كيف تكون فكرة الموت حافزا للنجاح؟




علاء علي عبد - صحيفة الغد - الموت من الأمور التي يسعى معظم الناس لتجنب الحديث عنه، ولكن ما يجهله هؤلاء هو أن الموت يمكن أن يكون أكبر محفز للنجاح في حال تمكن المرء من اتخاذه كصديق.

لا بد وأن الفكرة تبدو غريبة للكثيرين، لكن لو قمنا بالاقتراب أكثر من الموضوع، سنجد بأن اعتبار الموت صديقا لنا، يسهم وبشكل فاعل بدفع حياتنا نحو الأفضل.

ولتوضيح ما سبق، يمكننا أن نتنبه لما يقوله أحد الخبراء الروحانيين القدماء بخصوص هذا الموضوع.

فقد ذكر كارلوس كاستانيدا بأن الموت يعد الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقدم لنا نصائح تتميز بالحكمة شبه المطلقة. فعندما يمر المرء بلحظات ضعف، يشعر خلالها بأن كل الأمور تسير بعكس ما يشتهي، وأنه على وشك الانهيار، فعليه أن يطرح سؤالا تخيليا على الموت، ليتأكد ما إذا كانت بالفعل الأمور تبتعد به عن هدفه المنشود.
عندها ستأتي الإجابة للمرء من داخله بأنه على خطأ، حيث أنه طالما لم يأت الموت لزيارته، فهناك أمل بالتأكيد، طالما أن قلبه ما يزال ينبض بالحياة، فهناك بالتأكيد طريقة لتعديل الأحداث التي تمر به رغما عنه، لكن ينبغي عليه فقط أن يبحث جيدا عن تلك الطريقة. فبحسب موقع PickTheBrain فإن العالم الذي نهايته الحتمية هي الموت، لا يوجد وقت للندم والشكوك، وإنما يجب أن يخصص الوقت فقط لاتخاذ القرارات المناسبة.
لو تفكر المرء قليلا، سيجد بأن حياته اليومية تتضمن العديد من القرارات التي ينبغي عليه اتخاذها، لكن ترى كم من شخص حاول أن يبني قراراته على حقيقة واحدة، وهي أن الإنسان معرض للموت في أي لحظة؟ هل سبق وأن فكرنا أن من نعم الله وحكمه، التي قد لا نعيها بشكل كامل، أنه قام بإخفاء موعد نهاية كل شخص، وبالتالي فلا يوجد أحد بإمكانه تحديد وقت وفاته؟
ولتوضيح ما سبق أقول إنه على افتراض أن أحد الأشخاص علم بالموعد المحدد لوفاته، فإنه بالتأكيد سيبدأ بتركيز انتباهه على الأمور التالية:
- قضاء الكثير من الوقت مع الأشخاص الذين يحبهم.
- سيسامح كل من أخطأ بحقه، وسيطلب السماح من الذين أخطأ بحقهم.
- القيام ببعض الإجراءات التي من شأنها تحسين حياة من يحبهم.
- القيام بالأعمال التي يستمتع بها، مثل السفر وممارسة الهوايات المختلفة.
- محاولة إنهاء مشاكله، خصوصا المادية منها قدر الإمكان.
- وسيحرص على تخطيط وقته ليجعل كل لحظة تمر به تكون ذات قيمة عالية.

لعلنا لاحظنا بأن جميع النقاط السابقة هي في الواقع نقاط إيجابية، وهنا نتساءل ترى هل يمكننا أن نفكر ولو للحظات كيف ستتحول حياتنا لو طبقنا النقاط السابقة؟ على الرغم من إيجابية تلك الأمور إلا أنه وكما ذكرنا سابقا، فإن الجميع تقريبا يتجنبون الخوض في هذا الموضوع، الأمر الذي يجعل قراراتهم مبنية على مشاعر الخوف داخلهم. حيث يقنعون أنفسهم بعدم امتلاكهم الوقت الكافي للقيام بمثل تلك الأمور، كونهم يسعون للتفرغ للأمور الأهم، لكن المحزن هو أن ما نراه الأهم يتضح في كثير من الأحيان بأنه الأقل أهمية.

ولعل أبرز المشاكل لدى العديد من الناس تتمثل باعتقادهم أنهم يملكون الوقت الكافي لإنجاز كل ما يريدون إنجازه. وهذا بسبب تجاهلنا الحديث عن الموت أو حتى تذكره، الأمر الذي رسخ داخلنا اعتقادا مفاده بأننا سنعيش للأبد، حتى وإن لم يكن صريحا إلى هذا الحد، لكن لو دققنا في معناه سنجد بأننا فعلا نتصرف، وكأن حياتنا لن تنتهي.

تنقسم حياتنا إلى العديد من الأجزاء التي تكمل بعضها، لكن الخلل يحدث عندما نسمح لجزء منها بالسيطرة على باقي الأجزاء الأخرى. فكم من شخص كرس معظم وقته لجمع المال، وبالتالي ترك نفسه تغرق في العمل المتواصل لدرجة جعلته ينسى واجباته الأخرى؟ كم من شخص امتلك المال وكرس حياته لإسعاد نفسه، ونسي أن الحياة لم تخلق لهذا؟ لذا فإنه علينا أن نقوم بطرح سؤال تخيلي آخر على الموت لمعرفة الكيفية الصحيحة لتقسيم وقتنا.

لذا يجب أن نهتم بعلاقاتنا مع بعضنا البعض ونجعلها مبنية على الحب والتسامح وغير ذلك من الصفات الإيجابية. وبالتالي نلاحظ بأن إجابة السؤال التخيلي السابق هي إجابة متداخلة تنبهنا إلى ضرورة عدم السماح بسيطرة جزء من حياتنا على الأجزاء الأخرى.

ويجب علينا أن نتأكد بأنه لا يوجد لدينا الوقت الكافي لاتخاذ قرارات مترددة أو مغلفة بالخوف، يجب أن لا نلجأ للتأجيل لمجرد أننا نشعر بأننا لا نملك القدرة على معالجة كل هذه الأمور دفعة واحدة. ويمكننا لتجنب مثل تلك الأمور أن نتبع النصيحتين التاليتين:
- في حال بدأت تلجأ للتأجيل حاول أن تتذكر بأن الوقت محدود ولا يمكنك إيقافه.
- حاول أن تبحث عن الطرق الكفيلة بتقوية شخصيتك، بحيث تصبح أكثر قدرة على اتخاذ قراراتك بعيدا عن مشاعر الخوف.

تابعنا على فيسبوك:


تابعنا على تويتر: