هل يمكنك أن تحصل على وظيفة تفوق قدراتك؟





بي بي سي عربية - في مقابلات التوظيف، غالباً ما نُسأل عن نقاط ضعفنا وقوتنا، ويعرف معظمنا كيفية الرد على ذلك تلقائياً.

لكن الحكمة الشائعة تخبرنا بأن نبيّن نقاط ضعف مصطنعة – أي أمور تدل على قوتنا لكننا نصفها باعتبارها سلبيات استطعنا أن نحولها إلى إيجابيات. وربما تقدر أيضا على تحوير بعض نقاط ضعفك لتجعلها تبدو مهارات تفيد في الحصول على وظيفة ربما لا تكون أكثر شخص مؤهل لها.

لكن، هل توجد حقاً مكامن ضعف بمقدورك أن تحولها بسهولة إلى مصادر قوة، أو قصورٌ فيك يمكنك التغلب عليه؟ وماذا يعني ذلك لمستقبل سيرتك الوظيفية؟ هل تستطيع أن تقوي نقاط الضعف لتحصل على عمل يفوق مؤهلاتك تماما؟ هذه بعض الموضوعات التي تناولها مؤخرا العديد من المستخدمين على موقع "لينكد-إن". ونعرض أدناه ما قاله اثنان منهم.

هيروشي ميكيتاني- المدير التنفيذي لشركة "راكوتين" المساهمة
في مقال بعنوان "حوّل نقاط ضعفك إلى نقاط قوة"، كتب ميكيتاني يقول "ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية قريبا مباراة الـ ’سوبر بولّ‘ لعام 2015. في السعي للحصول على لقب البطولة هذه، من غير المرجح أن ترى رياضيين تبدو عليهم علامات الضعف. إذا ما أصيب أي رياضيّ في هذه المباراة، فسوف يُخفي إصابته – لا يريد اللاعب المصاب أن يستدل خصمه على نقاط ضعفه."

ويضيف "ليس هناك أي داعٍ على الإطلاق للتصرف بنفس الشكل في مجال التجارة وإدارة الأعمال."


في العمل والتجارة، كما كتب ميكيتاني "يمكنك أن تواجه قصوراً، لكن يمكنك أن تتجاوزه وتحوله إلى نقاط قوة. الأمر الوحيد القاتل حقاً هو عدم إدراك القدرة على تحويل كل نقاط الضعف إلى قوة."

يتوجب عليك بالطبع، للتغلب على ذلك القصور، أن تدرك أولاً ما هي مَواطن الضعف حقاً. وحتى تتوصل لذلك، يقدم ميكيتاني لك بعض النصائح لتحويل تلك السلبيات إلى أمور إيجابية حقيقية.

"أدرس ما لا تعرفه. حتى وإن لم تأخذ حصصاً دراسية رسمية، فاحصل على الكتب التي تحتاجها ورتّب الوقت الملائم كل يوم للدراسة،" كما يقول ميكيتاني.

"مارس الأمور التي تشكو من ضعفك فيها. في شركة ’راكوتين‘ جعلنا إتقان اللغة الإنجليزية من أولوياتنا. غالباً ما يجتمع الموظفون في مجاميع صغيرة صباحاً، قبل بدء يوم العمل، للتحدث بهذه اللغة. لا علاقة للنقاش الدائر بالعمل – ربما يتناقشون في أمور المطاعم التي يحبذونها، أو فريقهم الرياضي الذي يشجعونه. الهدف هو ببساطة، الممارسة،" كما يقول ميكيتاني

التدريب على الأمور التي تجد فيها نفسك ضعيفاً من الوسائل الموثوقة لتطوير نفسك.

ليز رايان، المديرة التنفيذية لشركة "هيومان وركبليس" وأحد مؤسِّسيها
هل تساءلت قطّ ما حدث في مقابلة لوظيفة كنت مؤهلاً تماماً لها، لكن الوظيفة أعطيت لشخص آخر بدا غير مؤهل لها بالمرّة؟ كيف حصل ذلك الشخص على الوظيفة "ولم تكن لديه أي من المؤهلات التي ذُكرت ضمن الإعلان عن الوظيفة الشاغرة؟" كما تتساءل رايان في مقال لها بعنوان "كيف تحصل على وظيفة لست مؤهلاً لها؟"

لقد اكتشف ذلك الشخص وجود مشكلة ما في تلك الشركة "يندر أن تذكر في أي إعلان، ثم عرف كيف يتعامل معها"، حسب ما كتبت رايان.

"لقد كتب (ذلك الشخص) رسالة مقنعة، أولاً، ثم ذهب إلى مقابلة التوظيف. لم يتحدث عن مطابقة مؤهلاته وخبراته مع كل نقطة وردت في متطلبات الوظيفة المعلنة. لم تكن لديه أيّ من تلك المؤهلات."


بدلاً من ذلك، طرح ذلك الشخص الأسئلة المناسبه أمام محاوريه، "لقد طرح أسئلة تهدف إلى معرفة المزيد عن المشكلة التي تمر بها الشركة." كما كتبت رايان.

ومن خلال ذلك، أدرك هذا الشخص الأقل مقدرة وتأهيلاً، بشكل مبكر، أن مديري التوظيف كانوا بحاجة إلى شيء مختلف عما ذكر في الإعلان عن الوظيفة. لعله شخص سيفاجيء الآخرين بدوره في تلك الوظيفة.

إن عدم القبول بأن "إعلان الوظيفة كتاب مقدس" هو مفتاح الحل. وأضافت رايان "ربما يبدو لمن ينظر إلى عالم التجارة والأعمال من الخارج أن كل ما فيه رسمي ومدروس بعناية، إلا أنه في الحقيقة ليس الأمر إلا مجرد فراغ من الداخل."

غالباً ما تنال القرارات الحاسمة القليل جداً من التأمل والتفكير. ولذلك، "لا داعي للاعتقاد بأن مديري التوظيف يعرفون حقاً ما يحتاجونه عندما يكتبون إعلانات الوظائف. لعلهم يريدون شخصاً يختلف تماماً عما يذكرونه من مواصفات،" كما تقول رايان.

وكتبت أيضاً "لهذا السبب، تستطيع الحصول على وظيفة لا تملك مؤهلاتها – على الأقل على الورق."


تابعنا على الفيسبوك:

تابعنا على تويتر: