السماء الحمراء عند الغروب والشروق.. كيف ولماذا؟





تتلون السماء بألوان زاهية خلابة عند شروق الشمس أو غروبها، ولطالما ألهم ذلك الرسامين في لوحاتهم والشعراء في قصائدهم، فما هي أسباب هذه الألوان؟ وكيف تحدث؟

إن ألوان الشروق والغروب نتيجة ظاهرة تعرف باسم تشتت الضوء، حيث تغير جزيئات وحبيبيات صغيرة في الغلاف الجوي اتجاه أشعة الشمس وتتسبب في تشتتها، مما يؤثر في لون الضوء في السماء اعتمادا على طول موجته وحجم الجزيئات في الغلاف الجوي.

وطول موجة الضوء يحدد لونه وطاقته، فأمواج الضوء القصيرة الزرقاء والبنفسجية تتشتت أكثر من باقي الألوان، وأمواج الضوء الطويلة الحمراء تكون الأقل تشتتا.

وعند شروق الشمس أو غروبها يمر الضوء عبر مقدار أكبر من الهواء والغلاف الجوي، وبالتالي تكون هناك جزيئات أكثر تُشتت بعيدا الضوء الأزرق والبنفسجي، فنشاهد بدرجة أكبر اللون الأحمر.

وهذا هو السبب ذاته الذي يجعلنا نرى السماء زرقاء. فبسبب تشتت اللون الأزرق أكثر من غيره تظهر لنا السماء (الغلاف الجوي) زرقاء، فالضوء الأزرق الناتج من الانعكاس على الجزيئات الصغيرة يتجه بكمية أكبر إلى أعيننا مقارنة بالألوان الأخرى، وبذلك نرى السماء زرقاء.

وبعبارة أخرى فإنه عند غروب الشمس أو شروقها يقطع الضوء المنبعث من الشمس مسافة في الغلاف الجوي أكبر بكثير من تلك التي يقطعها في النهار عندما تكون الشمس عامودية، ونتيجة لذلك يتشتت الضوء في المساء أكثر بكثير من النهار، وسماكة الغلاف الجوي تلك تجعل الضوء الأزرق يتشتت مرات عدة فتقّل كمية الأزرق الموجهة نحو أعيننا فلا يصل إلينا إلا القليل منه مقارنة بالألوان المائلة إلى الأحمر.

لماذا يختلف الشروق والغروب؟
يميل الغروب لأن يبدو أكثر فوضوية مع ستائر كبيرة من الألوان، في حين يميل الشروق لأن يملك مظهرا عاما أنظف وأصفى. 

والسبب في ذلك أنه خلال النهار الدافئ والمليء بالحركة فإن جزيئات الهواء الملوث تملأ الغلاف الجوي. وبعد برود الليل ينظف الهواء وتصبح الألوان أكثر تركزا حول الشمس نفسها.

تتسب الثورات العنيفة للبراكين الكبرى بنشر جزيئات الغاز والغبار والرماد في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ويمكن أن تظل هناك لسنوات، وتأثير ذلك ينجم عنه غروب شمس متعدد الألوان بشكل مبهر، مع وجود لون أحمر وأرجواني ووردي وبرتقالي أكثر من المعتاد.


المصدر: الجزيرة.نت 


تابعنا على الفيسبوك:


تابعنا على تويتر: