محمد عواد – أكون سعيداً عادة مع وصول عدد من الطلبات لأجل كتابة مقال معين، لكنني وللمرة الأولى لا أكون سعيداً عند وصول عدد كبير من الاقتراحات بأن أكتب عن التصرف بعد تعرض الشخص للخيانة، فهذا يعني بشكل أو بأخر أن عدد من تعرضوا أو سيتعرضوا لهذا الفعل القبيح كبير جداً.
أول شيء يجب أن نعترف به بأن الخيانة هي أسوأ أمر قد يتعرض له الرجل أو المرأة من قبل شريك حياته، والمشكلة الكبرى تتلخص بأن عقلنا يجبرنا على التفكير بأننا المخطئون وأن الذنب علينا رغم أن الطرف الأخر هو الخائن، يجبرنا هذا العقل في لحظات الحزن على الشعور بالنقص أو الشعور بالعار بسبب ما وقع علينا من جرم.
يخبرني أحدهم أنه أحب فتاة في عمل معه، تطور حبه لها لدرجة كبيرة فهي حبه الأول، هي كانت تحبه لكن في الفترة الأخيرة وبعد انتقاله لعمل أخر بدأ فتورها معه يظهر شيئاً فشيئاً..لم يعرف السبب حتى طلبت منه الانفصال بسبب خلاف سخيف، يومان فقط بعد هذا الطلب سمع بخطبتها من شاب كان يعمل معهما، أدرك بأن الفتور الأخير كان خيانة وهذا ما أكده له زميل سابق في العمل لاحقاً لم يكن يعلم عن علاقته بتلك الفتاة وإخباره بأنها كانت على علاقة مع ذلك الشاب لفترة قبل الارتباط الرسمي.
دخل الراوي في ساعات حزن وأيام استسلام للكآبة، اعترف لي بأن معظم حزنه لم يكن لخسارة حبه بل لأنه تعرض للخيانة، فللأمر طعم مؤلم لا يشعر به إلا من عاناه فقط... الصدمة التي تعرض لها من الخيانة جعلته يفكر بالانتقام بكل السبل وحاول التصرف كالمجنون، لكن مرت الأيام واستيقظ من تجربته وهو الآن يعيش حياة طبيعية من دون أثار نفسية سلبية ولا شك قاتل بالجنس الأخر، وعندما أخبرته كيف استطعت ذلك قال لي:
- أول خطوة وأهم خطوة هي أن تدرك بأن كل شيء انتهى، لا عودة للعلاقة بعد الخيانة ومن يتحدثون عن السماح والمغفرة لا يعرفون كيف ستكون العلاقة باردة بعد ذلك أي أنها علاقة ميتة لكنها تبدو متحركة أمام الناس.
- عند إدراك أن كل شيء انتهى تخف ردة فعلك جداً، فمعظم ردود الفعل الغاضبة من الخيانة تأتي لأننا نتخيل بأن الخائن ما زال جزءاً منا وهذا لم يعد قائماً لأنه ببساطة خارج إطار علاقتنا الآن.
- لا تتحدث مع الخائن ولا تعاتبه، فقط انسحب!.
- إياك ولوم نفسك أو البحث فيما ينقصك، فالخيانة طبع في الخائن وليس نتيجة، فهو بإمكانه الانفصال قبل الخيانة لكنه فضل أن يتخذ المنحى الأخر...كن على يقين مطلق بأنه أساء الاختيار ومما قيل عن الأمر ولو كنت أراه غاية في العدائية قول أحدهم عن الخيانة " كيف تقنع القرد بأن هناك فواكه أفضل من الموز؟".
- احرص على عدم البقاء وحيداً أبداً لفترة ما بين 6-21 يوماً على الأقل بعد الخيانة، لو استطعت ضمان من ينام معك في غرفتك حتى لا تجد وقتا لتفكر قبل النوم سيكون الأمر جميلاً.
- ابتعد عن فكرة الانتقام فهذا انتقاص من قيمتك لا من قيمة الخائن.
- إياك أن تقع في فخ التعميم بأن كل النساء أو كل الرجال خائنون، فأنت إنسان جيد وهناك مثلك أشخاص جيدون وليس الكل خائن وهذه حالة شاذة.
- اسأل نفسك " هل كان من الأفضل من أن تكمل حياتك مع شريك لا يتردد بخيانتك، أم أنه من الأفضل كشف كل شيء الآن وإكمال حياتك مع أخر مخلص؟".
ما سبق لا يعني أنك لا تحزن أو حتى لا تبكي بل البكاء قد يكون مهماً لتفريغ بعض الحزن، لكن ليكن الحزن والبكاء على وقتك الذي أضعته على من يستحق وليس عليه هو، حاول أن تتذكر بأن خيانتك فعلياً لا تنتقص من قيمتك بل تنتقص من قيمة الخائن لا أكثر.
الموضوع شائك ... وعند الصدمة قد يكون الصبر صعباً، وبالتأكيد ليس هناك خلطة سحرية تحل مشاكل هذه الخيانة عندما تحدث، لكن بعض النصائح ولو بدت بسيطة قد تساعد على الخروج من الأزمة أو على الأقل التعايش معها مع اعترافي بأن لقوة الخيانة أثر قد لا تعالجه ملايين الكلمات.
تابع الكاتب على الفيسبوك و تويتر:
تابعنا على الفيسبوك :
تابعنا على تويتر: