أسناني صفراء.. لماذا؟





كثير من المرضى يطرح مثل هذا السؤال أثناء زيارته للزملاء -أطباء الأسنان- أثناء الفحص السريري في العيادة «يا دكتور أسناني صفراء، أريدها بيضاء ناصعة!!»

من هنا يتبادر للذهن الحقيقة العلمية المثبتة والتي تنص على أن ألوان الأسنان ليست بيضاء إنما صفراء ذات درجات مختلفة في تركيز اللون الأصفر داخلها

وذلك تبعاً للون كل من طبقات الأسنان (الميناء و العاج).

الأسنان تتعرض للكثير من العوامل التي يمكن أن تغير من لونها وتجعلها داكنة أو تعطيها صبغات وألوان مختلفة مما يسبب مشكلة في لون السن لدى المريض تدفعه للبحث عن طرق مختلفة لعلاجها.

ولكي يتمكن المريض من المحافظة على لون أسنانه أو محاولة تغيير لونها للأفضل، يجب عليه معرفة أسباب وأنواع التصبغات التي تحدث تلك التغيرات داخل الأسنان، ومن ثم المواد والطرق التي يمكن الاستعانة بها للحصول على أفضل النتائج المرضية له.

أسباب تصبغات الأسنان:

يمكن تقسيم الأسباب الرئيسية إلى نوعين رئيسيين وهما: تصبغات حدثت قبل ظهور الأسنان في الفم أي (خلال أو بعد تشكل السن -الميناء و العاج-)، أو تصبغات حدثت بعد ظهور الأسنان في الفم. بناءً على ذلك يمكننا تحديد الأسباب كما يلي:

تصبغات ما قبل ظهور الأسنان في الفم:

1- نقص الفيتامينات والمعادن، ومن أشهرها نقص الكالسيوم في مادة الميناء مما يحدث بقعاً بيضاء ناصعة.

2- بعض الأمراض الوراثية الدموية، حيث تحدث تصبغات بنية داكنة.

3- الجرعات الزائدة من مادة الفلورايد، وهذا النوع منتشر في بعض مناطق المملكة بسبب الشرب من مياه الآبار الغنية بمادة الفلورايد، حيث تحدث ألوان بيضاء قاتمة في الحالات البسيطة، أو بنية داكنة في الحالات المتقدمة وفي بعض الأحيان تكون مصحوبة بندبات متفرقة على السطح الخارجي للسن ولا تكون هذه الندبات متلوّنة عند البزوغ لكنها تمتص الألوان بعد بزوغ السن.

4- بعض المضادات الحيوية، ومن أشهرها «التتراسيكلين»وهو مضاد حيوي واسع الطيف يؤدي تناوله خلال فترة تكوّن الأسنان إلى اللون الأصفر أو البني الداكن، ومن المعلوم أن هذا النوع من التصبغات يزداد بزيادة التعرض للضوء. 5-ارتفاع حرارة الجسم الحاد، ويظهر على شكل خطوط عرضية في الأسنان الأمامية ذات ألوان رمادية داكنة.

تصبغات ما بعد ظهور الأسنان في الفم:

1- التسوس -وهو أكثر التصبغات شيوعاً- ناتجاً عن النخر السني للبكتيريا في طبقات السن والذي يغير لون السن إلى اللون البني.

2- الكدمات والإصابات السنية، التي تحدث نزفاً لبياً داخل طبقات السن ومن ثم تصبغاً في الميناء، ويحدث هذا النوع أيضاً في بعض حالات المعالجات اللبية.

3- زيادة تكلّس طبقات ميناء السن: حيث يزداد تشكّل الميناء من الناحية اللبية في بعض الأسنان فيؤدي إلى تلوّن السن بلون أصفر داكن.

4- بعض المواد المستخدمة في العلاج السني، ومن أشهرها حشوات الأملغم وينتج عنها لون أزرق غامق والحشوات اللبية مما قد ينتج عنها لون زهري فاتح.

5- التقدم في العمر، مما يؤدي إلى زيادة اصفرار السن وذلك بسبب تآكل طبقة العاج مع زيادة طبقة الميناء بالسن.

6- ترسبات الجير والبلاك، الناتج عن إهمال التنظيف المستمر بالفرشاة والخيط السني مما يؤدي إلى تحول السن التدريجي إلى اللون الأصفر الباهت ومن ثم البني الداكن.

7- بعض أنواع المشروبات والأطعمة، ومن أشهرها القهوة والشاي والتي تسبب إلى تلون الأسنان بلون أصفر داكن أو بني.

7- التبغ، وهو عامل رئيسي وفعال لتغيير وتصبغ السن بأشد الأصباغ والتي يصعب إزالتها بطريقة مباشرة، بل تحتاج كثيراً من الوقت في عيادات الأسنان لإزالتها.

أما الناحية العلاجية لتلك الأنواع فإنها تختلف من مرحلة إلى أخرى ومن نوع إلى آخر -لعلنا نتطرق لها في مقال آخر- إجمالاً يمكننا حصرها في تنظيف الأسنان وتبييض الأسنان، برد الأسنان، عمل حشوات أو وجهيات من الخزف بأنواعه المختلفة أو في أشد الحالات عمل تاج كامل من الخزف، معتمدة على الفحص السريري والإشعاعي للمريض ومن ثم وضع الخطة العلاجية الدقيقة والمناسبة.


المصدر: جريدة الرياض


تابعنا على الفيسبوك:


تابعنا على تويتر: