ماذا تعرف عن قصص صناعة كعك العيد في العالم العربي؟





تظهر الاختلاف بين عدد من الدول العربية في مظاهر الاحتفال بعيد الفطر، في العديد من العادات والتقاليد التي تصل حتى إلى طقوس أداء تكبيرات صلاة العيد نفسها.

هناك طقس فريد في طقوس الاحتفال بالأعياد عند المسلمين اختلفت مسمياته بين الدول، ولكن ما زال يترك المتعة ذاتها أو حالة من الفرحة تظهر مع مجيئه دائماً. تستطيع تسميته كما تريد، الكحك عند المصريين أو المعمول عند دول الخليج العربي، والذي ارتبط صنعه بعيد الفطر بشكل أكبر.

يعود تاريخ صناعة الكعك إلى العصر الفرعوني وخصوصاً في عهد الملك رمسيس الثالث.

تم اكتشاف أول صورة توضح شكل الفرن الملكي في إحدى الغرف الجانبية من مقبرة الملك نفسه، وكان يظهر بجانبها شكل مختلف للكعك الذي نعرفه في وقتنا الحاضر، بالإضافة إلى كونه منقوشاً عليه رسم إله الشمس "آتون"، وكان يتم وضعه باعتباره قرباناً للإله.

أما مع دخول العصر الفاطمي، فوصل الأمر أن الدولة أنشأت دار خصيصاً تشبه الوزارة حالياً على سبيل المثال، وكانت تسمى بدار "الفطرة" ومهمتها الأساسية كانت صنع كعك العيد، ويعمل لديها أكثر من 100 عامل يقومون بصنع أشكال وأنواع مختلفة من كعك العيد، وكانت هذه الدار تبدأ عملها من منتصف شهر رجب الهجري.


ويتم توزيع الكعك على العامة، وكذلك على العاملين في الدار من الشعب قبل العيد بيوم واحد، ويذكر أنه في أحد الأعوام تم استخدام أكثر من ألف إردب من الدقيق و700 قنطار من السكر في صنع الكعك (الأردب الواحد يعادل 90 كيلوغراماً تقريباً).

ويعرض في المتحف الإسلامي بالقاهرة قوالب مكتوب عليها عبارات، كان يتم وضعها على الكعك قبل توزيعه، وكانت من بين تلك العبارات جمل تهنئ العامة والخاصة من الشعب بالعيد، مثل "كل هنيئاً، كل واشكر، بالشكر تدوم النعم".

في العصر الحالي، لم يتسبب التقدم التكنولوجي في خفض الاهتمام بطريقة تحضيره أو شرائه جاهزاً من المصانع والأفران التي تتنافس في بيعه بأطعمة مختلفة مع الاحتفاظ بالشكل التقليدي له. 

وهناك العديد من البيوت في الدول العربية تجد أن آخر عشرة أيام من شهر رمضان فرصة لكي تعيش تلك الحال السعيدة في العيد، بعمل الكعك في المنزل وسط الأطفال، وربما هو فرحة للكبار أيضاً. 

هذا عن تاريخ كعك العيد، ولكن إذا نظرنا إلى سبب التسمية نفسها، تقول كتب التاريخ إن هناك اختلافاً، فهناك من يرى أن لفظ "كعك" قادم من اللغة القبطية القديمة، بينما هناك من يرى أنها كلمة فارسية الأصل، ومع اختلاف سبب التسمية وجدنا أنفسنا أمام اختلاف في طريقة تحضيره وتسميته بين الدول العربية.


ففي المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي وبلاد الشام يطلق عليه "المعمول"، وفي العراق يسمى "الكليجة"، ولا يوجد فرق بينهم في طريقة التحضير سوى أنه يتم استخدام السميد في المعمول، ولا يتم استخدامه في الكليجة، ويتم حشوه بالتمر أو المكسرات أو الفستق أو عين الجمل، لكن الأشهر هو التمر، وهناك من يقوم بوضع السكر عليه أو تقديمه بدون أي إضافات عليه.

في دول اليمن والبحرين يتم عمل الكعك بدون استخدام اللبن أو السمن به، ولذلك يكون على شكل معجنات، ويسمى في اليمن بالسبابة أو الصحن، أما في البحرين فيسمى "بالخنفروش"، مع إضافة الزعفران عليه.

أيضًا إذا تطرقنا للحديث عن المنشأ الأصلي لكعك العيد، ففي مصر لفظ "كعك" يتم استخدامه باعتباره لغة عربية فصحى، بينما في اللهجة العامية المصرية يسمى بـ"الكحك" للتسهيل، ويتم استخدام الطحين والسمن البلدي والسكر في تحضيره، وله نوعان إما أن يكون محشوا بالملبن أو المكسرات، أو لا يوجد به حشو، وفي كلتا الحالتين يتم تفضيل وضع السكر المطحون عليه.

ومع مرور الوقت تم اكتشاف "ابنة جديدة" للكعك أو الكحك كما يسميه البعض، وهي "الغُرَيِّبة"، والتي يتم استخدامها في مناطق كثيرة بالسعودية وفي مصر ودول المغرب العربي. 

وتعتبر الغريّبة من نفس مكونات الكعك، سواء في طريقة التحضير أو التسخين، لكن يضيف "أحمد" الذي يملك محلاً كبيراً لصناعة الفطائر، أنه تتم إضافة "الفانيليا" التي تعطي لها مذاقاً خاصاً وشكلاً مختلفاً، ويتم وحشوها بالفستق أو اللوز أثناء تحضيرها.


المصدر: هاف بوست عربي


تابعنا على الفيسبوك:


تابعنا على تويتر: