ما هي قصة التسامح الرائعة للمسلمين عند فتح جزيرة كريت؟




عندما تولى السلطان الغازي إبراهيم الأول الخلافة سنة 1049هـ وكان عمره خمسة وعشرين سنة كان محبًّا للجهاد واهتم بتحديث الجيوش العثمانية وإن كان ذلك سببًا لعزله بعد ذلك على يد الإنكشارية , وبدأ إبراهيم الأول في استعادة ما فقدته الدولة العثمانية من أملاك في أوربا..

وبالفعل استعاد مدينة آزوف وغيرها وشعرت أوربا خاصة إيطاليا بوجود خليفة قوي جديد على رأس الدولة العثمانية فبدأ البنادقة في التحرش بموانئ المسلمين في شبه جزيرة المورة 'جنوب اليونان' فأراد إبراهيم الأول أن يقمع خطرهم وشرهم ففكر في احتلال جزيرة كريت ذات الموقع الاستراتيجي في البحر المتوسط جنوب إيطاليا ليقع طريق الأسطول الإيطالي على أملاك العثمانيين.

 على الطرف الآخر من الأحداث وقعت حادثة غريبة أرجع بعض المؤرخين أنها السبب وراء فتح جزيرة كريت, هذه الحادثة تبدأ عندما ولد للسلطان إبراهيم الأول ولدًا واختار لإرضاعه جارية حسناء جميلة جدًّا قد وضعت مولودًا حديثًا وكانت لأحد أقارب إبراهيم الأول وقيل لمسئول قصره الأول, وبالفعل بدأت تلك الجارية الحسناء في إرضاع ولد الخليفة..

ولكن وقعت بعض الخلافات داخل القصر ألجأت هذا المسئول لأن يأخذ جاريته وولدها ويخرج من المدينة طالبًا زيارة المسجد الحرام وقامت الجارية بإرجاع ولد الخليفة لحضانة أمه لتتولى هي أو غيرها إرضاعه, ثم ركب هذا الرجل وجاريته وولدهما البحر قاصدين البيت الحرام وفي أثناء الرحلة هجمت سفن رهبان جزيرة مالطة على سفينة هذا الرجل وقتلته هو وجاريته وأخذت الطفل وقد ظن الرهبان أنهما قد أخذا طفل الخليفة ولما استبانت حقيقة الأمر والخطأ قاموا بتربية هذا الطفل على النصرانية وأطلقوا عليه اسم 'بدري أوتوماتو' أي الأب العثماني..

وعندما وصلت الأخبار للخليفة إبراهيم الأول استشاط غضبًا خاصة أنه قد عرف أن هؤلاء الرهبان قد تلقوا مساعدات كبيرة من أسطول البنادقة فقام باحتجاز قناصلة الدول الأجنبية في الأستانة منهم قنصل إنجلترا والنمسا وألمانيا وروسيا وغضب الخليفة غضبة أرعبت دول أوربا كلها, فقام الصدر الأعظم بتهدئة الخليفة وعرفه حقيقة الحال وأن هؤلاء الرهبان كلهم من الفرنسيين الذين لا يخضعون لسلطان أحد من دول أوربا ولا حتى فرنسا بلدهم, إنما هم مجموعة من عبدة الصليب نذروا أنفسهم لمحاربة الإسلام وأهله..

عندها قرر الخليفة البدء في تنفيذ ما كان يخطط إليه من فتح جزيرة كريت ذات الموقع الاستراتيجي الهام فجهز أسطولاً عظيمًا وجعل عليه قائدًا بحريًا معروفًا هو يوسف باشا فهجمت قوات الأسطول على الجزيرة ولم يستطع أسطول البنادقة مواجهة الأسطول العثماني فتخلف عن القتال فاستطاع العثمانيون أن يحتلوا الجزيرة بمنتهى السهولة ودون مقاومة تذكر وذلك في 29ربيع الآخر 1055هـ.

قام البنادقة بعد ذلك بمهاجمة موانئ شبه جزيرة المورة والاعتداء على أملاك المسلمين فيها وعندها استشاط الخليفة إبراهيم غضبًا وقرر قتل كل النصارى الموجودين في الدولة العثمانية ولكن المفتي أسعد زادة أبي سعيد أفندي منعه من ذلك, وقال له: إن ذلك يوضح الفارق بين المسلمين والصليبيين الذين غدروا وفتكوا بالمسلمين في الأندلس عند سقوط مدينة غرناطة في أيديهم وما فعلوه في بيت المقدس عن احتلاله وما فعلوه بعكا عند احتلالها إلى غير ذلك من تاريخهم الأسود المليء بالعار والحقد.


معلومات مختارة:
ما هي الفريضة التي تحوي كل أركان الإسلام؟

ما هي آية الصادقين؟
تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر: