الهايبرلوب أسرع من الصوت..تعرف على الدولة العربية التي تخطط لبنائه




صاحب الفكرة

Elon-Musk-Teases-New-Developments-in-Level-4-Autonomy
إيلون ماسك

إن كنت على هذا الكوكب، فلا بد أنّك سمعت بالمليونير المخترع إيلون ماسك، الرجل الذي قدّم لنا طريقةً سهلة في التعامل مع الأموال عن طريق بي بال PayPal، ثم كوّن شركتين كبيرتين، هما سبيس إكس -شركة الفضاء المعروفة التي توّد السفر إلى المريخ خلال الأعوام الأربعة المقبلة- وتسلا موتوزر التي تقدم لنا سيارات كهربائيّة بنظام قيادة ذاتيّة، وكذلك عضو مجلس إدارة شركة سولارسيتي للطاقة الشمسية.
كثيرة هي اختراعات ماسك واستثماراته، فهذا العبقري جنوب الإفريقي الولادة والحاصل على الجنسيتين الكندية والأمريكية، تصل ثروته إلى 12.5 مليار دولار أمريكي. وبين التخطيط للصعود للمريخ وبين تصنيع السيارات الكهربائية والأسطح الشمسية، لم يتبق وقت كاف لأي خطط أخرى، مما دفعه لإعطاء هذه الخطط بالمجان للعامة. عن الهايبرلوب نتحدث.
لكن ما هو الهايبرلوب؟

قطار محلّق في أنبوب
تخيل معي قطاراً مستقبلياً يجمع ما بين طائرة الكونكورد وقاذفة الصواريخ وهوكي الطاولة، وهو يجمع ما بين تقنية القطار المغناطيسي المعلق، وأنبوب نقل ذي ضغط منخفض.

مفهوم الهايبرلوب- سبيس إكس
مفهوم الهايبرلوب- سبيس إكس

أراد ماسك أن يبنى هذا القطار بين سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، ليقلل مدة السفر بين المدينتين إلى 35 دقيقةً فقط، بسرعةٍ تصل إلى 1,223 كم/ساعة. ونشر إيلون بالفعل هذه الخطة على موقع سبيس إكس ووصلت إلى 57 صفحة.
ويصنف إيلون الهايبرلوب بأنه الطريقة الخامسة في النقل بعد الطائرات والقطارات والسيارات والمراكب البحرية، ويعتقد أنّ الأشخاص سيجلسون في حجرات صغيرة، وينطلقون كالطلقة الرصاصية عبر هذا الأنبوب. يُدعم الأنبوب بأبراج وعواميد تثبته، وتتوضع هذه الأعمدة على بعد 6 أو 15 أو 30 متراً عن بعضها البعض، وتُصنّع من الإسمنت المدعم.
قام ماسك بتشكيل فريق من سبيس إكس وتسلا لمساعدته في إيجاد تطبيق عملي لفكرته ووصل فريقه إلى الفكرة التالية: قرر الفريق خفض ضغط الهواء داخل النظام ليكون سدس الضغط على المريخ، مما يقلل الممانعة الحاصلة عند حركة الحجرات، وتم تصميم حجرات بمزلاجات معدنية، معلقة بواسطة الهواء الذي يدفعها عبر  ثقوب في هذه المزلاجات.

هوكي الطاولة
هوكي الطاولة

يشبه هذا النموذج لعبة هوكي الطاولة، لكن الهواء هنا يُولد بواسطة السرعة الكبيرة للحجرة خلال الأنبوب، وبواسطة ضاغط كهربائي قوي في المقدمة يقوم بنقل الهواء إلى الخلف. تعطي المغانط الموجودة على المزالج الدفعة الأولية للعربة، ويشبه ذلك ما يحصل عندما تنطلق الطائرة في الهواء، ثم يختفي إحساسك بحركة العربة إطلاقا.
تركب العربات أو حجرات الهايبرلوب على وسائد هوائية تتلقى الهواء من المروحة الضاغطة في مقدمة العربة والتي تدفع الهواء إلى الأسفل، وكل ذلك يعمل بواسطة الطاقة الشمسية، أيّ أن الهايبرلوب سينتج طاقةً تكفي لتشغيله بشكل مستمر بالإضافة إلى فائض من الطاقة.
وبعد أن تم طرح الفكرة، قامت شركتان هما هايبرلوب وان وهايبرلوب ترانسبورتيشن تيكنولوجيز بالبدء على العمل ومحاولة تجسيد فكرة إيلون ماسك وجعلها حقيقة، ولكن ربما ستغير الشركتان على الفكرة قليلاً خلال عملهما، فبدلاً من فكرة هوكي الطاولة، قد يتم استخدام نفس التقنية التي يستخدمها قطار ماغليف (القطار المغناطيسي المعلق) وهو القطار الأسرع في العالم حالياً (ماغليف شنغهاي بسرعة 360 كم/سا).
ورغم أنّ الفكرة كانت لوصل لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، إلا أننا قد نرى الهايبرلوب في أماكن أخرى في العالم قبل أمريكا.
هايبرلوب في الإمارات
ففي 13 أكتوبر الماضي، قام رجل الأعمال بيتر ديامانديس بالكشف عن خطة لهايبرلوب بين أبوظبي ودبي، ليختصر المسافة في أقل من 15 دقيقة، وذلك في عام 2020.(3) وتماهياً مع استراتيجية دبي للتنقل الذكي، والعمل على تحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة، فإنّ إضافة الهايبرلوب ستسهل عمليات التنقل وتختصر الوقت والجهد الضائعين في الانتقال عبر المسافات الطويلة. كما يشير الخبراء بأن تكلفة بناء الأنبوب الواحد تساوي 10% من تكلفة بناء القطارات التقليدية فائقة السرعة.

وأعلنت مؤسسة دبي للمستقبل مؤخراً عن استضافة المسابقة العالمية "بيلد إيرث لايف" لتصاميم "الهايبرلوب"، وذلك في شهر سبتمبر المقبل حيث ستشهد الفعالية منافسات بين الفرق المشاركة من مختلف دول العالم، كما ستشهد تقديم تصاميم أولية لمشروع ربط افتراضي بين مدينتي دبي والفجيرة من خلال الهايبرلوب وذلك في أقل من 10 دقائق، حيث سيتم تقييم التصاميم المقترحة بناء على كفاءتها، تكلفتها وواقعية تطبيقها.
كلّ تلك الأمور االتي كنا نراها في الخيال العلمي منذ ستين وخمسين عاماً أصبحت أقرب إلى الواقع، وذلك بفضل تعاون الأفراد ذوي الأفكار والشركات مثل إيلون ماسك مع الحكومات والشعوب في مختلف أنحاء العالم، لتطوير أفكارهم ونقلها من عالم الأوراق إلى عالم الواقع والحقيقة.