من هو البوهيمي؟





سؤال الزائر: من هو البوهيمي؟
الاستخدام الحالي:
أي مجموعة أو شخص يقوم بسلوك غريب مخالف للحياة التقليدية، وعدم اكتراثه أو رده بما يتعرض له من انتقادات، مثل ذلك أن يقرر شخص العيش في الشارع رغم قدرته على شراء بيت، أو يرتدي شخص ملابس من قطع لحم كما فعلت ليدي غاغا.

أما تاريخيا فننقل لكم ما يلي من ويكيبيديا:
 البوهيمي أساساً هو أحد مواطني منطقة بوهيميا التشيكية.


إلا أن المصطلح انتشر بمعنى آخر في فرنسا أولاً في القرن التاسع عشر الميلادي وأصبح يستخدم لوصف أولئك المهاجرين الغجر الذين جاؤوا من رومانيا مارين بمنطقة بوهيميا والتي تعرف الآن بجمهورية التشيك.


 ثم أصبح المصطلح يدل على أي كاتب أو فنان يميل إلى اتخاذ سلوك أو العيش بنمط حياتي غير مألوف، سواء أكان هذا سلوكاً واعياً أو غير واعياً منه.


 ازدهر المصطلح في عام 1845 بعد أن نشر الباريسي هنري موجيه مجموعته القصصية (مشاهدة من الحياة البوهيمية) ثم قام الموسيقي الإيطالي الشهير جاكومو بوتشيني عام 1896 باستخدام أفكار هذه المجموعة القصصية وحولها إلى أوبرا موسيقية شهيرة تعرض الآن في دور الأوبرا تحت عنوان (البوهيمية) أو (المتشردة.) أما اليوم، فيستخدم مصطلح البوهيميون كما هو مبين أعلاه لوصف فنانين يعيشون ويدعون إلى التفكير الحر المطلق غير المقيد محاولة منهم لإضفاء أسلوب خاص في نتاجهم الأدبي أو الفني، لذلك فهم لا يمتثلون في سلوكهم وأعمالهم إلى أعراف المجتمع وتقاليده.


 وكما هو الحال عند الغجر، البوهيمي عادة هو ذلك الفقير الذي تبدو حاله وشكله رثة، فهو لا يهتم بمظهره لأنه مشغول بفنه وطقوسه الغريبة عن كسب المال، ورغم أن البعض من البوهيمين من أمثال هنري موجيه حاول أن يبعد نفسه عن الغجر إلا أن الغجر والبوهيمين يشتركون في خصائص كثيرة بل إن الغجر هم الشرارة الأولى لبداية ما يعرف بالبوهيمية في الأدب والفن في فرنسا.


انتشرت أفكار البوهيمية عند الشباب بسبب شهرة أعمال الأدباء الذين ارتبطوا في البوهيمية منذ نشأتها من أمثال هنري موجيه وفكتور هوجو في روايته ذائعة الصيت (البؤساء) والتي انبثق منها أكثر من عشرين إلى خمسين عملاً سينمائياً والمسرحية حازت على جوائز عديدة. تناولت رواية البؤساء والتي كتبها هوجو عام 1862 (1260 صفحة في طبعة المكتبة الحديثة عام 1992) كل ما يمكن أن يحتويه المجتمع الفرنسي في العشرينيات والثلاثينيات من القرن التاسع عشر وخاصة حياة الشباب والتي تمثل أهم ظواهر حياة البوهيمية في باريس.


كانت باريس الأرض الخصبة لمثل ولادة هذا الاتجاه الحر مع الأدب والفن بل إن العديد من الكتاب البرجوازيين الذين أسسوا هذا الاتجاه من أمثال فكتور هوجو وهنري موجيه يربطون البوهيمية بباريس أو تحديداً بالحي اللاتيني على الضفة اليسرى لنهر السين، أي لكي تكون بوهيمياً لا بد أن تكون باريسياً.


لكن هذه الحركة اختفت في باريس بعد الحرب العالمية الأولى وانتشرت في أنحاء كثيرة من العالم وبلغات أخرى غير الفرنسية، وهناك مناطق في العالم ارتبطت البوهيمية كثيراً بها من أمثال سوهو في لندن، وشوابينج في ميونيخ وقرية جرينتش في نيويورك ونورث بيتش وهايت اشبوري في سان فرنسيسكو. في سياق عربي، يمكن اعتبار رواية (الخبز الحافي) لمحمد شكري عملاً أدبياً بوهيمياً احتوى خصائص كثيرة مما يحتويه العمل الأدبي البوهيمي.
تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر: