تأملات حول هتلر!





محمد عواد - ليست هناك مناسبة كي أكتب عن هتلر ولكنه طلب من أحد الأصدقاء في صفحة مقالاتي على الفيسبوك ، وأصبح هذا الطلب ملحاً مع تكراره من عدة أشخاص وفي النهاية باتت الكتابة أمراً ضرورياً عندما شاهدت عدة شباب مثقفين يضعون صورة هتلر كصورة شخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.

- قبل أي شيء أريد أن أذكر بقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " ، هذا كي لا يأتي شخص ويقول هو بطل لأنه أحرق اليهود!!.. فالظلم مرفوض على أي شخص مهما كانت ديانته أو أفكاره.

- حكم هتلر المانيا لمدة 11 عاماً فقط ، ولكنه استطاع بناء قوة كبيرة لهذه الدولة وفرض هيبتها على الجميع وإن كانت هيبة الظلم والإجرام ، لكن لدينا من حكمنا أكثر من 40 عاماً ولم يفعل شيئاً سوى إفقادنا هيبتنا.

- لا يمكن لعربي صرف أو مسلم حقيقي أن يقبل بفكر هتلر ، فهو عنصري بل قمة في العنصرية ولا يمكن القبول بتصرفاته فهو مجرم حقيقي لا يرحم... مهما كان ما فعله جيداً في مجالات التصنيع فإنه لم يكن يتحلى بصفات الإنسان الحقيقي!.

- لا يلام هتلر فقط فيما فعل ، وإنما يلام كل شخص وقف معه وأيده في فكره فبالتأكيد لو خرجت الآن إلى الشارع وقلت للناس اقتلوا من ليس من بلدنا لقاومني أهل بلدي قبل الغرباء ...لكن هو وجد من يصفق له وينبهر بكلامه.

- ما نحتاجه هو قائد يملك عقلية هتلر بالنظر إلى أمته كأمة عظيمة ولكن ليس بأخلاق هتلر الذي يبيح القتل ويفتخر بالاستعلاء، لو جاءنا شخص يؤمن بأننا أمة عظيمة فسوف نكون عظماء لا ريب ،  ولو كان رئيساً لأفقر دولة عربية فالحكمة تؤكد أننا نصبح ما نفكر به!.

- بصراحة أكثر موقف أحترمه لهتلر هو ما فعله مع صديقته ايفا براون ، حيث تزوجها عندما أيقن خسارة الحرب وسقوط البلاد وكان الزواج قبل يومين فقط من الانتحار!!...الرجل حقق أمنية للمرأة التي يحبها، حواء الداعمة المؤمنة برجلها قادرة على تغيير أخلاق الرجل حتى لو كان هتلر!.

- العداء لليهود في أوروبا لم يكن قد بدأ بسبب هتلر ، لكن هتلر هو الشماعة فهناك مناطق ممنوع على اليهود دخولها منذ القرن الخامس عشر وإحدى شروط لينين لإيقاف الحرب العالمية الأولى كان إنصاف اليهود ومعاملتهم كباقي الأشخاص في بعض الدول كرومانيا.

- معلومة صحيحة هي تلك التي تقول إن هتلر ابن غير شرعي لكنه يعرف والده ويعرف أمه ، ولكن ما فائدة هذه المعلومة أصلاً لإنسان عادي؟؟... هل هو من كان السبب ؟ .. طبعاً لا ، من يحاسب على هذا هو الوالدين وليس الطفل!.

- بعض الروايات تؤكد أن جدة هتلر (أم والده) عملت لدى أسرة يهودية ، والبعض يقول إن معاملة هذه الأسرة السيئة هي سبب خلق الكراهية لدى والده ومن ثم هو لليهود ، علينا أن ننتبه نحن في تعاملنا مع عديد الجنسيات التي تأتي بلادنا طالبة لقمة عيش وعلينا أن نتذكر بأن المماليك وصلوا يوماً إلى حكم البلاد ، فالظلم وازدراء الناس هو طريق دمار شامل للمجتمعات.

- هتلر أكبر دليل على أننا يجب أن لا نأخذ الإنسان بنظام العرض الشامل (الباكيج الواحد) ، حيث أنه ينبغي علينا أخذ الجيد من كل تجربة ونبذ السيء فهتلر ليس برسول لنتبعه بشكل مطلق ولكن في كل شخص وكل شيء نحبه يجب أن نأخذ الصالح وندير ظهرنا للطالح ... لذلك أؤكد أن لدى هتلر الكثير من الإيجابيات التي نتعلم منها ولديه سلبيات كثيرة لا يمكن لبني أدم سوي أن يطيقها!.


تابعنا على الفيسبوك  :



تابعنا على تويتر:



تابع صفحة الكاتب على الفيسبوك و تويتر :