نعرف ما هو التنمر .. لكن ما هو التنمر العاطفي؟




يعرف التنمر العاطفي بأنه محاولة شخص السيطرة على غيره من خلال تصرفات تؤذي مشاعر الطرف الذي يتعرض للتنمر. علما بأن المرء يمكن أن يتعرض للتنمر من أحد أفراد عائلته أو من أصدقائه المفترضين أو من زملائه في العمل.

ومن الأسباب التي تجعل المرء عرضة للتنمر طريقة تعامل عائلته معه أو البيئة التي يعيش فيها أو حتى بسبب تجاربه الحياتية. علما بأن التنمر لا يقتصر على الأطفال كما يعتقد الكثيرون وإنما يمكن لأي شخص مهما كان سنه أن يتعرض للتنمر. بل إن معظم البالغين إما يحاولون ممارسة التنمر على غيرهم أو أن يكونوا أنفسهم تعرضوا للتنمر في مرحلة من مراحل حياتهم.

ومن الأمثلة على التنمر العاطفي نجد بأن الحديث عن شخص معين بقسوة من وراء ظهره أو إطلاق الاشاعات عنه في محاولة لتشويه صورته أمام الناس يعد أحد أهم صور التنمر العاطفي.

ويجب أن يتعريف المرء على نفسه بصورتها الحقيقية ليكتشف ما إذا كان ضحية للتنمر أو أنه يقوم بفعل التنمر على غيره. وعندما يرى صورته على حقيقتها لا كيف يراها الناس، فإنه سيكون بإمكانه تعديل تصرفاته بشكل يجنبه التنمر، سواء كان صادرا عنه أو عليه. وللوصول لهذا الأمر علينا ملاحظة المؤشرات التالية:

- التنمر الواضح: هل سبق وأن تعرضت لموقف شعرت خلاله بنوع من الترهيب لإجبارك على فعل معين لا تجد ضرورة لفعله، ولكنك في نفس الوقت تجد صعوبة في قول كلمة “لا”؟ وللتوضيح لنفترض أن شريكة حياتك تغضب عندما ترفض أحد طلباتها وينعكس هذا الغضب على البيت والأطفال بشكل يضطرك في النهاية للرضوخ لهذا الطلب دون اقتناع منك، وإنما منعا لاستمرار هذه الأجواء. لو كان هذا الموقف مألوفا لديك، سواء كان صادرا من شريكة حياتك أو من غيرها، فما النتيجة؟ النتيجة بأنك ستشعر أن رأيك لا قيمة له وشيئا فشيئا ستفقد ثقتك بنفسك.

- التوقعات غير المنطقية: قد يكون هناك أشخاصا في حياتك يحملون توقعات عالية لك وذلك نظرا لثقتهم الشديدة بك. هذا الأمر يبدو إيجابيا ومحفزا معظم الأوقات، لكن عندما تكون تلك التوقعات غير منطقية إطلاقا ومبالغ بها، وبالتالي يكون كل ما تفعل أقل من التوقعات، فاعلم بأنك تتعرض للتنمر العاطفي. النتيجة لهذا أنك ستشعر بأنك عرضة للانتقاد الدائم وستجد بأنك مهزوم من داخلك كونك مهما بذلت من جهد، فلن تستطيع معادلة التوقعات المعقودة عليك.

- لعبة اللوم: يبرع الشخص الذي يمارس التنمر على غيره بلعب دور الضحية ولوم الآخرين على أخطائه وتعاسته والمصاعب التي يحياها، دون أن يفكر للحظة بأن يتحمل مسؤولياته ويساعد نفسه. وعندما تتكرر هذه التصرفات عليك فستجد نفسك لا إراديا بلوم نفسك والاقتناع بأن تصرفاتك بمعظمها كانت خاطئة، وأنه كان عليك التصرف بطريقة مختلفة. وهذا ما سينتج أن تشك بكل القيم والأخلاق التي تحملها بداخلك، وتقتنع بأنه عليك إعادة صياغة شخصيتك حتى لا تؤذي غيرك.