أفضل فيلم دافع عن الاسلام في التاريخ





دولة أنفقت مئات الملايين لتعمل فيلم عن سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ودول أخرى حرصت على إدخال أشياء اسلامية في أرقام قياسية لموسوعة جينيس حتى يتم تداول اسم الدين إعلامياً، وكل تلك اجتهادات يشكرون عليها، لكن لفت انتباهي فيلم تم انتاجه عام 2010 لكنني لم أشاهده للأسف إلا يوم أمس أثناء جلوس في إحدى المقاهي العامة للقراءة، إلا أن الفيلم جعلني أغلق الكتاب وأشاهده فلم أندم أبدا!

أتحدث عن فيلم My Name Is Khan، وبطله شاه خان ويتناول الفيلم قصة شاب مسلم يعيش في أمريكا مع زوجته التي كان لها ابن من زواج سابق، البطل يكون مصاباً بمتلازمة أسبرغر ويتعرض لصدمة كبرى بقتل الطفل الهندي المسلم على أسس يدرك الجميع أنها عنصرية، بسبب حملات الكراهية التي تتم ضد المسلمين في أمريكا.

يسعى خان ليصل إلى مقابلة رئيس الولايات المتحدة وهو آنذاك جورج بوش، يسعى كي يخبره قصته وأنه يريد معرفة قاتل الطفل المسلم وبنفس الوقت يريد أن يوضح له بأن اسم خان ليس ارهابياً، الفيلم منقول عن رواية تحمل نفس الاسم للروائية الهندية شيباني باثيجا.

حقق الفيلم تجارياً نجاحات مبهرة، فقد كان أكثر فيلم حتى تاريخه يحقق إيرادات عالمية من انتاج هندي، وهو الآن عاشر فيلم هندي تحقيقاً للدخل عبر التاريخ.

نعود لموضوعنا الأساسي وهو دفاع الفيلم عن الاسلام، ففي ذلك الفيلم يتم معالجة أكثر القضايا السلبية بحق المسلمين انتشاراً خلال رحلة خان للقاء الرئيس، وهي القضايا التي يستخدمها أعداء الدين عادة في تشويه وجهة النظر عن المسلمين بشكل عام.

فأولى القضايا التي نفاها خان هي أن الرجل المسلم قاسي القلب مع زوجته، فأظهروا رجلاً محباً مستعداً لرحلة مجنونة من أجل زوجته ... كما أظهروا أن الفئة المتطرفة التي تبحث عن الدم وفقط هي ليست فئة عامة بل قلة ضمن المسلمين كما أن هناك متطرفين في الديانات الأخرى، وخلال تركيزه على قضية التطرف أظهر الفيلم أن تصرفات سحق المسلمين وظلمهم هي من يستخدمها المضللون في ضم الشباب لهم من أجل التطرف.

الفيلم يظهر قضايا حساسة فيها انتقاد لكل الجهات التي تسعى لمساعدة المنكوبين حسب ديانتهم، فيدخل خان على حفل خيري فيتفاجأ بأن التبرع فقط مسموح للمسيحيين، فيقوم بإعطاء السيدة المال ويقول لها "أعطِ هذا المبلغ للمحتاجين من غير المسيحيين هناك"، وفي ذلك صفعة قوية للنظرة الطائفية في مساعدة المنكوبين على أساس ديني، وهي نظرة موجودة لدينا في عالمنا الاسلامي حتى لا نبرء أنفسنا ولا نكذب عليها أيضاً!.

في الفيلم يظهر خان شخصاً محباً للمساعدة ورغم معاناته مع أسبرجر ومقبل على الأنشطة الاجتماعية، كما أنه إنسان يشاهد كرة القدم وليس متجهماً منفراً للناس.. وفي الفيلم أيضاً يتم انتقاد المبادىء المتناقضة للمجتمع الأمريكي عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، فخان يتم اعتقاله تعسفياً وبشكل غير قانوني لكن وسائل الإعلام تصمت!

في المقهى حيث شاهدت الفيلم كان هناك عدة زملاء أجانب من غير المسلمين، كلهم اندمجوا به وأظهروا تفهماً للأفكار المطروحة، وبالنسبة لي فقد تأثرت لدرجة أنني قاتلت دموعي وحبستها لوجودي في مكان عام.

هناك محاولات أخرى في السينما الأمريكية والعالمية للدفاع عن وجهة نظر المسلمين، لكن هذا الفيلم ناقش الفكر وعمق القضية ولامس العواطف والعقل معاً، ويكفيني مشهداً يفسر فيه خان سبب إقبال سيدنا ابراهيم على ذبح ابنه اسماعيل بعد الرؤية، وهو تفسير تفوق فيه على كل أساتذة التربية الاسلامية ممن صادفتهم في حياتي حيث قال خان "كان سيدنا ابراهيم عليه السلام يعلم جيداً أن الله رحيم وأنه لن يجعله يذبح ابنه، لقد كان واثقاً بالله ويعلم رحمته لذلك أقبل دون تردد على الرؤية، فابراهيم لم يكن مقبلاً على الذبح لأنه يعلم بأنه لن يقع أساساً لأن الله رحيم ولا يقبل بذبح انسان بريء، فقصة ابراهيم واسماعيل مثال على الثقة بالله ورحمته وليس مثالاً على التضحية كما يحاول كثيرون إفهامنا"...مثل هذا التفسير لم يعطني إياه أي استاذ دين ولا رجل دين ممن يملكون محاضرات كثيرة، لكنه تفسير يحقق القيمة الحقيقية للاسلام الصالح لكل شخص ولكل زمان ومكان.

"اسمي خان وأنا لست ارهابيا" هي الرسالة التي أراد خان إيصالها للرئيس الأمريكي ونجح في فعل ذلك بالفيلم عندما دخلت إلى مقاطع اليوتيوب الخاصة به وقرأت التعليقات، صحيح أن لدى الديانات الأخرى متطرفين مثلنا يهاجمون قبل أن يفكرون، لكن وجدت الغالبية من الديانات الأخرى ينتقدون الظلم الواقع على المسلمين بسبب أحداث 11 سبتمبر الإرهابية ويدافعون عن عامة المسلمين ويفرقون بيننا وبين بعض المتطرفين معترفين بأن لديهم مثلهم!