تأملات في الحرية



محمد عواد - الحرية هي الشيء التي ضحى من أجله الشعب العربي منذ نهاية العام الماضي وحتى اليوم ، وهو الشيء الذي لم نعتد أن نراه حتى الآن ولكننا مقبلين على تجربته ومن أجل ذلك فلا بد من وقفات تأملية معه.

- أكبر اختبار للحرية والثورات العربية هو السماح للأخر الرافض لهم بالكلام من دون قوائم سوداء ، هناك فرق بين أن أقول أنا ضد " الثورة" وهذا رأي وحرية شخصية وأن أقول "الثوار عملاء و.. و..و" وهذه افتراء وكذب لا يمكن القبول به.

- يقول المؤرخ اليوناني ثيوسايدس : " سر الحرية هو الشجاعة " ، والشجاعة هنا ليست فقط في قول الحق وقول رأيك لكنها الشجاعة بقبول الرأي الأخر وقبول الهزيمة في الانتخابات كذلك.

- كل الخوف من تحول الشارع في المستقبل القريب ولسنوات عدة كوسيلة لفرض الرأي ، يجب أن يفهم الجميع أنه مع أول انتخابات وتصويت الشعب على أسماء معينة فيجب منحها فرصة كاملة حتى نهاية الدورة البرلمانية قبل محاسبتها في الانتخابات المقبلة.

- يجب وكي لا يهان الدين سحبه من برنامجنا الانتخابي ، فلا أعتقد أن هناك من يناقش أحد بأن بلادنا إسلامية عروبية وبالتالي يجب شطب كل مرشح يهم بتكفير طرف أخر وكذلك يجب شطب كل مرشح يصف الأخر بالرجعي ويستهزىء به بصور وغيره...لا بد من التشدد في هذا الأمر عند البداية حتى تصبح ديمقراطيتنا واختياراتنا حقيقية وليست تعصبية.

- تجلت لدينا مقولة ابراهام لينكولن : "من ينكر الحرية على الأخرين لا يستحقها لنفسه" لكن بالعكس ، فكل الحكومات العربية ناصرت الثورات في غير أراضيها ولكن عندما تعلق الأمر بها سحقتها سحقاً ... وبعضهم خرج وخطب وتحدث عن مطالب الشعوب المشروعة ونسي شعبه.

- واضح أن هناك صفقات بدأت تعقد بين أحزاب وأطراف وقوى أمنية لضمان الفوز في الانتخابات الأولى في دول مثل مصر وتونس ، هذا هو خطأ الشعب الثائر بأن سلم رقبته لأحزاب كانت دوماً أدوات في أيدي النظام وفي حال نجح هؤلاء بالوصول إلى الحكم فإن الشعوب ستحتاج ثورة جديدة على قمع الحريات من جديد.

- تتطلب الحرية مسؤولية فردية وجماعية وإلا تحولت لفوضى ، هذا معناه أنه عندما تكون حراً يجب أن تثبت كل كلمة تقولها وتمتلك أدلة عليها وإلا وجب مقاضاتك في حال اتهمت أشخاصاً بأمر ما ، ومن الاتهامات ما فعله من لا أود ذكر اسمه في تأملاتي من اتهام بيبسي بتمويل الثورات العربية.

- الحرية والديمقراطية لا تتجزأ ، معنى ذلك إن أنصاف الحلول وأنصاف الدساتير شكل متطور من الديكتاتورية المقبولة للشعب ، على الشعب أن يفرض حق الشعب بكل ما للكلمة من معنى في الدستور.

- لمن يبكي على دم سال لشقيقه أو قريبه أنقل قول غاندي:  "الحرية هي روح الإنسان وأنفاسه .. فكم ثمن هذه الأشياء؟".

- الحر الحقيقي لا يمثل بجثة ولا يلقي بها في نهر وإن قطعه العدو إرباً ، فأخلاق الحر خالية من الحقد وخالية من الغدر ... الحر أيضاً لا يقتل قائده لتصفية حسابات الماضي أو ضمان حسابات المستقبل .. هناك أحرار ثائرون الآن وهؤلاء الأغلبية ولكن هناك من يمشي مع التيار بهمجية وهذه أقلية جداً .. والواجب على النوع الأول ضبط النوع الثاني كي لا تتحول ثورات العرب إلى حصاد انتقام لا حصاد تغيير.

صفحة الكاتب على الفيسبوك :

صفحة تأملات على الفيسبوك: