد الشهية أو تتعرق كفوفنا، بمجرد التفكير في الحبيب. وعند هذه اللحظة، ينشط نظام المكافآت في الدماغ بشكل كامل، لتزيد كمية الدوبامين. وهو نفس النشاط الذي يحدث عند تناول المخدرات.

هل تساءلتم، لماذا الشخص الذي تحبونه لا يرتكب أي خطأ؟ على الأقل في البداية؟ ذلك لأن الدماغ يعطل الأميغدالا الذي يتحكم بالشعور بالخوف، ويُعطل قشرة الدماغ الوسطى التي تدير العواطف السلبية. حتى أنه يعطل الفص الأمامي الذي يُستخدم لإصدار الأحكام.

لماذا يفعل الدماغ ذلك؟ يقول البعض إنه يُساعدنا على الإستمرار في محبة الشخص من أجل التكاثر. لينقلنا للمرحلة التالية وهي الإرتباط. الدماغ ينهي ذلك بإفراز الأكسيتوسين، الذي يُدعى هرمون الحب. وهو ناقل عصبي يُنتَج في منطقة المهاد، ويُفرَز أثناء الأوقات الحميمة، مثل العناق والتقبيل الرضاعة الطبيعية.

تُظهر الدراسات أن الأكسيتوسين يُقوّي الروابط الإجتماعية، وأن النشاطات الحميمية التي تحفّز إفرازه تُساعد الأزواج على خلق روابط قوية. لذا، فالعناق والتقبيل وممارسة الجنس هي أمور تُساعد أدمغتكم بالإستمرار في الحب.