‏إظهار الرسائل ذات التسميات الدوار. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الدوار. إظهار كافة الرسائل

الدوخة والدوار.. سبب مبرر للذعر والقلق؟


حين نصاب بالدوار قد نشعر وكأن الأرض قد انسحبت من تحت أقدامنا، وقد نفقد التوجه بالكامل ولا يعود لأجسامنا استقرار. الدوار والدوخة قد يُشعرانك بالقلق والذعر وبعدم الأمان، فهل هذا الشعور مبرر؟ وما الأمراض التي قد تسببهما؟


دوتشيه فيله - الشعور بالدوخة والدوار ليس مرضا مستقلا بحد ذاته، بل علامة تحذيرية من الدماغ وأحد أعراض أمراض مختلفة: بدءاً من تضرر الجهاز الدهليزي (وهو جزء من جهاز السمع)، مروراً بارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، وصولاً إلى أورام الدماغ والسرطان. كما أن فرق النشاط بين الأذن اليمنى واليسرى يحفز الدوخة ويسبب الدوار. وفي مثل هذه الحالات تصل إلى الدماغ إشارات مختلفة من كل جهة وهذا يجعلنا تشعر بالدوار، كما يقول الأطباء.

وقد يصاب أحدنا فجأة ومن دون سابق إنذار بنوبة دوار شديدة ويصبح غير قادر على الحركة والوقوف، كما حدث للألماني ماريو إيديه ابن التاسعة والعشرين الذي عايش هذه الحالة، ويقول واصفاً شعوره: "تشعر بالضياع عندما تفقد قدرتك على حركتك الطبيعية. كل شيء يهتز بشدة ولا تعود قادراً على موازنة خطواتك".

يجب في هذه الحالة مراجعة أطباء أخصائيين بالأعصاب والأذن والأنف والحنجرة. ماريو زار المستشفى طلباً للمساعدة. ويقول الطبيب كاي هيلينغ حول في هذا السياق: "أسباب الدوار متنوعة. فقد تكون بسبب اضطرابات في الدورة الدموية، أو اضطرابات في الرؤية، أو في وظائف الجهاز العصبي المحيطي. لكن في حالة الطوارئ، من المهم تحديد إن كان هناك ضرر في الأذن الداخلية أو في الجهاز الدهليزي، أو إن كانت هناك أضرار مركزية نتيجة سكتة دماغية."

الفحوصات العديدة التي أجريت على ماريو أظهرت أنه يعاني من التهاب في أعصاب التوازن التي توقفت عن إرسال الإشارات العصبية إلى الدماغ. ويعتقد الطبيب كاي هيلينغ أن السبب هو الفيروسات الهربسية التي استعادت نشاطها في جسمه، وكانت موجودة أصلا في الخلايا العصبية منذ فترة. وعندما تنشط هذه الفيروسات تسبب اضطرابات وظيفية مؤقتة.

ومن أجل التشخيص السليم يطرح الأطباء أسئلة على المريض عن كيفية شعوره، وما الذي يعاني منه أثناء بالدوار؟ ومتى تحدث نوبات الدوار وكم تدوم؟ وما هي الأعراض المصاحبة؟ وهل يحصل طنين في الأذن أو اضطراب في السمع؟ أو ألم في الرأس وحساسية تجاه الضوء؟ ويتبع ذلك الفحص البدني، وفي بعض الحالات يتم استخدام الأجهزة التقنية لفحص الأعضاء المختلفة بدقة أكبر. والهدف الأول للعلاج هو تخفيف الأعراض، ولذا يبقى المريض في المستشفى لعدة أيام. في البداية يُعطى جرعات من الكورتيزون لوقف الدوار والغثيان وإراحة الأعصاب.

الكثير من المرضى يعانون من الدوار، وعادة ما يترافق هذا مع شعور بالقلق ويصاب المريض بالذعر. فهل هذا الشعور مبرر؟ يقول البروفسور توماس ليمبيرت الأخصائي بعلم الأعصاب من مستشفى شلوسبارك في برلين إن هذا الشعور بالخوف "ليس مبرراً، لأن معظم أسباب الدوار غير ضارة. ربما واحد أو اثنين في المائة من أسباب الدوخة هي أمراض خطيرة. ولكن حالة الدوار والدوخة بحد ذاتها تجربة مخيفة".

للدوار أسباب نفسية أيضاً!


الشعور بالدوار أمر مزعج وغالبا ما يرتبط الدوار بأسباب عضوية، لكن ذلك ليس صحيح تماما، فالشعور بالدوار قد تكون أسبابه نفسية ومعرفة ذلك يساعد على الشفاء، لذا يشدد خبراء الصحة على عدم التهاون بالأمر وضرورة الذهاب إلى الطبيب.


دوتشيه فيله الألمانية - الشعور بالدوار يختلف من شخص لآخر، إذ يشعرالبعض بعدم القدرة على النهوض أو يفقد البعض الآخر القدرة على التوازن. صحيح أن الشعور بالدوار له أسباب مختلفة تشير إلى وجود خلل عضوي في الجسم، لكن أطباء في الرابطة الألمانية لأطباء النفس والأعصاب، أكدوا أن الشعور بالدوار قد يكون سببه وجود اضطرابات نفسية.

ووفقا لموقع "فوكوس" الألماني فإن معرفة الأسباب النفسية المسببة للدوار، من الممكن أن تساعد المصابين بذلك على علاج هذه المشكلة. كما أنه من المهم معرفة التعامل مع هذه المشكلة بشكل صحيح ، ففي محاولة للسيطرة على التوازن، يميل المصابون بالدوار إلى التركيز على مراقبة ذاتهم، والدخول في هذه الدوامة والمعروفة في علم النفس بـ"الاستبطان"، يعزز الشعور بالدوار على حدّ اعتبار فرانك بيرغمان من الرابطة الألمانية لأطباء الأعصاب.

وهنا ينصح الأطباء بضرورة استبعاد الأسباب العضوية التي قد تسبب الدوار، وهذا يتطلب زيارة عدة أطباء، إذ يتوجب أولا زيارة طبيب الأسرة وربما استشارة أخصائي أنف وأذن وحنجرة، وعند التأكد من عدم وجود سبب عضوي للدوار ينصح بيرغمان بالتوجه إلى طبيب نفسي، علما أنه ليس من المستبعد أن يكون سبب الدوار، ضغوط نفسية في العمل أوفي الحياة الشخصية.

وجدير بالذكر أن الدوار الذي يكون سببه نفسي هو من الأمراض الخطيرة، والسبب هو التشخيص الخاطئ، إذ غالبا ما ترتبط مشكلة الدوخة بأسباب عضوية، مثل خلل في تدفق الدم أو أمراض الفقرات العنقية أو مشاكل القلب والأوعية الدموية أو أمراض الأذن. ويعتقد المصابون بالدوار، أنه المسبب للشعور بالخوف، ولكن الواقع هو العكس تماما. ويرى أخصائيو علم النفس والأعصاب أن اتباع علاج سلوكي، قد يساعد على تخفيف الدوار الذي يرجع لأسباب نفسية، وفي بعض الحالات يمكن تناول الأدوية المضادة للاكتئاب.