العلاقات الالكترونية ... بصراحة!






محمد عواد – أسمع كثيراً قولاً بدأ ينتشر بين الناس وهو " ما يبدأ على النت ، ينتهي على النت" ، وكلما أذهب لمكتبة كي أشتري كتباً يصيبني احباط من عدد الكتب المخصصة تحت عنوان كبير هو " الشيطان هو النت" ، ولكن هل هذا التصوير الشيطاني للانترنت حقيقي؟

بالنسبة لي وبالنسبة لما أشاهده : لا!

فماذا تختلف العلاقة على الانترنت عن العلاقة بالتلفون أو العلاقة في الجامعة ؟ .. الفارق الوحيد هو سهولتها لا أكثر ، فالكذب ممكن وسهل سواء كانت علاقة "موبايل" أو علاقة " واقعية" فنحن نسمع يومياً بمن يأتي لبيت إحداهن ويخطبها وبعد الزواج تكتشف أنه شخص أخر تماماً وأسوأ مما يخطر على بال بشر.

فالموضوع في النهاية ليس الانترنت ولا الهاتف ولا الاختلاط ، فالموضوع " نحن بني البشر" الذي قال عنا كارل ماركس يوماً "  كل شيء يتغير إلا الإنسان" ، فنحن باقٍ فينا إلى يوم الدين تلك الفئة "الكاذبة المخادعة" سواء من الذكور أو من الإناث...ومهما كان نوع الوسيلة فهناك المخادع دوماً ، فأشرطة الدعاة التي تحذر من الرجل هي ذات القصص المستخدمة مع ذات النهاية  لكن مع تغيير الهاتف الأرضي إلى موبايل ثم إلى إنترنت ، لأن في النهاية كل تلك وسائل لا أفكار... والوسيلة بحد ذاتها عاجزة عن فعل شيء من دون مستخدم وهو نحن.

من هنا أرفض تماماً مبادىء بعض الأسر برفض أن يتقدم ابنهم للزواج من فتاة عرفها على الإنترنت ... لأن الأمر تماماً كما أنه قد عرفها في جامعته ...

ومن هنا كذلك أرفض تماماً تفصيل العلاقات إلى أنواع فهي بالنهاية علاقة واحدة بين رجل وامرأة يحكم فيها العقل والقلب ....

لكن يجب الحرص على توضيح عدة أمور هي:

- هناك ما يسمى بالحضور المادي للشخص أي عند لقائه ، وهنا قد ينصدم شخص بمقابلته أخر بعد فترة من المعرفة الالكترونية .. رغم أنه صادق بصورته وصوته لكن حضوره في المقابلات الشخصية ضعيف أو غير جذاب كما هي شخصيته الالكترونية.

- الصدق مطلوب كي  نكون واضحين مثلما هو مطلوب في كل العلاقات ، سواء كان ذلك في الشكل أو العمر أو الظروف التي يعيش فيها الفرد.

- عدد التجارب الفاشلة الكترونياً كبير وهذا يجب أن نعترف به ولكن هناك أسباب مختلفة ؛ الأول وجود بعض الكاذبين وهو أمر طبيعي، الثاني هو ظروف معقدة بعض الأحيان مثل اختلاف البلاد ، والثالث وهو الأهم سهولة الوصول لعلاقة الكترونية يجعل عددها أكبر مما يجعل عدد الفاشل منها أكبر كذلك.

- البعض يستسهل فكرة العلاقة الالكترونية ولا ينتبه لمشاعر الطرف الأخر ، فتجده يقول " أحبك" ولا يحب فعلاً لكنه يريد أن يجرب...وهنا نتكلم عن مشكلة أشخاص وليس نوع علاقة.


- العلاقة الالكترونية تحتاج لتعامل جدي تماماً من حيث التفكير والتقييم المنطقي للعلاقة قبل الخوض فيها.

- هنا لا أدعو ليدخل كل قارىء في علاقة الكترونية مباشرة ، فكل إنسان عقله ولكل إنسان ظروفه التي يعرفها ... فأنا أثق بالقارىء تماماً وأرفض مبدأ افتراض جهله. 

                                     


تابعنا على الفيسبوك:



تابعنا على تويتر: